كتب لطفلة بحرينية في سنواتها الأولى عمر جديد بعد تلقيها العلاج في مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن بالمملكة المتحدة، بعد معاناتها من مرض فرط نقص سكر الدم، وبقائها في المستشفى لعام وثلاثة شهور، قام خلالها فريق متخصص من اجراء العديد من العمليات الجراحية لها.

وقد ولدت سارة بمتلازمة ضخامة النمو المركب الخلقية التي تدعى متلازمة "بكوث  - فيدمان"، التي تحدث بنسبة تبلغ حالة واحدة من 15000 مولود. وأبرز أعراضها الشائعة ضخامة النمو وعدم التناظر في النمو وكبر اللسان وانخفاض مستوى الجلوكوز في الدم وعيوب في جدار البطن. وكانت سارة تعاني من فرط شديد في نقص سكر الدم، وهو أحد الأعراض المعروفة المقترنة بهذه المتلازمة، وفرط نقص سكر الدم حالة معقدة جدًا تتسبب بنقص حاد في سكر الدم لدى حديثي الولادة والرضّع والطفولة. ولعلاج حالة سارة نقلت من البحرين إلى مستشفى جريت أورموند ستريت في لندن الذي يعالج 1500 طفل من منطقة الخليج والشرق الأوسط سنويا.

وعلق استشاري الغدد الصماء لدى الأطفال في مستشفى "جريت أورموند ستريت براتيك شاه قائلا: يجب أن تبقى مستويات الجلوكوز "السكر" في جسمك ثابتة في نطاق معين حتى يعمل الدماغ بصورة جيدة، فهو يحتاج إلى السكر ليعمل عملًا طبيعيا، ويشبه ذلك حاجة السيارات إلى البنزين كي تسير. وينتج البنكرياس عدة هرمونات تعمل على المحافظة على مستوى الجلوكوز في الدم ثابتا، منها الأنسولين والجلوكاجون والسوماتوستاتين ، لكن البنكرياس لدى بعض ألأطفال ينتج كميات ضخمة غير طبيعية من الأنسولين ما يتسبب في انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم. ويسمى هذا فرط نقص سكر الدم .

وأوضح شاه في تصريحات صحفية، وبعد أن تأكد الأطباء في مستشفى جريت أورموند ستريت من صحة تشخيص سارة بمرض فرط نقص سكر الدم، بدأ علاجها بأدوية إيقاف إنتاج الأنسولين، إلا أنها لم تكن تستجيب للعلاج الطبي. ولهذا قرر الأطباء إجراء عملية تصوير للبنكرياس فلاحظ الأطباء وجود كيس بنكرياسي كبير غير طبيعي على بطنها وبنكرياسها، وظن الأطباء في البداية أنه ورم عليه، فأجروا تصويرا دقيقا وخاصا للبنكرياس بالابعاد الثلاثية، وأكدت نتيجة التصوير بأن لدى سارة  "آفة كيسية كبيرة" على رأس البنكرياس، وأنها مصابة بنموذج حاد من فرط الأنسولينية.

وقال شاه، تم تجهيز فريق متعدد التخصصات لدراسة الحالة  برئاستي، وضم الفريق جراح وطبيب أشعة، وطبيب أورام، وأوصينا بإجراء جراحة لإزالة تلك الآفة من رأس البنكرياس. وبعد إجراء تلك العملية أصبحت حالة نقص السكر في الدم أكثر اعتدالًا، وتمكنا من السيطرة عليه عبر أنبوب الطعام والأدوية المناسبة .

من جانبه أوضح ، رئيس الفريق الجراحي ، البروفيسور دي كوبي كانت سارة تعاني من آفة نادرة جدًا في زاوية شديدة الخطورة من البنكرياس، وهي المنطقة التي تندمج فيها معا الأوعية الدموية المغذية للأمعاء والكبد والبنكرياس، مؤكدا أن الجراحة كانت حرجة وصعبة جدًا لكننا سعداء كثيرًا أنها نجحت وأن سارة تتعافى منها سريعًا، مشيدا  بكل الخبرات المتقدمة التي يتمتع بها فريق العمل في  مستشفى جريت أورموند ستريت، والتي من خلالها  تمكننا تجاوز تحدي هذه العملية الجراحية الصعبة وأنقاذ سارة .

وقد أقامت سارة في مستشفى جريت أورموند ستريت لمدة عام وثلاثة أشهر لعلاج المشكلات الناجمة عن إصابتها بشدة نقص السكر في الدم في الأعوام الأولى من حياتها. وتطلبت حالتها تعاون فريق متعدد التخصصات من الأطباء في مستشفى جريت أورموند ستريت ، و مع متخصصين من المستشفيات الأخرى .

وأختتم شاه ، لقد خرجت سارة من المستشفى ، ورجعت الى وطنها البحرين معافاة وحالتها مستقرة من ناحية مستوى جلوكوز الدم، وتستجيب جيدًا للتغذية المنتظمة عن طريق أنبوب الفم/المعدة، مشيرا أن مستشفى جريت أورموند ستريت سيستمر في متابعة تحسن حالة سارة لعلاج القضايا الأخرى الناجمة عن متلازمة فرط نموها.

ولديها موعد لمراجعة الأطباء في المستشفى خلال الشهور الستة المقبلة وعلى الرغم من أن طريقها نحو الشفاء الكامل ما زال طويلاً، إلا أن المستقبل يبدو حاليا أكثر إشراقاً بالنسبة لسارة وأسرتها .