+A
A-

سالم سلطان ليس قريبا من الفنانين كما يتصور الجميع ..والسبب !

يقام مساء يوم غدا  الخميس بنادي مدينة عيسى حفلا تأبينيا للفنان الراحل سالم سلطان ، ومن الفقرات الرئيسية في الحفل فيلم وثائقي " وداعا سالم" من إعداد وإخراج رفيق درب الراحل الفنان احمد الصايغ يستعرض مراحل حياته وأهم المحطات في مسيرته الفنية وأعماله وشهادات أصدقائه .

الفنان أحمد الصايغ

ما يربط الفنان الصايغ بسالم سلطان رحمه الله ليس مجرد خيط صداقة وإنما كالمد في البحر ، ألف كون بعيد المدى من الحب والوفاء ، ولهذا ألتقت " البلاد" بالفنان الصايغ ليكشف غطاء هذه العلاقة وقصة الفيلم :

علاقتك مع رفيق دربك الفنان الراحل سالم سلطان ؟

الفنان الراحل سالم سلطان اخ عزيز ورفيق درب وأستاذ لنا ورجل مكافح بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، عرفته عن قرب وعشت معه كثيرا وتحديدا في العام 1979 في نادي المحرق ، فيومها سمعت ان نادي مدينة عيسى يعتزم تقديم اؤبوريت غنائي ، وتواصلت مع الفنان سالم ومع مرور الوقت ازدادت علاقتنا قوة ، وبعدها عشق سالم نادي المحرق ومن ثم عملنا مع بعض "الاستكتشات" وأولها كان اسكتش "قيس القرن العشرين " ومعنا أيضا الفنان المرحوم عبدالله الجزاف وفنانة كانت تدعى فوزية وآخرون ، وعملنا أيضا اسكتش أخر بعنوان " تلفزيون يا " وبرز في هذا العمل الفنان سالم بشكل مميز حيث قام بتأدية دور المرأة التي يتم استضافتها ، وتوالت بعد ذلك الأعمال المشتركة بيننا .

كان سالم سلطان مكافح بحق ويحب التمثيل إلى ابعد الحدود ، فبعد مهنة التدريس يخرج من المدرسة ويذهب إلى المحرق للبروفات ، يركب الباص تلو الباص فقط من اجل الوصول إلي البروفات ،وحتى إذا لم يكتمل فريق الممثلين ويتم تأجيل البروفة لا تسمع منه أي تذمر او سخط، بل يكون هادئا كعادته ويبقى في المسرح لتبادل أطراف الحديث مع الموجودين ومن ثم يرجع إلى مدينة عيسى .

لقد جمعنا المسرح كثيرا خاصة في الأعمال التي كان يخرجها الفنان هاني الدلال ، واشتغلت معه أيضا في مسرحية اسمها " زوجوني" في الثمانينات مع الفنان الكويتي عبدالرحمن العقل والفنانة انتصار الشراح والفنان سعد البوعينين على مسرح مدرسة العدوية ، وبعد ان انتقلت من المحرق إلى مدينة عيسى اصحبنا قريبين أكثر من آي وقت مضى بحكم الجيرة ، فهنا يمكنني القول إنني تعرفت على سالم سلطان الحقيقي في مدينة عيسى ، عرفته قارئا نهما يأكل الكتب ومطلعا على شتى صنوف المعرفة ، وعلى فكرة ...شخصية سالم سلطان بعيدة نوعا ما عن الناس ...بمعنى ..إذا أردت معرفة المزيد عنه فعليك الدخول إلى عالمه الخاص ..

وماذا عن الفيلم الذي أنجزته لحفل التأبين ...ما هو الدافع ؟

سبب عملي هذا الفيلم هو شعوري ان الساحة الفنية بدت خالية بعد رحيله ولم يعطى حقه كما ينبغي ، وربما يعود هذا إلى ان سالم سلطان رحمه الله  ليس قريبا من الفنانين كما يتصور الجميع ، نعم هم أصدقائه ولكنهم ليسوا قريبين منه ، القريب منه هو من يستطيع الدخول إلى أعمق أعماق شخصيته وهم قليلون ومن ضمنهم محدثك احمد الصايغ

مدة الفيلم 12 دقيقة ويتحدث عن سيرة حياة سالم سلطان منذ الطفولة ومن ثم استعراض الأعمال التي قدمها ، ولقاء مسجل معه كنت قد أجريته معه قبل عدة أشهر يتحدث فيه عن تجربته مع نادي مدينة عيسى ، ولقاءات مع أهم المؤثرين في حياته الفنية ومن بينهم المخرج جمال الصقر ، الذي تتلمذ ودرس على يد سالم سلطان حينما كان مدرسا وبعدها عمل سالم تحت قيادة جمال الصقر كتلميذ في نادي مدينة عيسى في عالم الفن ..انظر إلى هذه التركيبة الغريبة والرائعة في الوقت نفسه . نعم..لقد كان المرحوم سالم سلطان يقول لجمال الصقر ...أستاذ...انه التواضع بكل مفاهيمه ومعانيه . ومن المتحدثين أيضا الفنان والمخرج القدير عبدالله يوسف نظرا لتأثيره الكبير على تكوين الفنان سالم سلطان فنيا ، والتعليق سيكون للفنان جمعان الرويعي والموسيقى من اختياراتي ، علاوة على بعض المواد الأرشيفية الخاصة بي ومن نادي مدينة عيسى ومسرح أوال أيضا .

هل تذكر أي مفاجأة حدثت لك معه ؟

طبعا ..واذكرها جيدا ...لقد وقع في يدي نص مسرحي بعنوان " الخفاش" ..كان نصا جميلا وقويا وفيه إسقاطات على مختلف الأوضاع .الخفاش يدخل في صراع مع الطيور والخ ... تفاجأت عندما عرفت ان كاتبه هو سالم سلطان ، وقدمنا المسرحية بعدها وكانت أول  وأفضل مسرحية قدمتها في مشواري الفني كمخرج ، والتأليف لسالم سلطان .

نادي مدينة عيسى تميز عبر تاريخه الطويل بالوفاء للفنانين سواء الأحياء منهم أو الأموات ...تعليقك؟

أنا اعتبر نادي مدينة عيسى صرح ثقافي وليس رياضي ، وقد عودنا هذا النادي العريق على الوفاء للفن والفنانين والمتمثل في إعطاء الفرص ، وأنا أتحدى أي ناد في البحرين او مؤسسة ثقافية او أهلية قامت بمثل ما قام به نادي المدينة خدمة للفنانين وفتح الأبواب للقريب والبعيد منهم . فأي فنان تتخيله وتعرفه لابد وان يكون  لنادي مدينة عيسى أفضالا عليه ، والفنان الذي لا يدخله ويصعد على خشبة مسرحه لن يتعلم أبدا ، وشخصيا كانت بداياتي في هذا النادي