العدد 3479
الثلاثاء 24 أبريل 2018
banner
تفاصيل صغيرة
الثلاثاء 24 أبريل 2018

ما الوصف الأنسب لحالة صالات السينما بعد انتهاء الفيلم، وانصراف الحضور؟

علب الفشار متناثرة هنا وهناك، رقائق البطاطس وهي مهروسة تحت الأقدام، بقايا المأكولات مرمية على الأرض، فوضى عارمة، وقذارة، أشبه بالانتقام، منها لحضور فيلم.

ويأخذنا هذا المشهد المتكرر دائمًا، بشكل مناقض، لشريحة من رواد صالات السينما، والتي تتناقض هيئتهم الأنيقة، مع سلوكياتهم، وسلوكيات أبنائهم داخل الصالات، من إزعاج، وتجاهل لنظافة الصالة، وبكلفة تتحملها إدارة السينما، والتي توظف أعدادًا كبيرة من العمال لهذا المقصد، وبرقم يتضاعف مع عدد الصالات، وعدد الأفلام التي تعرض بها يوميًّا.

التصنع بالشخصية، والتباهي بالملابس الغالية وغيرها، تفضحها التفاصيل الصغيرة، والتي تعري حقيقة النفوس التي لا تحترم حقوق الآخرين، أو تنظر لها بطرف عين، خصوصًا في الأماكن العامة، والتي هي حق للجميع.

ومن هذه التفاصيل الصغيرة أيضًا، الحديث أثناء عرض الفيلم، والعبث بالهاتف النقال، وهو بأعلى درجة من الإضاءة، والحضور المتأخر للصالة، وما يشوب ذلك من إرباك للحضور، أثناء تحرك المتأخرين البطيء، بين المقاعد.

التفاصيل الصغيرة، سواء بصالات السينما، أو أثناء قيادة السيارة، أو أثناء التبضع، أو التعامل مع الآخرين، هي المؤشرات العميقة للشخصية، وللمعدن، وهي الأرضية الحقيقية التي يجب أن يبنى عليها طريقة التعامل، واستمرارية مستقبل العلاقات، من عدمها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .