الصحافة لغة الوطن والنافذة التي نطل عليها لمعرفة كل شيء عن الوطن في كل يوم، هي الجامعة لكل حدثٍ وحديث، تطلُ علينا صفحاتها بكل شيء وننتظرها كل صباح لأننا نعشقها، فعنوان أي بلد صحافتها، ولأهميتها ودورها تم تحديد يوم الثالث من مايو من كل عام يومًا عالميًا للاحتفاء بالصحافة وحرية الصحافة، وذلك تقديرًا لحرية الرأي والتعبير، وثناءً للأقلام الوطنية التي ضحت بنفسها من أجل حرية الكلمة والصورة الصادقة.

في هذا اليوم يتم الاحتفال بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة، والدفاع عن وسائط الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها، كما أنه يتم الاحتفاء بالصحافيين الذين يبذلون جهدًا كبيرًا واستثنائيًا في سبيل نقل الكلمة الصادقة والصورة المُعبرة إلى الناس، وفي 2018م يحتفل باليوم العالمي للصحافة تحت عنوان “توازن القوى ــ الإعلام والعدالة وسيادة القانون”، وذلك من خلال تهيئة بيئة قانونية تُمكن الصحافة من العمل بحرية تامة مع وجود الضمانات القانونية لحرية الصحافة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين.

إن الصحافة الحرة والنزيهة تساهم في تحقيق السلام والعدل للمجتمع، وكثيرًا ما غيرت الكلمة الحرة والصورة الصادقة الكثير من الأمور في العالم، كون الصحافة السلطة الرابعة في الدولة، وإحدى أدوات التغيير ومن أسس النظام الديمقراطي. تمتلك الصحافة البحرينية تاريخا عريقا يعود إلى 1939م بتأسيس جريدة البحرين للراحل الأستاذ والأديب عبدالله الزايد وبجهود رواد الفكر والأدب والصحافة البحرينية، حتى أصبحت الصحافة البحرينية مدرسة عريقة أرسى مداميكها روادٌ في سماء الصحافة البحرينية نذكر منهم (عبدالله الزايد، محمود المردي، علي سيار، حسن الجشي، أحمد محمد يتيم، تقي البحارنة، عبدالله الوزان، عبدالله المدني)، وساهم المشروع الإصلاحي في توسيع مساحة حرية الصحافة وحرية الرأي والتعبير في البحرين، وأصبحت الصحافة اليوم شريكًا في تنمية المجتمع كونها حلقة الاتصال بين المواطن والدولة، والدولة والمجتمع، كما أنها فتحت صفحاتها لكل ألوان الطيف السياسي دون تهميش أو إقصاء مما ساهم في إثراء الحركة الفكرية والثقافية والسياسية  للمجتمع وتعزيز القيم الوطنية.

نبارك لصحافتنا الوطنية وكل الصحافيين، داعين الله تعالى أن يُديم علينا نعمة الأمن والأمان والثبات والاستقرار لنحقق جميعًا أهدافنا الوطنية، وكل عام والجميع بخير.