العدد 3492
الإثنين 07 مايو 2018
banner
قبل أن تعلنوا ترشحكم
الإثنين 07 مايو 2018

أن يعلن 16 برلمانيّا نيتهم الترشح للاستحقاق الانتخابي القادم لعضوية المجلس النيابيّ للفصل التشريعي الخامس، فهذا حقهم الذي لا يجوز لأحد الاعتراض عليه، ولكن الذي يتمناه المواطنون لو أنّ هؤلاء النواب قاموا بإجراء عملية تقييم ذاتيّ لأدائهم تحت قبة البرلمان طوال الفصل التشريعي المنصرم من عمر المجلس ومدى رضا المواطنين عن مستوى الأداء للوقوف على صورتهم الحقيقية، فهذا هو المقياس الحقيقيّ لجدارتهم بالترشح.

ولو أنّ استبيانا تم إجراؤه للتعرف على الإنجازات النيابيّة فإننا نجزم بأنّ النسبة الأكبر من جمهور الناخبين عبرت عن إصابتها بخيبة أمل لا للأداء الهزيل فحسب، بل الأشد مرارة نكث الأغلبية وعودهم منذ لحظة وصولهم المجلس النيابيّ، هناك شعور ليس بوسع أحد إنكاره، حصاد السنوات الأربع من عمر المجلس النيابيّ كان ضئيلا للغاية، صحيح أنّ النواب قدموا مقترحات جميلة للغاية بيد أنّ السؤال ما هي النتائج؟ المؤسف أنها بقيت مجرد كلام ولم تتحول إلى منجزات يلمسها المواطن.

نتذكر أنه إبان الحملات الانتخابية برزت أصوات تحذر قائلة: لا تنتظروا معجزة من أي أحد مهما كانت الشعارات ومهما كانت الوعود! وكان رأي الفريق الآخر: من قال إننا ننتظر معجزات، إننا نؤدي استحقاقا وطنيّاً ولا نطلب من المترشح سوى الحد الأدنى وهو التواصل معنا وهذا ما ألزم به النواب أنفسهم.

اليوم تفصلنا عن الاستحقاق الانتخابي القادم أشهر معدودات، وبات تساؤل الكثيرين لماذا نذهب إلى صناديق الانتخابات مرة أخرى طالما المترشحون يمارسون ذات اللعبة رغم اختلاف الوجوه أو الدخول بأقنعة جديدة، هناك من يلقي اللائمة على المواطن نفسه لأنه اختار غير الجديرين بتمثيله ولعل أصدق من عبّر عن حالة الناخب قول أحدهم: أصبحنا مجرد مجموعة من الكومبارس لا يوجد دور أساسي لنا في الرواية! بل يتم الاستغناء عنا بمجرد إعلان نتيجة التصويت، وهذا للأسف البالغ التعبير الحقيقي لحالة المواطن.

لتجنب المزيد من الخسارات في المرحلة القادمة فعلى الناخبين التأني في اختيار من يمثلهم وإلاّ فإنه وحده من يجني الثمار المرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية