العدد 3508
الأربعاء 23 مايو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
“ماكينة عذاري مازالت تعمل”
الأربعاء 23 مايو 2018

اشتكى أحد الأصدقاء من رفض وزير التعامل معه في مجال دعم مطبوع له صدر مؤخراً، بحجة عدم وجود ميزانية، علماً أن هذه الوزارة على مدى الأعوام الماضية لم تتوقف عن دعم واستيراد العمالة الخارجية من شتى الحقول وصرف الملايين على فعاليات خارجية رغم تقديرنا تلك الفعاليات كونها تمثل توجهاً حضارياً لكن العبرة بالنتائج... إذا “عذاري مازالت تسقي البعيد”.

آخر تقدم بمشروع متكامل من شأنه أن يدفع الشباب للخروج من المحلية للعالمية، وفي البداية وجد كل الترحيب بل أكثر حين أبدى الوزير دهشته من تواضع الميزانية التي لا تشكل بالنسبة له شيئاً ثم فوجئ الشاب الحالم بأن مشروعه وصل طريقا اعترضته الحجة الدائمة على طول الخط وهي الميزانية، علماً أن هذه الوزارة تصرف على الخبرات ما لم تصرف 5 % منه على الفعاليات المحلية.

قصص وحكايات ودموع وآهات تشهدها الساحة المحلية فيما يتعلق بمبرر الميزانية وعدم توفرها مقابل تضخم وتوسع هذه الميزانية وبحبحتها حين يشمل الأمر الخارج، لا أعرف ولا أفهم هذه الظاهرة المتعلقة بالنظرة الدونية للمواطن البحريني مقارنة بالجنسية الحمراء أو الصفراء القادمة من وراء الحدود، فكثير من المسؤولين للأسف الشديد يظهرون انبهارهم بلون البشرة البيضاء والحمراء بلغتها الأجنبية حتى لو كانت هذه الجنسية مجرد كارتونة فارغة، المهم اللغة واللون، أما الخبرة المحلية والكفاءة الوطنية فهي تنكسر على عتبة الميزانية التي أصبحت حجة ممجوجة لدرجة فقدت طعمها وأصبحت ماركة مسجلة على وجه الوزير أو أي مسؤول للأسف الشديد لا يملك أن يقاوم الجنسية الأجنبية حتى لو كانت مخادعة أو فارغة أو لا تملك سوى اللون فهي المرحب بها، وهناك بالطبع ميزانية قوية لطلباتها بل قد تُجْمَد كثير من المشاريع المحلية لزرقة عيون هذه الخبرة القادمة من وراء المحيط، و”طز” في المواطن أو الكفاءة المحلية.

هذه الظاهرة النكسة - نعم أسميها نكسة بل نكبة على الإبداع الوطني - ليست فقط ظاهرة بحرينية، بل هي خليجية بامتياز ومنتشرة في كل دول مجلس التعاون دون استثناء ويشتكي منها مواطنو دول المجلس الذين نلتقي بهم من خبرات وفنانين وكتاب وغيرهم، وهي ظاهرة تجاوزتها الدول بما فيها حتى دول أفريقية فقيرة أوقفت التعامل بالنظرة الدونية للمواطن مقابل النظرة المبهورة بالأجنبي، فمتى نشهد نهاية هذه النظرة وعودة الثقة بالكفاءة الوطنية التي راهن عليها سمو رئيس الوزراء حفظه الله ودعا في كل مناسبة لتكون محل تقدير أجهزة الدولة؟.

ظواهر رمضانية

إذاعة طرب تحولت مؤخرا لإذاعة قرآن رغم وجود إذاعة للقرآن... إغلاق الشوارع العامة وتعطيل حركة المرور يوم الجمعة من قبل المصلين بحجة الصلاة... سرعة جنونية مخيفة من قبل السواق قبل دقائق من وقت الإفطار تعرض حياة الكثيرين للخطر، هل هذا هو الصيام؟.

تنويرة:

تفقد كرامتك عندما تسعرها بالمال.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .