+A
A-

علي حسن .. تصوير الطيور فيه مخاطر ويحتاج للصبر

علي حسن علي.. مصور بحريني شاب تخصص وبرع في تصوير الطيور، الذي يعد من أصعب أنواع التصوير ويتطلب دقة ومهارة وأدوات وعدسات لازمة لتصوير الحياة الفطرية، فتصوير الطائر وهو محلق في السماء أو على الأرض يشرب الماء أو يطعم صغاره، مهمة ليست سهلة وفيها مخاطرة أيضا، كالوقوف على تل أو جبل أو منحدر.

علي حسن يرى أن تصوير الطيور يحتاج للكثير من الصبر. كما أن مراقبة الطيور المهاجرة وهي تعود إلى المكان نفسه عامًا بعد عام أمر مثيرا للإعجاب والتأمل. "البلاد" التقت الشاب علي حسن وأجرت معه اللقاء التالي:

- متى بدأت عندك هواية تصوير الطيور؟

بداياتي مع التصوير بدأت منذ المرحلة الابتدائية، عبر استخدام كاميرا فيلمية بسيطة، تحديدًا أثناء السفر. ثم انتقلت إلى الكاميرا المدمجة الصغيرة، التي ساعدني على التقاط صور أكثر. لاحقًا انتقلت إلى استخدام الهاتف المحمول للتصوير إضافة إلى الكاميرا الرقمية. مما ساعدني على التقاط صور أفضل، ولكنها تبقى صورا بسيطة؛ نظرًا لمحدودية الكاميرا والإمكانات.

طفولتي وأوقات الفراغ لعبت دورا كبيرا، إذ نشأت في منزل بحديقة كبيرة، وأيضًا نظرًا لامتلاكي بعض الحيوانات الأليفة. كما كان لمكتبة العائلة دور كبير في تثقيفي حتى قبل دخولي المدرسة، إذ كنت أتصفح الموسوعات العملية وأتخيل الكائنات الموجودة بين صفحاتها.

في مرحلة ما - البكالوريوس تحديدًا - اتجهت لتصوير حياة الشارع والأشخاصStreet photography، حيث الاحتكاك بالحياة اليومية والبشر. ولكنه يبقى نوعا صعبا أحيانًا، وشاركت في معارض عدة تحت هذا الصنف من التصوير. وحتى مع تركيزي في هذه المرحلة على حياة الشارع والناس، كنت التقط بعض الصور، حسب الإمكانات المتاحة في الكاميرا، لبعض نواحي الحياة الفطرية.

لاحقًا، وبعد تخرجي بالبكالوريوس، وتحديدًا أثناء مرحلة الدراسات العليا (الماجستير) قمت بشراء عدسة مناسبة لتصوير الحياة الفطرية (الطيور) بعد توفيري مبلغها، مع ملاحظة أنه طوال هذه المراحل المتنقلة كانت شقيقتي علياء هي شريكتي ورفيقة دربي، منذ الخطوات الأولى تقريبًا.

- ما الذي يثيرك في تصوير الطيور؟

الأمر الذي يثيرني في تصوير الحياة الفطرية وتحديدا الطيور هو أنها موجودة في كل مكان تقريبًا، رغم أن بعضها نادر، أو غير شائع، وقد يكون البحث عنها نوعا من التحدي، في مراقبتها، ورصدها، وحتى في معرفة الاختلافات بين نوع وآخر. تصوير الطيور يعتبر تحديا لحاجته لكثير من الصبر. كما أن مراقبة الطيور المهاجرة وهي تعود إلى المكان نفسه عامًا بعد عام أمر مثير للإعجاب والتأمل.

- أتصور أن هناك صعوبة في تصوير الطيور نظرا لصعوبة الاقتراب منها. ما رأيك؟

نعم.. تصوير الطيور يعتبر أحد أصعب أنواع التصوير؛ لأنه يحتاج إلى معدات مكلفة ماديًا، متمثلة في العدسات ذات البعد البؤري الطويل، إضافة إلى الصعوبات الأخرى كقضاء وقت طويل في البحث أو التعرض لمخاطر؛ نظرًا لصعوبة الوصول إلى بعض الأماكن أو التنقل فيها..

من الصعوبات أيضًا كون بعض الطيور حساسة جدًا من البشر، إذ قد يحتاج تصويرها للانتظار فترة طويلة، وأيضًا قد تكون مدة وجودها في البحرين محدودة لكونها عابرة فقط قد تقضي بضع ساعات أو أيام ثم تغادر.

من الصعوبات أيضًا غياب التنسيق بين مصوري الحياة الفطرية في البحرين، ولكننا نأمل الاقتداء بدول الخليج الأخرى، حيث كونوا رابط وجمعيات لرصد وتوثيق وتصوير الطيور.

من النقاط المهمة أيضًا في تصوير الطيور هو الاطلاع الدائم على الإصدارات الخاصة بالطيور وتصنيفها، كالأدلة الحقلية للرصد؛ لمعرفة الفروقات بين الطيور والبيئة الخاصة بكل منها.

- هل أقمت معرضا شخصيا؟

أمامي الكثير لأتعلمه في الوقت الحاضر، لذا أفضل الاكتفاء بمشاركة أعمالي في صفحتي على "الانستغرام" وفي بعض الدوريات المطبوعة.

- طموحك؟

طموحي الأول إكمالي الدراسات العليا (الدكتوراه) مع التركيز على تصوير ورصد عمليات التكاثر للطيور المقيمة، دون إهمال الطيور المهاجرة طبعًا. ولكن هذا لا يمنع حلمي في إصدار كتاب مرجعي عن الطيور في مملكة البحرين بالتعاون مع شقيقتي وشريكتي في الرصد والتصوير.