العدد 3477
الأحد 22 أبريل 2018
banner
360 درجة أيمن همام
أيمن همام
مشروع تقسيم سوريا
الأحد 22 أبريل 2018

منذ اختطاف قطار سوريا العروبة وإدخاله نفق “الخراب العربي”، يعجز أكثر المحللين تفاؤلا عن توقع أي نهاية سعيدة لرحلة حزينة استمرت أكثر من 7 سنين عجاف.

سوريا، التي بدأت رحلتها المشؤومة من محطة السياسة مرورا بمحطات الطائفية والعرقية والعبودية، تبدو مقبلة على محطة جديدة لا تقل بشاعة، حيث يجري التحضير لتفكيك أوصال القطار قبل دفعه إلى محطات أشد حلكة فاقدا لقمرة القيادة وقد أزيلت من تحت عجلاته القضبان.

وبينما يضرب الموت الأبرياء في سوريا بجناحيه السامين، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف “لا نعرف كيف سيتطور الوضع فيما يتعلق بمسألة إن كان من الممكن أن تبقى سوريا دولة واحدة”، مما يشي بأن هناك طبخة ما تحضرها القوى العظمى على نار الحرب المشتعلة في سوريا.

تصريح ريابكوف قد يفسر على أنه بالون اختبار، الهدف منه جس نبض اللاعبين الآخرين، إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كشف ضمنيا عن وجود مشروع التقسيم عندما صرح في اليوم ذاته بأن رد أميركا وفرنسا وبريطانيا على الهجوم الكيماوي في دوما، لم يتجاوز خطوط روسيا الحمراء.

مشروع التقسيم أكدته مصادر في أوساط المعارضة السورية عندما حذرت من أن اتفاقيات أستانة ستؤدي في نهاية الأمر إلى تقاسم النفوذ في سوريا بين إيران وتركيا وروسيا مما يهدد وحدة البلاد، وبقاء قلب العروبة المنهك نابضا.

في المقابل لا يهتم بشار الأسد سوى بالبقاء في السلطة، حتى لو اضطره ذلك إلى ضرب شعبه بالكيماوي؛ لتأمين مركزه في دمشق ومحيطها، ففتى روسيا المدلل لا يخشى إجراءات الغرب “التأديبية”، ويلعب وفق الدور المرسوم له؛ لأنه لا يوجد عاقل يمكن أن يتصور نفسه رئيسا على 12 مليون مشرد و5 ملايين مهجر و470 ألف قتيل.

ومع افتراض أن المأساة السورية انتهت اليوم بالكيفية التي يريدها، فهو يعلم أنه لن يجد قراء للكتاب الذي ألفه له جلاده المخضرم بهجت سليمان (عظماء القرن العشرين)، والذي أقحم فيه اسمه وحسن نصر الله بين شخصيات مثل لينين، وماو تسي تونغ، وتيتو، ونهرو، وجمال عبدالناصر وحافظ الأسد، وغيرهم، في اعتداء مخز على التاريخ والتقويمين الميلادي والأخلاقي.

ولكن بعد أن يحتفظ بشار بعربته من القطار المحطم، عليه أن يسأل نفسه قبل أن يفرح بمشاهدة صورته بجوار أبيه في الغلاف، هل كان حافظ الأسد سيقبل بتقسيم سوريا حتى يبقى في الحكم، أو يقدم 4 أخماس شعبه قربانا لأقل من الخمس؟!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .