+A
A-

أبطالٌ قهروا " المرض الخبيث " بالإرادة والعزيمة

ومع كل تجربة كانت شحنات الأمل والتفاؤل والإيجابية تنبعث في المكان حتى يستفيد منها مريض آخر، وشعارهم " لم يعد هذا المرض المرعب الذي يصيب الإنسان ويشعره بقرب نهايته، بل يمكن أن نتعامل معه كأيّ مرضٍ آخر يمكن السيطرة عليه فقط إذا كان المصاب به يمتلك قوة وعزيمة من حديد ".
وفي السطور التالية، نقدم نماذج حقيقية لمجموعة من الأبطال الذين هزموا أو ما زالوا يحاربون الخبيث، واستطاعوا قهره بالإرادة والتحدي، وهو ما أسهم في شفائهم من السرطان على اختلاف أنواعه، فاستطاعوا تحقيق أحلامهم، 


أم الطفل المتعافي علي الفردان: وجدتُ أنّ السرطان لا يسرق الحياة، وأنه ليس بشبح الموت


بدأت حديثها: في عمر الأربع سنوات كنتُ ألاحظ على ابني علامات زرقاء في جسمه، وفكرت أنها أثر سقوط لفرط حركته كونهُ في سن المشاغبة ، ولكن في أحد الصباحات نهض من النوم وكان يمشي بشكلٍ غير متزن مما سبب لي خوفاً، وأخذته إلى أحد العيادات التي حولتني بشكل مباشر إلى مستشفى السلمانية الطبي للقيام بالفحوصات الشاملة، وبعد طول انتظار لاستكمال كل الفحوصات كانت نسبة دم طفلي 6 فقط، مما استدعى إلى إدخاله للمستشفى حالاً ونقل العديد من وحدات الدم إليه، وفي كل مرة يتم نقل دم له يعاود الدم ونسبة إلى الحديد في الدم إلى النزول مما أثار استغراب الأطباء، ولمعرفة السبب كان يجب أخذ عينة من نخاع الظهر، وبعد استلام نتيجة التحاليل كانت صدمتي أن طفلي مصاب بسرطان الدم !
تكمل حديثها بألم: لم أستوعب، لم أشعر، لم يقبل عقلي الكلمة رغم سماع أذني لها، فأنا في كل مرة أمرُّ على وحدة الأورام للأطفال كنت أحكي بيني وبين نفسي " كان الله في عونِ هؤلاء المرضى، وحفظ الله أطفالنا من كل سوء "، لكن لم يؤاتيني هاجس أن أدخل يوماً إلى هنا مع فلذة كبدي علي، وتهالت عليّ الأفكار كيف سأستطيع أن أقبل ابني الجميل بشعره الجميل بدون شعر؟ وأن أحرمه من تواجده بين أقرانه حفاظاً على مناعته؟
كنت أفكر ان ابني سيموت، واعتقدتُ أن هذا المرض نهايته الموت لكنّ هذه الأفكار خاطئة وسلبية بل وقاتلة، فأنا لا أنسى وقفة أهلي وتشجيعهم لي لبدء العلاج، وبدأنا العلاج وكنت أحاول تقوية نفسي من أجل ابني وكانت الرحلة العلاجية متعبة جداً بسبب عدم استيعاب الطفل كل ما يمرّ به فكانت تساؤلاته لي " ليش شعري يطيح ماما؟ ليش ما يصير نروح المجمع؟ ليش ما أروح ألعب في الألعاب؟ "
تصمت قليلاً، وتستعيد قوتها لتكمل: كنت أستشعر حرمان طفلي، ويؤلمني ذلك ولكنّ من أجل أن أرفع من معنوياته حاولت جهدي ألا أحرمه من أي أمنية ممكن تحقيقها فآخذه إلى المجمعات حين تخلو من الرواد للترفيه مع اقناعه بلبس الكمام.


والآن بعد انتهاء علاجه، أرى القوة في نفسي وفي ابني وأجدني أشجعه وأشجع الآخرين على العطاء، على المقاومة، الآن أجد أن الحياة لا ينهيها المرض، الآن أصبحت مختلفة وقوية، أبحث عن كل مناسبة يتجمع فيها مرضى السرطان وأحرص على تواجد ابني فيها ليستمد القوة منهم، ولكن مشوار السرطان لا ينتهي بانتهاء علاجه بل يحتاج إلى متابعة 5 سنوات بعد الانتهاء للتأكد أن المرض لا يعاود الطفل من جديد، وانتهت سنة من الخمس سنوات، وثقتي بالله كبيرة أن تمر بخير وصحة.
 
أم الطفل المحارب القاسم مناف: لا أنسى فضل الفريق الطبي المعالج، ولهم الفضل بعد الله في شفاء ابني


روت قصتها: اكتشفت الأمر عندما طلبت من الطبيب أخذ فحوصات شاملة للتأكد من صحة القاسم وهو أمرٌ طبيعي كونه في عمر السنتين، وفي نفس اليوم ليلاً جاء الاتصال من المستشفى إلى والد طفلي بضرورة الحضور في اليوم التالي لإعادة التحاليل وهو ما سبّب له قلقاً.
كانت نتيجة الفحوصات أن نسبة الصفائح متدنية جداً وهو ما أدى إلى تحويلي إلى مستشفى السلمانية، وتم تحديد موعد مع أخصائية أورام الأطفال التي أصرت على أخذ خزعة من النخاع وهو ما دعا إلى الاستغراب.
وبعد انتظار يومٍ كامل كانت نتيجة الفحوصات اصابة ابني بسرطان الدم بنسبة 87% فكانت ردة فعلي هي الصدمة الشديدة وما هوّن علي الأمر أن نسبة شفائه كبيرة.
وعلى سرير وحدة الأورام تم تهيئتنا أن المشوار طويل وبحاجة إلى صبر، والحمدلله أن أملنا بالله كان قوي جداً من اللحظة الأولى، قالت وهي تتنهد: كانت فترة العلاج المكثفة 6 أشهر، كانت صعبة، مؤلمة، متعبة على الطفل فكان يغضب عندما يرى نفسه بلا شعر ومن أجل تحسين نفسيته قام والده وأعمامه بحلق شعور رأسهم تضامناً معه.
وتضيف: القاسم رغم سرعة تعكّر مزاجه من الأدوية وما تُسببه إلا إنّه حنون وأعلم أن الله امتحنني فيه، وأعلم أن ابني مميز وسيكبر وسيكون مميزاً أكثر وأكثر.
تختم حديثها قائلةً: أشكر كل من وقف بجانبي في هذه الرحلة العلاجية، ولا أنسى فضل الحقل الطبي المعالج له فهم ملائكة رحمة، فكم كنت قلقة من وضع ابني ولكنهم يكونون حولي بابتسامتهم وتفاؤلهم، يعاملوننا كعائلة ورغم ثقل طلباتنا لم نسمع منهم يوماً شكوى أو ملل.
 
أم الطفل المحارب خليل ابراهيم: عندما يستلمُ جرعة الكيماوي كان لا يبكي كالأطفال، بل يغمض عيناه فقط !


تروي لنا أم الطفل خليل قصتها: كانت بداية طفولته طبيعية جداً من الناحية الجسدية والعقلية، إلى أن وصل عمره إلى حوالي 4 سنوات لاحظت أن لديه بعض التغييرات مثل قلة الإتزان في المشي بالإضافة إلى انحراف في إحدى عيناه مع سرعة الإنزعاج من الأصوات العالية.
استشرنا العديد من الأطباء وكانت نتائج الفحوصات طبيعية، وفي يومٍ مرهقٍ على القلب كنت في العمل، اتصلت بي والدتي تخبرني بضرورة الحضور إلى مستشفى السلمانية، فتوجهت إلى هناك وأنا في حيرةٍ وقلق.
بعد عمل الفحوصات اللازمة، تقرر عمل أشعة رنين مغناطيسي الذي بيّنت نتيجته أنه يوجد جسم غريب في رأس طفلي ! ولكنه يجب الإنتظار ليوم غد لحين تواجد الاستشاري وإعلامُنا بالنتيجة النهائية.
وفي اليوم التالي جاء الاستشاري مفجّراً قنبلةً في وجهي قائلاً: لقد اكتشفنا ورماً في دماغ الطفل وهذا الورم كبير وعميق جداً إلى حدٍ وُجِب عمل عملية استئصال سريعة له ! كانت كلماته سريعة لحدٍ لم أستطيع استيعابها دفعةً واحدة !
تستذكر بألم: أُدخل طفلي إلى غرفة العمليات مرتين لاستئصال هذا الورم، لا أنسى طفلي في العملية الثانية وهو يبكي يطلب مني ألّا يؤخذ إلى العمليات لا يمكنني أن أنسى دمعته وصوت بكاءه ما حييت، والتي بعدها دخل إلى غيبوبة لمدة 10 أيام.
استمرّ العلاج شهراً كاملاً في المستشفى بعد الغيبوبة، إلى أن طلب مني الطاقم الطبي أن آخذ ابني للمنزل لرعايته فقد يوجد احتمالية أن يبقى ابني طوال عمره بحاجة إلى هذه الرعاية، رغم هذا الكلام القاسي كنت على أملٍ بالله أن ابني خليل سيعود يوماً لأنه قويٌ جداً لدرجة عندما يستلم جرعة الكيماوي أراه ينظر للأطباء ولا يبكي كالأطفال بل يستقبله بكل هدوء وكل ما يظهر عليه من علامات الألم هو اغماض عيناه والصمت، وعندما أسأله أن يُبعد نظره عنهم يجيبني " يجب أن أنظر لهم ماذا يفعلون؟ "
تختم قصتها: لا أنسى أن أوجه شكري إلى صاحب الفضل الأكبر في هذه المحنة بعد الله تعالى، أبي ومعلمي ابراهيم الطويل أو كما يلقبه خليل والبقية " بابا حجي " لقد كان ظهري وسندي في محنتي والصدر الحنون لي ولإبني في كل لحظة.
 
المتعافية ( ب.ع ): خلقتُ ايجابيتي من المرض بحسن ظني بربي، وتشبثت بالحياة
 

قالت: اكتشفت المرض صدفةً عندما شعرت بوخزةٍ في صدري، فذهبت إلى الطبيب وجاءت النتائج باصابتي بسرطان الثدي، وعندما صارحني الطبيب بذلك حمدتُ ربي كثيراً لأنه إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه، وبدأت في رحلة العلاج مباشرة، ففي عام 2007 أجريت عملية استئصال للورم في مملكة البحرين تفضيلاً مني لأكون بين أقاربي وعائلتي، ثم تلقّيت جلسات الكيماوي والأشعة والمتابعة الدورية.
وفي عام 2011 خلال الفحوصات الدورية تم الكشف عن ورمٍ خبيث جديد في الغدة الدرقية، وكذلك أجرى لي الطبيب العملية في فترة قصيرة وسريعة جداً وتم استئصال الغدة بالكامل مما دعى إلى تعاطي أقراص تقوم محل وظائف الغدة الدرقية، ولم أكن هذه المرة بحاجة إلى جرعات الكيماوي وإنما فقط علاج بالنووي والأدوية.
أرى أن هذا المرض علاجه الصبر والإرادة القوية والإيمان بالله، وكنت أعلم أنني سأهزم هذا المرض بفضلٍ من الله، كانت تجربة تجعلني أحمد الله في كل دقيقة على نعمهِ التي لا تُعد، وتقربت فيها من ربي كثيراً ولكن كان من الصعب تقّبل شكلي عندما بدأ شعري يتساقط ويتغير لوني وتضعف بنيتي أثناء فترة علاج الكيماوي، كنت أتعب نفسياً ولكنني كنت صابرة لأنني متيقنة أنها فترة مؤقتة وستزول.
 
الممرضة المتعافية أمل المحفوظ: يُستحال أن يكون اسمي أمل، وأكون عرضةً لليأس.


