+A
A-

عقوبات أميركا تحاصر شركات الطيران الإيرانية

قام مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية (OFAC) بتصنيف 9 أفراد وكيانات إيرانية بالإضافة إلى31 طائرة إيرانية من بينهم الطائرة الرئاسية على قائمة العقوبات لتورطهم في دعم الإرهاب.

وذكرت الوزارة في بيان لها في 24 مايو/ أيار الماضي، أن هؤلاء الأفراد والكيانات قاموا بشراء طائرات ذات المنشأ الأميركي الخاضعة لرقابة التصدير، لصالح شركات الطيران الإيرانية الخاضعة للعقوبات، حيث تم استخدامها من قبل الحرس الثوري الإيراني في نقل الجنود والميليشيات والأسلحة لدعم الإرهاب في سوريا وبلدان أخرى.

وشملت العقوبات إيرانيين اثنين وهما إيرج رونقي، وتورج زنغنة وشركتهما "دنا" للطيران، بالإضافة إلى التاجر التركي غُلنهال يغانة، و3 شركات تابعة له وهي "تريغون لوجستيك" و "ثري جي 3G لوجستيك" وشركة طيران "آي آر" في اسطنبول.

كما تم تصنيف شركتي " آسمان آبي" للطيران في إيران و"أوتيك" في تركيا على قائمة العقوبات الأميركية الجديدة لشرائها قطع غيار ومعدات لصالح الشركات الإيرانية المتورطة بدعم الإرهاب.

وحدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية أيضا 31 طائرة على قائمة العقوبات والتي تتبع لخطوط "ماهان" و "كاسبين" و"معراج " و"بويا" الايرانية والتي تعتبر بمثابة شريان حياة الحرس الثوري الإيراني لنقل الأسلحة والمقاتلين والمال إلى ميليشيات النظام الايراني في المنطقة بما في ذلك حزب الله، ودعم نظام الأسد الوحشي"، بحسب البيان.

شركة خطوط "ماهان"

وصنفت الولايات المتحدة شركة ماهان للطيران على قائمة العقوبات منذ عام 2011 لدعم فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني من خلال نقل جنود وميليشيات وأسلحة ومعدات إلى سوريا لدعم نظام بشار الأسد والمشاركة في قمع انتفاضة الشعب السوري.

وبحسب بيان الخزانة الأميركية، فقد قامت شركة ماهان بتقديم خدمات السفر إلى أفراد الحرس الثوري الإيراني من وإلى إيران وسوريا لتلقي التدريب العسكري وسهلت سفرهم السري عن طريق تجاوز الإجراءات الأمنية العادية وبيانات الطيران.

كما قامت بنقل الأسلحة والأفراد لحزب الله والجماعات المسلحة الإقليمية التي تروج للصراع وعدم الاستقرار الإقليمي.

منذ اندلاع الحرب في سوريا، قامت شركة طيران ماهان وشركات الطيران التجارية الإيرانية المعينة بنقل المقاتلين والعتاد إلى سوريا لدعم نظام الأسد حيث ساهم دعم إيران العسكري للأسد في الفظائع الجماعية في البلاد وتشريد الملايين في جميع أنحاء المنطقة، بحسب بيان الخزانة الأميركية.

الطائرات المصنفة

من جهته، نشر معهد "واشنطن" الأميركي معلومات تفصيلية عن العقوبات التي طالت أسطول الطيران الإيراني وذكر أن كلا من شركات خطوط "معراج" و"قزوين" و"بويا" (سابقاً "ياس للطيران") في آب/أغسطس 2014 لدعمها عمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا.

وأكد أن "بويا" هي جناح الشحن الخاص بوحدة الدفاع الجوي في الحرس الثوري وتسيّر رحلات يومية عبر الجسر الجوي إلى سوريا.

وفي حزيران/يونيو 2011، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الخطوط الإيرانية الحكومية وشركتها التابعة لها "إيران ايرتورز" بسبب دعمها للحرس الثوري ووزارة الدفاع الإيرانية، من خلال نقل وتحويل السلع لهذه الكيانات أو بالنيابة عنها".

وشمل ذلك استخدام الرحلات الجوية التجارية لنقل "معدات ذات صلة عسكرية" و"شحنات يحتمل أن تكون خطرة" إلى سوريا (على سبيل المثال، مكونات الصواريخ).

وبعد أربعة أشهر، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على "ماهان للطيران" لتقديمها خدمات إلى "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري وإلى "ميليشيات حزب الله"، من بينها "نقل عناصر وأسلحة وأموال سراً على متن رحلاتها" إلى سوريا والعراق. ومنذ ذلك الحين، فُرضت عقوبات ثانوية على أكثر من 200 شركة وهمية وأفراد بسبب روابط تجارية مع شركة "ماهان".

تجميد الأصول

وبحسب معهد "واشنطن"، ترمي مثل هذه الخطوات إلى حظر أي كيانات أميركية من المشاركة في معاملات تجارية أو مالية مع "ماهان للطيران"، حيث تمّ تجميد أي أصول قد تملكها وتخضع للسلطة القضائية الأميركية".

وفي مايو 2013، استهدفت وزارة الخزانة الأميركية شبكات شراء ودعم الطائرات الإيرانية في قيرغيزستان وأوكرانيا وبلدان أخرى، التي ساعدت كلاً من "ماهان" و"إيران للطيران" على الالتفاف على العقوبات.

كما تمّ تصنيف المدير الإداري في شركة "ماهان"حميد عرب نجاد إلى جانب "الخطوط الجوية الأوكرانية عبر المتوسط" و"بوكوفينا" و"شركة الخطوط القرغيزية" وغيرها من الشركات التابعة.

