العدد 3504
السبت 19 مايو 2018
banner
في المزايدة المُمانِعَة (2)
السبت 19 مايو 2018

لماذا يستأسد أمام السوريين ويتأرنب أمام الإسرائيليين والأميركيين؟! بل لماذا انزوى وانطوى عندما دمّر طيران العدو في ساعتَين ما بناه على مدى سنوات في سوريا؟! ولماذا عدد ضحايا حروبه بين العرب والمسلمين يُعدّ بعشرات ومئات الآلاف، فيما لا يتضمّن إرثه الثوري، “جزمة” جندي صهيوني واحد جندله في الجولان أو الضفة وغزّة؟! ولماذا انخرط بزخمه وماله وحشده المذهبي وسلاحه وصواريخه ومستشاريه في حروب تدميرية عصيّة على الحصر من اليمن إلى سوريا مروراً بالخليج العربي والعراق، ولم ينخرط في المقابل في معركة واحدة مع “المحتلّين” والغاصبين الشياطين وأنسباء الشياطين؟! لماذا يكتفي إزاء “القضية المركزية المقدّسة” بالعَلْك والمزايدة والمتاجرة بالشعار “أقلّه منذ العام 2006” فيما لا يعوّف رصاصة ولا صاروخاً ولا برميلاً ولا غازاً سامّاً في معاركه اليمنيّة والسورية؟!
لماذا لا يقرّ بحقيقة أنه انتصر على إسرائيل في موقعة جغرافية واحدة هي تحرير جنوب لبنان، لكنه بمشروعه الفتنوي ومعاركه “الفرعية” في سبيل النفوذ الإيراني، مكّنها من “الانتصار الشامل”! وجعلها أقوى مما كانت عليه في كل تاريخها؟! وسهّل عليها التفرعن اللصوصي! وجعل جرائمها في حق الفلسطينيين أمراً هزلياً وهزيلاً مقارنة بفظاعات وجرائم ومجازر الفتن البينيّة العربية والإسلامية؟!
لماذا لا يكفّ مزايداته عن العرب والمسلمين، ويكتفي بأناشيده “الانتصارية” الواضحة جداً في كل مكان... إلاّ فلسطين؟!. “المستقبل”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية