العدد 3518
السبت 02 يونيو 2018
banner
مبادرة “ابتسامة” ودعم "أطفال السرطان"
السبت 02 يونيو 2018

أكثر لحظة يتألم فيها الآباء والأمهات وتتقطع قلوبهم من الحزن هي اللحظة التي يعرفون فيها أن فلذة كبدهم مصاب بهذا المرض اللعين، حيث تصبح الحياة واللقمة بلا طعم، وتسيطر الكآبة على كل شيء وتصبح الحياة خريفا دائما، وفي المقابل، عندما يمن الله بالشفاء على الطفل يشعر الآباء بأن كل الأشياء الجميلة عادت من جديد ويتغير كل شيء ويأتيهم الربيع مرة أخرى، ودور المجتمع في رعاية هذه الفئة من الناس شيء غاية في الأهمية، والتكافل الاجتماعي أمر ضروري يحتمه تمسكنا بديننا وإنسانيتنا، وعلينا جميعا واجب المساهمة بقدر المستطاع في تخفيف معاناة الأطفال والآباء والأمهات معا.

الجميع مطالب بدعم هؤلاء الأطفال بالتبرع بالمال ولو بشيء بسيط لأن الكثرة تصنع المعجزات، فدينار واحد من كل شخص مع مرور الوقت يصنع الآلاف ويصنع الملايين التي تبني وتعمر المستشفيات وتأتي بالأطباء ذوي الخبرة، وتابعنا تجارب مبهرة عند غيرنا من الدول الشقيقة التي بنت صروحا طبية وجهزتها بأحدث الأجهزة الطبية من تبرعات ضئيلة واستطاعت أن تخفف آلام الملايين من الأطفال في العالم العربي كله.

ليس هناك مستحيل في ظل وجود التكافل الاجتماعي الذي تفرضه علينا الأديان السماوية، والدعم الذي تقدمه المجتمعات لمرضى السرطان لا يقتصر على الدعم المادي فقط، فهناك الدعم المعنوي الذي لا يقل أهمية أبدا عن الدعم المادي، فلابد أن يرى أصحاب هذه المحنة المجتمع إلى جوارهم يعطيهم الأمل ويبتسم في وجوههم ويرفع معنوياتهم لكي يواصلوا رحلة الشفاء بكل ما فيها من معاناة، ولا أبالغ إذا قلت إن رفع معنويات هذه الفئة من المرضى نصف العلاج.

رأينا في الدول الشقيقة كيف يقوم كل نجوم المجتمع في كل المجالات، خصوصا نجوم الفن والرياضة والمشاهير بشكل عام بالذهاب إلى هؤلاء الأطفال، ليبتسموا في وجوههم ويلتقطوا الصور معهم، ما يرفع معنويات الأطفال وذويهم ويزيد مقاومتهم للمرض ويزيد التكاتف ويظهر قيم المجتمع الأصيلة ويزيد المحبة والوئام بين الناس.

وتعد مبادرة ابتسامة التي تبنتها جمعية المستقبل الشبابية من أجمل المبادرات التي رأيتها، وعلينا جميعا أن نتعاون مع هذه المبادرة الإنسانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .