العدد 3470
الأحد 15 أبريل 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
أهلا بالخير ووداعا للسياسة والخونة
الأحد 15 أبريل 2018

أضعنا الكثير من الوقت خلال السنوات الماضية في السياسة، وأهدرنا للأسف طاقاتنا المالية والفكرية بالإضافة إلى خسارتنا الهائلة لأمننا واستقرارنا، كل ذلك من أجل فكرة مجنونة تريد أن نكون أمام العالم دولة ديمقراطية وكأننا في الواقع دكتاتورية ككوريا الشمالية أو ثيوقراطية كإيران الظلامية، وكان هذا الهدر المالي والفكري والخسارة التنموية كلها بلا داع ولا مبرر، لكن هذا ما جرى وما كان عليه الوضع السياسي الدمر الذي لا نتمنى أن يعود ولا حتى مجرد ذكرى سوداء قاتمة.

اليوم وبعد كل ما ذكرت نحن أمام مملكة حباها الله بالخير ومعه الاستقرار، وبين الخير والاستقرار علاقة جدلية وثيقة، فحتى يدوم هذا الخير وينتشر ويستفيد منه أهل البحرين جميعاً دون تمييز لابد أن يرافقه الاستقرار المطلوب، لا نفعل مثل قطر التي أهدرت ثروتها على دعم الإرهاب ولا نعود للسياسة العرجاء التي انتهجناها قبل سنوات ودمرتنا وحلت بنا الفوضى والخراب، لقد ولت تلك الأيام التي رأينا فيها الوفاق ووعد تتصدران المشهد ورأينا قادة هذه التنظيمات وغيرها يعتلون المنابر ومن حولهم حرسهم وميلشياتهم، كما رأينا الحرق والتخريب والتدمير ومازلنا نذكر الشوارع المغلقة بنيران الإطارات أينما توجهت في البحرين حتى بلغ الأمر محاصرة شوارع العاصمة ودوائرها، بل بلغ الأمر بتلك الأيام السوداء احتلال السلمانية والتوجه لمبنى الحكومة لمحاصرته، كل ذلك لم يكن يمكن تخيله ولكنها وقائع جرت على الأرض موثقة وعشناها ولن تُمْحى من ذاكرتنا، لهذا كله أقول اليوم والبحرين أمامها خير كثير وموارد من حيث لا نتوقع، علينا بهذا الاتجاه أن نذكر ما جرى حتى لا يتكرر، وأول ما يجب أن نتعلمه ألا نعود بالمطلق للسياسة الدمرة ومهما حاول الغرب أو الشرق أو الشيطان خداعنا وترويج ما يسمى بالديمقراطية والشفافية وحقوق الإنسان وغيرها من هذه المفردات التي يكمن وراءها فخ اصطياد الشعوب، علينا أن نرفضها وننبذها ولا نترك فرصة لصحافة محلية مخترقة تدس السم في مقالات بعضهم، ولا نترك لبعض الوجوه القديمة المعروفة التي اخترقت بورصة السياسة أن تعود تحت يافطة المصالحة والوحدة والانسجام والصف الوطني والشفافية وغيرها من هذه المفردات التي ما عادت تنطلي علينا مهما جرى تلميع مروجيها لها، فقد اكتشفنا أن كل ما تعرضنا له في الماضي من خراب وفوضى جاء من هذا الباب الذي تولاه للأسف فيما مضى بعض المسؤولين الذين بلغت مناصب بعضهم وزراء في الحكومة وأعضاء في الشورى، عاد بعضهم للأسف اليوم في مناصب أعلى في الاختراق، وهذا لن يقبل به شعب البحرين بعد أن خرجنا من دائرة النار، علينا اليوم الاستفادة من الخير وترفيه شعبنا وتحسين مستواه كالآخرين وبلا سياسة دمرة.

تنويرة:

النوم بين قوم ميتين يقظة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية