العدد 3488
الخميس 03 مايو 2018
banner
... وانتصر محمد فلامرزي
الخميس 03 مايو 2018

“ماما البحرين ازعَلت علينا”... بهذه الكلمات رد المواطن المكافح محمد فلامرزي على أوامر بنقل بسطته التي يسترزق منها مع شقيقه في بيع السمك صوب إحدى محطات التزود بالوقود الواقعة في مدينة حمد.

فلامرزي  - البسيط في تواضعه، الكبير في طموحه - بدا مكسور القلب واختفت ملاحمه المرحة وخفة دمه التي عرفها الناس به في “السوشل ميديا”، وهو يزف لمتابعيه النبأ الحزين، وهو ما جعل الشعب البحريني متعاطفا مع قضيته العادلة ببساطه؛ لأنه كان يسد رمق جوعه بالحلال، ولم يكن يشأ أن يطرق أبواب الحرام.

ولم يمض وقت طويل حتى انتقلت قضية فلامرزي إلى أروقة البرلمان عبر النائب عادل العسومي الذي صدح بلسان الحق في دفاعه عن فلامرزي، قائلا “إن البحرين وقيادتها ما تزعل على عيالها”، وهو الأمر الذي تكلل بالنجاح ورجع الجزاف الشاب إلى مكانه الاعتيادي.

إن ما حدث لك يا صديقي - فلامرزي - كان بمثابة حسد ابتليت به من البعض الذين لم يرتضوا أن تنال ما تستحقه من نجاح “انستغرامي” لافت وهم يرون ثلاجات السمك التي تبيعها وقد نفدت عن آخرها.

لم يرتض البعض أن تستمتع ولو قليلا بجني اليسير من المال الحلال وأنت ابن هذه الأرض، بينما يجوب عمال الفري فيزا الآسيويون بكامل عتادهم في كل بسطات البحرين بأريحية تامة وعلى مرأى المفتشين.

يحسب لابن البسيتين أنه لم يبادل التصعيد بالتصعيد مع “أمه” التي “يجب أن نعلن لها السمع والطاعة”، وهو الأمر الذي شفع له عند المسؤولين أن تتم مكافأته على هذا التصرف الوطني المسؤول.

المهم أن الأخوين فلامرزي قدما درسا وطنيا وهما - الجريحان - في الصبر على الابتلاء والتعاطي مع محاولة كسر لقمة عيشهما بحكمة بالغة والتسلح بسعة البال؛ لأنهما يدركان أن الظفر أبدا ما يطلع من اللحم، وأن مرد الأم تعود لضناها يوما.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية