فيما يبدو أنه جاء ردا على السياسات الأميركية الأخيرة وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم مع إيران، ووضع قائمة من 12 بندًا تمثل المطلوب من إيران خلال الفترة المقبلة، قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية في الجيش الإيراني، العميد أحمد رضا بوردستان، مساء 24 مايو الجاري إن لديه اطلاعا استخباراتيا على القواعد العسكرية في السعودية والإمارات وقطر والأردن، ويعرف ما الذي يجري فيها ومستعد للرد على أية تهديدات، مضيفًا أن القوات المسلحة الإيرانية تشرف اليوم على جميع تحركات الأعداء، وتمتلك القدرة الاستخباراتية الجيدة.

تعكس هذه التصريحات إصرارا إيرانيا على المضي في سياساتها الداعمة للعنف والإرهاب في المنطقة وعدم التخلي عن نهج التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى بقصد إثارة التوتر والفوضى فيها، كما تؤكد عدم وجود نوايا إيرانية للدخول في مفاوضات جديدة مع الجانب الأميركي لتعديل الاتفاق النووي بما يطمئن دول المنطقة ويعالج ما تضمنه هذا الاتفاق من عيوب تجعله قنبلة موقوتة وقابلة للانفجار.

وإذا كان وزير الخارجية الأميركي قد حدد على سبيل الحصر الأمور المطلوبة من إيران ووضع لها خارطة طريق من أجل استقرار المنطقة، ففي المقابل وضع بوردستان خارطة مضادة لا تحمل إلا الشر للمنطقة، حينما أكد أن أراضي إيران لن تكون ساحة لمعركة أو مواجهة وأنها ستكون في دول أخرى، ربما ليحث هذه الدول لأن تحاول لدى واشنطن من أجل إلغاء المزيد من التصعيد، لهذا حرص المسؤول الإيراني على التأكيد على أن إيران لن تكون البادئة في أية حرب أبدا، لكن إذا تحولت التهديدات إلى شكل عملي ستقوم بالرد عليها أينما كانت.

وحرص بوردستان في الوقت ذاته على طمأنة هذه الدول بأن إيران لا تسعى للسيطرة على مكان خارج إيران، وهي طمأنة خادعة وتصريحات فارغة تكذبها وتدحضها تماما هيمنة إيران على بعض دول المنطقة ودفاعها المستميت عن هذه الهيمنة والتصدي لكل من يحاول أن يفلت منها.