وقد اتُهمت الشركات الأخيرة بتأجير مقاتلات من طراز "بريتش ايروسبيس بي إيه إي 146/أفرو أر جاي 100" وطائرة أخرى إلى "ماهان"، تمّ استخدام بعضها "للسفر إلى سوريا في عدة مناسبات". وفي العام الماضي، استخدمت "ماهان" أسطولها من الطائرات البريطانية من طراز "بي إيه إي/أر جي" لنقل أفراد ميليشيات الشيعة من العراق إلى عبادان في إيران ومن ثم إلى دمشق، لعدم تمكنهم من السفر بالطائرة مباشرة من العراق إلى سوريا.

تصنيف "الطائرة الرئاسية" الإيرانية

كما طالت العقوبات الأميركية الجديدة ضد طهران، طائرة الرئاسة الإيرانية المتورطة بنقل الأسلحة والجنود والميليشيات لدعم الإرهاب في سوريا والعراق ودول أخرى. وتتبع الطائرة الرئاسية الإيرانية وهي من طراز " ايرباص 320 " لخطوط "دنا" الإيرانية وهي جزء من الطائرات التي تستخدم للتشريفات لدى الحكومة.

ووفقا لتقرير معهد "واشنطن" فإنه منذ عام 2011، كانت "خطوط معراج للطيران" العلامة التجارية للطائرات المسيّرة من " أسطول طائرات الجمهورية"، وهي المنشأة الرئيسية في إيران لنقل كبار الشخصيات الحكومية الرسمية. وقد سمح هذا التغيير باستخدام الطائرات الحكومية في عمليات مربحة في السوق التجارية.

وفي الآونة الأخيرة، تولّت شركة جديدة تدعى "الخطوط الجوية دنا" جانب العمليات الخاص بكبار الشخصيات باستخدام طائرتين: "إيرباص إيه 340-300" [سابقاً طائرات تابعة للحكومة الإيرانية تسيّرها شركة "معراج" (EP-AJA) والمسجلة في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 باعتبارها تابعة لـ"الخطوط الجوية دنا" الإيرانية (EP-DAA] و"إيرباص إيه 321-200" [ضمن أسطول الحكومة الإيرانية (EP-AGB)].

ويستخدم المرشد الإيراني علي خامنئي كلتا الطائرتين (تحت علامة الاتصال DENA-01) لرحلات العطل التي يقوم بها إلى مسقط رأسه في مشهد ومنتجعه على بحر قزوين. كما يستخدمهما الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف لرحلاتهما إلى خارج البلاد.

وكانت "الخطوط الجوية الإيرانية - دنا" (EP-DAA) قد اشترت طائرة الإيرباص في عام 2015 من خلال الوسيط "إيشين إكسبرس إيرلاين" (Asian Express Airline) من طاجيكستان، وكانت مملوكة في ذلك الوقت للمليونير الإيراني و'رجل الواجهة 'الاقتصادي في حكومة أحمدي نجاد، بابك زنجاني، الذي حكم عليه بالإعدام لاحقا بتهم فساد اقتصادي.

وفي عام 2013، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على معظم أصول زنجاني، استهدفت بشكل خاص "إيشين إكسبرس" [Asian Express] (وتردد أن كافة أسهم الشركة كانت مملوكة لـ"مصرف تونك الاستثماري" في طاجيكستان، وهي شركة أسستها شركة زنجاني القابضة "كونت كوزميتيك" [Kont Kozmetik]).

شركات وهمية

من جهة أخرى، أفاد التقرير بأن الحرس الثوري الإيراني وشركات الطيران التابعة له مجموعة من الشركات الوهمية في أرمينيا وطاجيكستان وتايلاند وتركيا وأوكرانيا وأوزبكستان لشراء قطع غيار الطائرات والخدمات التقنية المحظورة. وقد تمّ إدراج بعض هذه الشركات ضمن لائحة العقوبات الأخيرة، ومن المحتمل اتخاذ المزيد من الإجراءات بحقها.

وفي ديسمبر 2016، فرض "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" عقوبات على "أجنحة الشام للطيران" السورية "لأنها قدمت مساعدة مادية أو رعاية أو دعماً مالياً أو مادياً أو تقنياً لـلنظام في سوريا والخطوط الجوية العربية السورية". غير أن الشركة المستأجِرة للطائرات الخاصة بـ"أجنحة الشام للطيران" لا تزال تسيّر رحلات إلى طهران، على الأقل خمس مرات أسبوعياً، مستخدمةً الطائرات التجارية من نوع "إيرباص إيه-320"، في حين أنها غالباً ما تحظى بمساعدة "ماهان للطيران" في أعمال الصيانة.

ووفقاً لتقرير صدر في 6 إبريل عن وكالة "رويترز"، تتولى "أجنحة الشام للطيران" أيضاً نقل المرتزقة الروس والمتعاقدين العسكريين إلى دمشق واللاذقية، باستخدامها مطار روستوف بلاتوف الدولي كمركز. وقدر التقرير أن هناك ما بين ألفين وثلاثة آلاف مرتزقة روسي يقاتلون في سوريا.

ولا يزال الحرس الثوري الإيراني يستخدم "شركة طيران بويا" لرحلات الشحن المتكررة على متن طائرات "إليوشن" إلى المدن الروسية ودمشق.

وحذر معهد واشنطن من الالتفاف على العقوبات، ورأى أنه من الحكمة أن تواصل الحكومة الأميركية الضغط حيث من المرجح أن يستمر النظام الإيراني في إعادة تسمية شركات الطيران وتأسيس شركات وهمية جديدة للحصول على طائرات وخدمات غربية.