+A
A-

كيف تلقى الإيرانيون إعلان ترمب الانسحاب من الاتفاق؟

أجمعت استفتاءات وتعليقات الإيرانيين عبر مواقع التواصل على أن خروج أميركا من الاتفاق النووي هو لصالح الشعب الإيراني لأن النظام الحاكم في طهران لم ينفق الأموال المفرج عنها لتحسين الأوضاع المعيشية أو تنمية الاقتصاد أو الخدمات، بل أنفقها على حروبه الإقليمية ودعمه للإرهاب خدمة لمشروعه التوسعي.

وبينما حمل قادة النظام الإيراني واشنطن مسؤولية انهيار الاتفاق، عزى العديد من المغردين ومستخدمي مواقع التواصل الإيرانيين انسحاب ترمب إلى عدم التزام إيران ببنود الاتفاق وعدم توقفها عن طموحها النووية أو سلوكها في المنطقة وحتى انتهاكات حقوق الإنسان في الداخل.

وقال ناشطون إن تمرد النظام الإيراني على القوانين الدولية وقمع الشعب وتمويل ودعم الإرهاب ازداد منذ توقيع الاتفاق عام 2015 نظرا لتزايد عدد الإعدامات وحجب مواقع التواصل واعتقال الناشطين والقمع العنيف والدموي للاحتجاجات الشعبية السلمية.

أما حساب الخارجية الأميركية باللغة الفارسية على موقع "تويتر" فطرحت استفتاء تحت عنوان "هل تعتقدون بأن الحكومة الإيرانية استخدمت الاتفاق النووي لتحسين حياة الإيرانيين؟ " فأجاب 89% بـ "لا" بينما أجاب 11% بنعم فقط.

هذا بينما علق المستخدمون الإيرانيون على الاستفتاء بكثرة حيث أجمع عدد كبير منهم على أن النظام الإيراني أنفق الأموال المفرج عنها بموجب الاتفاق النووي على تدخلاته في دول المنطقة ودعم الإرهاب في سوريا واليمن والعراق وتوسيع نفوذه في دول أخرى، بينما يتدهور الوضع المعيشي للإيرانيين.

أما قناة "صداى مردم" (صوت الشعب) عبر تليغرام والتابعة لموقع "آمد نيوز" المعارض، والتي يتابعها حوالي مليون ونصف المليون إيراني، فطحرت استفتاء حول أسباب خروج ترمب من الاتفاق النووي حيث رأى 87% من المصوتين أن "الأعمال الإرهابية للحرس الثوري هي السبب في إلغاء أميركا للاتفاق بينما صوت 13% لخيار " نكث أميركا بالاتفاق".

إلى ذلك، اعتبرت منظمات سياسية أن خروج أميركا من الاتفاق خطوة ضرورية ولكنها غير كافية لإسقاط النظام الإيراني.

ورحب "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" المعارض، في بيان تعليقا على انسحاب ترمب من الاتفاق النووي وذكر أن "الخلاص من الخطر النووي وإرهاب النظام الإيراني مرهون بالخلاص من النظام برمته".

وقالت رئيسة المجلس مريم رجوي، إن "التغيير الديمقراطي وإنهاء الفاشية الدينية في إيران أمر ضروري للسلام والديمقراطية والأمن والاستقرار في المنطقة".

وذكرت أن "المنح السخي للإدارة الأميركية السابقة لنظام الملالي كان كارثياً، والنظام الحاكم في إيران نظام مخيف جداً والدولة الرائدة في رعاية الإرهاب موّل فترة حكمه الطويلة الفوضى والإرهاب بنهب ثروات شعبه".

أما "حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي" العضو المؤسس لـ "مؤتمر شعوب إيران الفدرالية" الذي يضم 13 تنظيما سياسيا من القوميات الإيرانية ويطالب بإسقاط النظام وإحلال نظام ديمقراطي تعددي ودولة فدرالية غير نووية تتعايش بسلام مع جيرانها وتمنح حقوق شعوبها، فأيد انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي.

وذكر الحزب في بيان أن الاتفاق لم يأت بأي فائدة للشعوب المضطهدة ومن ضمنها الشعب العربي الأهوازي بل فسح المجال للنظام أن يستمر في قمع هذه الشعوب وممارسة أبشع أنواع الاضطهاد بحقها.

ودعا المجتمع الدولي إلى العمل الدؤوب للحؤول دون قيام نظام ولاية الفقيه بتعريض الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم للخطر ووضع حد لتدخله المخرب في بلدان آمنة من خلال مليشياته الطائفية التي جلبت الدمار لهذه البلدان.

كما أعرب حزب التضامن الديمقراطي الأهوازي عن تأييده لمواقف السعودية والإمارات والبحرين التي رحبت بانسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي، وذكر أن هذه الدول وبهذا الموقف أكدت رفضها للتدخل الإيراني في شؤون العرب وتعريض أمنهم القومي للخطر".