+A
A-

سجن موقوفَين 3 سنوات لاعتدائهما على شرطيَين في "سجن جو"

قضت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى بإدانة أربعة موقوفين، تتراوح أعمارهم ما بين 19 و21 عاما، بالاعتداء بالضرب والإهانة والسب بحق شرطي وملازم، والمرتبين على حراسة إدارة الإصلاح والتأهيل (الحوض الجاف)، وعاقبت اثنين منهم بالسجن لمدة 3 سنوات، وبحبس الآخرَين لمدة شهر واحد فقط.

وكانت أحالت النيابة العامة المتهمين للمحاكمة بعدما أسندت لهم أنهم بتاريخ 25/4/2016 الآتي:

أولا: المتهمان  الأول والثاني: اعتديا على سلامة جسم المجني عليهما (شرطي وملازم) ولم يفضي الاعتداء إلى مرضهما أو عجزهما عن أداء أعمالهما الشخصية لمدة تزيد عن 20 يوما، وكان ذلك أثناء وبسبب تأديتهما لوظيفتهما.

ثانيا: المتهمان الثالث والرابع: رميا الموظف العام المجني عليه (الشرطي) بإحدى طرق العلانية بما يخدش من شرفه واعتباره دون أن يتضمن ذلك إسناد واقعة معينة وكان ذلك أثناء وبسبب تأديته لوظيفته.

وتتحصل التفاصيل حسبما جاءت في البلاغ الوارد للنيابة العامة من مركز شرطة الحد، والذي تضمن إبلاغ الشرطي المجني عليه بأنه وأثناء ما كان على واجب عمله كونه شرطيا في توقيف الحوض الجاف، حدثت مشادة كلامية بينه وبين عدد من الموقوفين، والذين اعتدوا عليه بالضرب على أنحاء متفرقة من جسده.

وأفاد لدى التحقيق معه في النيابة أنه بحوالي الساعة 6:30 مساءً، وبينما كان على واجب عمله كشرطي في إدارة الإصلاح والتأهيل (الحوض الجاف)، وتحديدا حارس على العنبر رقم (8)، وعند استلامه لمهام عمله، وكالعادة قام بالمرور على الغرف في العنبر ليحسب عدد الموقوفين، لكن الموقوفين كانوا يعترضون على دخوله لغرفهم ويتهمونه بتنجيس المكان، إلا أنه لم يعرهم أي اهتمام.

وعندما توجه إلى غرفة رقم (12) في العنبر (8) وشرع بالدخول للغرفة، وقف له جميع الموقوفين الموجودين في الغرفة، ومنعوه من الدخول، وقرروا له أنه ينجس المكان، فأصر على قراره بأن يقوم بحساب عدد الموقوفين في الغرفة، وحدث على إثر ذلك بينه وبين أحد الموقوفين -المتهم الأول- مشادة كلامية، فتجمع الموقوفين حوله، فيما عمد المتهم الأول إلى تحشيدهم ضده، حيث كان يقول لهم أمسكوه واضربوه.

وأضاف أنه خلال ذلك مسكه أحد الموقوفين، ولكنه رجع للوراء تفاديا لأية مشكلة معه، وفي تلك الأثناء تفاجأ بالموقوفين يمسكون به ويدخلونه إلى وسط الغرفة، واعتدى عدد منهم عليه بالضرب على أنحاء متفرقة من جسده، ولم يستطع مقاومتهم لكثرتهم؛ وذلك حتى حضر موقوف آخر، كان قد تم تعيينه مسؤولا على العنبر في وقت سابق، والذي قام بسحبه وأبعده عنهم وأخرجه من الغرفة، وسمع حال إبعاده عنهم المتهمان الثالث والرابع يسبّانه ويشتمانه بألفاظ نابية.

من ناحية ثانية قرر الملازم المجني عليه الثاني، أنه بعد حدوث تلك الواقعة، تم نقل الشرطي للعيادة ليتلقى العلاج اللازم، وتوجه هو إلى غرفة الموقوفين لمعرفة سبب المشكلة، فتفاجأ بالموقوفين يصرخون عليه ويرفضون الإجابة عن سؤاله لهم.

ولفت إلى أنه اضطر إلى سؤال شرطي آخر عمّا حصل، والذي قرر له ما حدث، مشيرا إلى أنه بذلك الوقت قام المتهمان الأول والثاني بدفعه لإخراجه من الغرفة، كونه دخل للداخل ليحاول تهدئتهم لكن دون فائدة، فطلب من أفراد الشرطة المتواجدين تقييد الموقوفين بالأصفاد الحديدية "الهفكري"، وأمر بنقلهم لمبنى الإدارة لتدوين أقوالهم، إلا أنه تفاجأ بالمتهم الأول يعتدي عليه بركله على رجله ويدفعه بواسطة يده.

من جهتهم قال الموقوفين في اعترافاتهم أنهم كانوا يتجهزون لصلاة المغرب حين حدوث الواقعة، وقال المتهم الثالث أنه طلب من الشرطي المجني عليه عدم الدخول للغرفة؛ وذلك حتى لا يتنجس المكان كونهم يتجهزون للصلاة، مدعيا أنهم مستعدون للخروج إليه في ممر العنبر بأنفسهم؛ وذلك حتى يتمكن من معرفة عدد الموقوفين بالغرفة.

وثبت بالتقرير الطبي الخاص بالشرطي المجني عليه بعد الكشف عليه وجود كدمات في أعلى فروة الرأس وجانبي الرقبة مع آثار لخدوش ناتجة عن استعمال الأظافر في جانبي الرقبة كما توجد كدمات وخدوش في الذراعين وفي جانبي منطقة البطن وكامل منطقة الظهر والفخذين.