+A
A-

الفنزوليون يحجمون عن الركوب في "حافلة مادورو"

شهدت الانتخابات الفنزويلية إقبالا ضعيفا بعد أن أحجم كثير من الناخبين في التصويت لسائق الحافلة السابق المنتهية ولايته نيكولاس مادورو.

وعلى الرغم من تدني شعبيته بسبب الانهيار الاقتصادي الذي تعاني منه فنزويلا العضو في أوبك، استفاد مادورو سائق الحافلات السابق البالغ من العمر 55 عاما من مقاطعة التيار الرئيسي للمعارضة للانتخابات ومنع اثنين من أكثر خصومه شعبية من الترشح وسيطرة الموالين له على مؤسسات الدولة.

وقد تؤدي الانتخابات إلى فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على فنزويلا وإلى مزيد من الانتقادات من جانب الاتحاد الأوروبي وأميركا اللاتينية.

وقال نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفان الأحد، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب لن تعترف بالانتخابات وتفكر في فرض عقوبات نفطية. ووصف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الانتخابات بأنها "صورية".

ويقول مادورو، الذي يصف نفسه بأنه "ابن" الرئيس الراحل هوغو تشافيز، إنه يحارب خطة "إمبريالية" للقضاء على الاشتراكية والهيمنة على ثروة البلاد النفطية. وفنزويلا عضو في أوبك.

إلا أن معارضيه يقولون، إن الزعيم اليساري دمر اقتصاد فنزويلا الذي كان ذات يوم منتعشا وقمع المعارضة بلا رحمة.

ومنافس مادورو الرئيسي هو هنري فالكون الذي كان يشغل من قبل منصب حاكم ولاية، والذي توقع أن يحقق مفاجأة بسبب الغضب السائد بين مواطني فنزويلا البالغ عددهم 30 مليون نسمة نتيجة الفقر المتزايد. 

وعلى الرغم من إظهار بعض استطلاعات الرأي تقدم فالكون لكن معظم المحللين يرون أن فرصه ضعيفة بسبب المقاطعة الواسعة النطاق وما تقدمه الدولة للناخبين من منح عينية لكسب أصواتهم إضافة إلى وجود حلفاء لمادورو في اللجنة الانتخابية.

ومن المتوقع إعلان النتائج في وقت متأخر من مساء الاثنين.

ويشعر كثير من الفنزويليين بخيبة الأمل والغضب من الانتخابات، فهم ينتقدون مادورو بسبب المصاعب الاقتصادية والمعارضة بسبب انقسامها.

وتشهد فنزويلا معدلات متزايدة من سوء التغذية والجوع وارتفاع معدلات التضخم والهجرة الجماعية نتيجة لخمسة أعوام من الركود الاقتصادي وتراجع الإنتاج النفطي والعقوبات الأميركية.

وقال مادورو الأحد لدى إدلائه بصوته "أنا أقول للعالم: أوقف حملتك العدوانية ضد فنزويلا" ملقيا باللوم على معارضيه في الفوضى التي تشهدها البلاد دون أن يقدم أي نقاط محددة للإصلاحات المحتملة لنحو عقدين من السياسات الاقتصادية الموجهة من الدولة.

وبالنظر إلى استياء الفنزويليين بسبب الأزمة عزفوا عن حضور المؤتمرات الانتخابية مقارنة بمعدلات الحضور قبل انتخابات سابقة وكانت الأجواء السائدة هي الأكثر فتورا التي تسترجعها الذاكرة. واتسمت نسبة الإقبال على التصويت في شرق كراكاس الموالي للمعارضة بالانخفاض صباح الأحد.

ومن المرجح أن يشهد مادورو موجة احتجاجات في الخارج إذا فاز، غير أن روسيا والصين ما زالتا حليفين كبيرين وهما داعمان ماليان مهمان.