" لا ألم وأهلاً بالأمل " شعارٌ رفعته أمل المحفوظ ابنة الـ 36 عاماً، المتعافية من مرض السرطان في الغدد الليمفاوية.
بدأت حديثها: عندما عرفت باصابتي بمرض السرطان، واجهتني حالة نكران المرض وهي حالة طبيعية جداً يمر بها أي مريض عند اصابته بمرض خطير، فعندما تشخصت في البحرين لم أكن أثق بتشخيص الطبيب لي كوني ممرضة وأرى الكثير من الأخطاء التي يقع بها الأطباء في تشخيص المرضى، وكان الطبيب المعالج يطمئنني بأن نسبة شفائي من المرض 90% ولكنه يجب التأكد من عدم وجود أي ورم آخر مصاحب له، ولأقطع الشك باليقين سافرت إلى الأردن وهناك تأكدت بأنني مصابة بالسرطان في الغدد الليمفاوية.
وفي الليلة التي كان يجب أن أتاكد فيها من عدم وجود ورم آخر، كنت منهارةً جداً وكان يتملكني الخوف، فأنا مستعدة أن أقبل بهذا الورم والكيماوي لعلاجه ولا أكتشف ورماً آخراً في جسمي فتكون نهايتي الموت، وعند معرفتي بأن هذا الورم هو الوحيد في جسمي، كنت سعيدةً جداً وكأنني سليمة وهذا ما جعلني أكثر قوة لأهزم هذا المرض.
تنهدت ثم قالت: كان أكثر ما يؤلمني هو تساقط شعري والتغيرات المصاحبة للمرض في جسمي، فبعد فترة بسيطة بعد أول جرعة من الكيماوي، سقطت خصلة من شعري في يدي فقررت أن أرتدي الحجاب بشكلٍ دائم حتى لا أرى نفسي من دونه، وها أنا اليوم أكملت رحلتي العلاجية وشُفيت تماماً ولم أتجرأ أن أرى نفسي من دون شعري في المرآة لأتجنب أيُّ ألماً نفسياً أنا في غنىً عنه، لأنني كنت أعلم بأن هذه التغيرات وقتية، فكان كل ما يهمني هو صحتي وكل ما أفقده في تلك الفترة سيعود مرة أخرى.
وبعد آخر جرعة قررت أن أزاول حياتي بشكل طبيعي، وأعود كما كنت أماً وزوجةً وممرضة، لأنني أرى إن اختلاطي بالمجتمع والناس يُنسيني ما مررت به من تجربة صعبة، ويزيدني قوةً وصلابة، وقالت وهي تضحك " لقد رجعتُ اليوم أمل ".
وبصوت قوى تحدثت المحفوظ: اكتشفت أن هذا السرطان هو مرض ضعيف جداً، يمكنني أن أواجهه بالقوة والعزيمة، ولقد زادني تمسكاً بالحياة وإيماناً بالله ومن واجبي اليوم أن أغير منظور الناس عن مرض السرطان من السلبية إلى الإيجابية، ولا أتردد في أن أعرض تجربتي على كل مريض، لأنني كنت بحاجة إلى يدِ عونٍ تُمدّ لي أثناء فترة مرضي لأرى منها بصيص أمل، وإلى قصة ناجٍ أسمعها لأستلهم منها القوة.
 
الممرضة المتعافية منار مكي : لا يجب أن يكون السرطان عقبة وناقوس موت، بل دافع أكبر للحياة


بدأت قصتها بهدوء: بدأ الأمر بصداعٍ قويٍ جداً في شهر مايو 2013 وكانت هذه المرة الأولى التي أشعر فيها بشعور الصداع  فكان ذلك مخيفاً، لكنني أوّلت الأمر إلى الضغوط الدراسية حيث كانت فترة امتحانات منتصف العام الدراسي حيث كنت حينها طالبة في كلية العلوم الصحية، فلم أضع له أي أهمية.
لكن الألم لم يكن عادياً فقد كان يحرمني النوم ويزداد مع حركتي بشكلٍ رهيب، إلى ذلك اليوم الذي استيقظت فيه ووجدت نفسي لا أستطيع الكلام وكان الأمر أشبه بشللٍ في اللسان ! وهو ما سبب لي صدمة لم أستطيع استيعابها.
توجهت مباشرةً إلى المركز الصحي الذي قام بتحويلي إلى مستشفى السلمانية لإجراء أشعة الدماغ، لكن الطبيب المعالج شخصني بأنني مصابة بعارض انفلونزا ورفض عمل أي أشعة مقطعية للدماغ، ولكنني لم أقتنع بقوله فتوجهت إلى مستشفى خاص وطلبت عمل هذه الأشعة في الوقت نفسه وكانت النتيجة أن الدماغ سليم ولكنه متشبع بالسوائل ووصف لي دواءً سحرياً اختفت معه كل عوارض الألم.
ومع رجوع الألم مرات عديدة ازدادت مراجعاتي للمستشفى، وفي كل مرة تظهر نتيجة التشخيص أنه لسبب لا داعٍ للخوف من شأنه، إلى أن ازداد الألم ونزل جفني اليمين فجأة للنصف فأصبحت أرى كل شيءٍ مزدوج، وكان التشخيص هذه المرة خارج البلاد والذي كانت نتيجته وجود خلايا خبيثة أسفل الغدة النخامية وهو ما شكّل لي صدمة وخوف.
وبعد ذلك نصحني الطبيب بالعودة إلى البلاد وبدء العلاج الكيماوي مباشرة، تكمل حديثها وهي تتنفس الصعداء: كانت رحلة طويلة، قاسية، وأكثر ما يؤلمني كان هو شعوري بالضعف والعجز والحاجة إلى المساعدة.
رغم ذلك كان وجود أهلي وصديقاتي حولي، زياراتهم المتواصلة، دعائهم لي بالشفاء الشعور الأجمل الذي استطعت بفضله استمداد القوة والعزيمة.  
تختم حديثها: أرى نفسي اليوم أفضل من السابق، فقبل مرضي كنت طالبة تمريض في الجامعة ومتزوجة بدون أولاد، واليوم أنا ممرضة بالقطاع الخاص وأماً ناجحة لطفلٍ أحبه ويحبني وأرى في عينيه الحياة.


المتعافية عايدة البنكي: تجربتي مع السرطان من أجمل أحداث حياتي بسبب دعم أهلي وصديقاتي


تلقيت خبر اصابتي بالسرطان في الغدد الليمفاوية بالمستشفى الأمريكي في تايلند عام 2013، وجدته مرض كأي مرض ينتهي بمحاربته وغير قاتل، أذكر أنها كانت تجربة جميلة على قدر قساوتها ومحفوفةً بالألم والثقة بالله تعلمت منها الكثير وغيرت في حياتي وحياة كل من رافقني في رحلتي.
وجدت الصعوبة في أمرٍ واحد وهو اخبار أولادي بالخبر، لكن على العكس تماماً كان لأولادي وأهلي وصديقاتي الجزء الكبير في شفائي، فكانت تجربتي مع السرطان من أجمل أحداث حياتي بسبب دعمهم.
أنا اليوم مختلفة عما كنت عليه في السابق، فالإيجابية ترافقني بسبب يقيني بالله واليوم أجد كل شيءٍ جميل بعد كل المعاناة التي مررت بها والحمدلله، وأيقنت ألّا أحمل هموم الحياة في وجود ربٍ رحيم.
 
الدكتورة شهزلان ابراهيم فضل: نساهم في رفع مستوى الوعي لدى الناس عن طريق المحاضرات التطوعية

أشارت الدكتورة شهزلان ابراهيم فضل رئيسة تمريض مركز الدم والأورام والجناح الخاص سابقاً في مستشفى السلمانية الطبي أنه لا يوجد هناك سبب معين  لمرض السرطان، ولكن يعتبر القلق والتوتر مسبب هام له، فمن خلال خبرتها الطويلة تؤكد أن جميع من أصابوا بمرض السرطان كانوا يمرّون بحالات نفسية بسبب مشاكل أسرية أو زوجية.
وذكرت: أن له 7 علامات تحذيرية مثل تغيير الصوت في حال الإصابة بسرطان الحنجرة، حالات الترجيع المتكررة في حال الإصابة بسرطان المعدة أو النزيف المستمر الذي يعد علامةً لسرطان المثانة.
وأكدت: نحن بدورنا في الحقل الطبي، وكجمعيات مساندة لمرضى السرطان المساهمة تقديم محاضرات توعوية لرفع مستوى الوعي لدى المرضى كون هذا المرض منتشرٌ باستمرار حتى لا يتم اكتشافه متأخراً في المريض ويمكن تدارك وضعه الصحي قبل فوات الأوان.
 
الممرضة النفسية رقية الماجد : الجانب النفسي يلعب دوراً في مناعة مريض السرطان


أوضحت الممرضة النفسية رقية الماجد أن الدعم النفسي مهماً جداً لأي إنسان، والأهم فترة تقديم هذا الدعم عندما يمر هذا الإنسان بأي منعطف في الحياة خصوصاً إن كان مرض السرطان فهو منحنى قوي جداً وتاثيره دائماً ما يكون سلبياً، والدعم النفسي يعتبر رسالة داعمة لمريض السرطان.
ويمكن أن يقدّم هذا الدعم عن طريق الفكر الإيجابي لأهل المريض والأفراد المحاطين به بأنه سيُشفى ويعود لحياته من جديد، وأن يكونون دائمين الابتسامة في وجهه حاملين شعور التفاؤل بأنه سيعود لحياته مرة أخرى بعد هذا الامتحان، فهذا يترك بصمة أمل في الرحلة العلاجية لدى المريض.
ودائماَ ما أقول لأهالي المرضى ليس شرطاً بالسرطان، كونوا على قناعة بأن هذا المريض سيعود مرة لكم أخرى، ولتنقلون إليه عبر نظراتكم ودعواتكم وكلماتكم مشاعر الحب والتفاؤل والأمل.
كما أن الدفع الإيجابي يزيد من مناعة المريض، ويجعله أقل تعرضاً للمشاكل الصحية السريعة، وتكون حالة المرض لديه أقل.
وأخيراً لي كلمة حب لمريض السرطان، أقول لهم كونوا أقوياء ولتكون ثقتكم برب العباد دائمة، وتمسكوا بالإيجابية والفكرة الطيبة بأن هذه المرحلة مؤقتة وستعاودون الحياة مرة أخرى، وتأكدوا أننا نحن معكم دائماً ونحبكم فأنتم مصدر قوة لنا.