العدد 3488
الخميس 03 مايو 2018
banner
في حرب مرذولة! (1)
الخميس 03 مايو 2018

على أهميّتها وخطورتها وتوقيتها، عملية قصف المواقع الأسدية والإيرانية في ريفَي حلب وحماه، فإنّ الأهم والأبرز هو تثبيت الصمت “الرسمي” الممنهج الذي اعتمدته القوى المعتدى عليها! وإيثارها التطنيش واستمرائه! واعتباره سياسة “ذكية” تُفشل محاولات الأعداء (جرّنا إلى حرب وفق توقيتهم وحساباتهم)!
الجميع كان ينتظر الردّ الإيراني الموعود على استهداف مطار “تي – فور” قرب تدمر منذ نحو شهر حيث قضى عددٌ من المستشارين الإيرانيين، من بينهم عقيد في الحرس الثوري، فإذ بالأنباء تأتي بالعكس: وكالة أنباء الطلبة الإيرانية “إيسنا” تنقل عن مصدر في الحرس “أنَّ 18 مستشاراً عسكرياً إيرانياً من قوات فيلق الإمام السجّاد، قُتلوا في الهجوم الصاروخي على مواقعهم في جبل البحوث العلمية في ريف حماه الجنوبي”، فيما نقلت وسائل إعلام أخرى موالية في دمشق، معلومات عن استهداف محيط مطار النيرب شمال مدينة حلب ومواقع أخرى في محيط سلحب بريف حماه الغربي.
أمّا “المرصد السوري لحقوق الإنسان” المعروف بدقّة معلوماته، فقد أكّد سقوط قتلى كُثر (26 قتيلاً) وعشرات الجرحى، من الإيرانيين وقوات بقايا السلطة الأسدية، ومع ذلك، لا حسّ ولا خبر على المستوى الرسمي، ولا تكرار بطبيعة الحال لتلك الأسطوانة المشروخة بمصطلحاتها القديمة والحديثة، أي تلك التي تتوعّد بالردّ في المكان والزمان المناسبَين، أو تلك التي تُلفت نظر المهاجمين المعتدين إلى أنَّ غاراتهم وقصفهم الصاروخي “يضرّان بالحرب على الإرهاب”، أو يُعيدان “الجهود المبذولة” على طريق “الحل السياسي” إلى الوراء... إلخ!
الملاحظة الشكلية الخطيرة، هي أنَّ الجهة التي قصفت بالأمس، لم تُعلن عن نفسها! ما أفسح المجال أمام الجهة المقصوفة لإبقاء رأسها في الرمل!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .