+A
A-

مسؤول أممي يشيد في حديث لـ"بنا" بجهود مملكة البحرين في حل المشاكل البيئة

أشاد الممثل الاقليمي لغرب آسيا، مدير مكتب غرب آسيا في منظمة الأمم المتحدة للبيئة سامي ديماسي، بالجهود الكبيرة التي تبذلها مملكة البحرين في حل المشاكل البيئية، مقدراً حجم التعاون الذي تبديه الحكومة في تسهيل إجراءات عمل المكتب الاقليمي. 
جاء ذلك في لقاء خاص أجرته وكالة أنباء البحرين (بنا) مع المسؤول الاممي بمناسبة الاحتفال بيوم البيئة العالمي في الخامس من الشهر الجاري، والذي جاء هذا العام تحت شعار (التغلب على التلوث البلاستيكي) بهدف إحداث تغييرات في الحياة اليومية للحد من عبء التلوث البلاستيكي على الطبيعية والحياتين البرية والبحرية. 
وتشير الارقام الرسمية الى أنه يتم شراء مليون زجاجة مياه شرب بلاستيكية كل دقيقة واحدة حول العالم، ويتم استخدام ما يصل إلى 5 تريليون كيس بلاستيكي غير القابلة للاستعمال مرة أخرى في جميع أنحاء العالم كل عام، حيث ينتهي المطاف بحوالي 13 مليون طن من المواد البلاستيكية في المحيطات والبحار، وهو ما تؤثر على الشعاب المرجانية وتهدد الحياة البرية البحرية. 
شعار العام الحالي "التغلب على التلوث البلاستيكي"..
وعن أسباب اختيار "التغلب على التلوث البلاستيكي" شعاراً للاحتفال باليوم العالمي للبيئي، أوضح ديماسي أن منظمة الأمم المتحدة للبيئة، تعمل كل عام على اختيار شعار محدد لاحتفالاتها، وبما يتوافق مع المتغيرات البيئة، مضيفاً أن مشكلة البلاستيك تشكل أحد التحديات الكبيرة أمام بيئة نظيفة وخالية من التلوث، الى جانب أنه سيتم التركيز على البلدان المضيفة، وما تعانيه من الأثر البيئي وما تقدمه من مساهمات للحد منها والتركيز على سياساتها الهادفة لمراعاة البيئة، حيث قامت الهند بالاستضافة هذه السنة، ولذلك سيقوم مكتب الأمم المتحدة في البحرين بالمشاركة بالاحتفالات التي ستقيمها السفارة الهندية، وكذلك احتفالات المدرسة الهندية في البحرين، الى جانب الاحتفالات الرئيسية التي ستقيمها الامم المتحدة. 
13 مليون طن من البلاستيك في البحرين..
وعن الحجم الحقيقي لمشكلة البلاستيك وتأثيرها على البيئة، سواء البرية أو البحرية، أشار الممثل الاقليمي لغرب آسيا في منظمة الامم المتحدة للبيئة، الى أن هناك 13 مليون طن من المواد البلاستيكية يتم إلقاؤها في البحار سنوياً، وهو ما تنعكس آثاره على كل أنواع الحياة البحرية؛ سواء الأسماك والمخلوقات البحرية أو الطيور المهاجرة أو الشعب المرجانية والحياة النباتية تحت المياه وغيرها. 
وأضاف أن هناك تداعيات اخرى لهذا التلوث؛ تتعلق بالسياحة وعدم نظافة الشواطئ، وهو ما يساهم في تراجع الاقتصاد، إلى جانب كثير من التأثيرات التي من الواجب النظر إليها بالعناية الكافية، وتأثيرها على الاطفال والحياة على كوكب الأرض، مشيرا إلى أن هناك تأثيرات مباشرة من البلاستيك على البيئة على اليابسة، حيث تأثيرها السلبي المباشر على الزراعة والمياه الجوفية، كون كل مادة بلاستيكية تحتوي مواد سامة، وهو ما تنعكس اثاره على الانسان والحيوان بشكل مباشر. 
حجم المشكلة في البحرين..
وعن حجم مشكلة التلوث البلاستيكي في المملكة، أوضح سامي ديماسي أن البحرين تعتبر جزءا من منطقة جغرافية ناشطة اقتصادياً، وبالتالي فإنها مثل كل الدول المجاورة تتأثر بأي تغيرات بيئية في المنطقة، ولكن الأمم المتحدة تتعامل مع هذا الموضوع بشكل دولي، لأن تأثير البلاستيك ينتقل عبر مياه البحار المفتوحة، وبالتالي فالمعالجة تكون بشكل عالمي ودولي، ولا بد لكل دول العالم من المساهمة في هذا المعالجة. 
بدائل البلاستيك الصحية.
عن إمكانية استطاعة العالم القضاء على مشكلة البلاستيك وما هي البدائل الصحية الأخرى، أوضح الممثل الاقليمي لغرب اسيا في منظمة الامم المتحدة للبيئة سامي ديماسي أن مشكلة القضاء على تلوث البلاستيك هي في الاساس مشكلة ثقافية إرادية، حيث أن استخدام اكياس النايلون في التسوق يقابله ثقافة أخرى تعني باستخدام اكياس معادة الاستخدام، والتي رغم أن تكلفتها الأولية أعلى إلا أنها أكثر أمنا وحفظاً على البيئة.
وأضاف أن الاهم من ذلك هو معرفة أن 50% من البلاستيك الذي يتم استخدامه لا يعاد تدويره مره أخرى، مثل أكواب البلاستيك وأكياس النايلون والعديد من المنتجات، منوها إلى أن إعادة التدوير ليس حلاً للمشكلة وإنما هو تحجيم لها فقط.
أما عن البدائل لهذه المنتجات البلاستيكية، أكد ديماسي أن ذلك يتمثل في ايجاد مواد عضوية قابلة للتحليل أو يمكن استخدامها ومن ثم تتحول الى طعام للأسماك او الحيوانات، وان كل ذلك مرتبط بالثقافة ومدى تقبل الناس له، مشيرا الى أن العمل الأساسي في هذا الجانب يجب أن يرتكز على ثقافة الأفراد ومدى تقبلهم للتغيرات التي يمكن أن تحدث في السلوكيات اليومية. 
التعليم والمناهج أساس تغيير الثقافة البيئية..
وعن قدرة التعليم الاساسي والمناهج الدراسة على إحداث تغيير حقيقي في الثقافة البيئية للمواطن، أكد سامي ديماسي أن طرق التعليم سواء في البحرين أو في الدول الاخرى تعتمد على مناهج دراسية داخل الصف ومناهج وسلوكيات وأنشطة لا صفية، حيث يمكن الاستفادة من هذه السلوكيات وتنميتها وذلك بخلق اهتمامات بيئية للطالب في المدرسة والبيت ومحيطه العام، مثل عدم استخدام الادوات البلاستيكية في المقاص المدرسية، وتعريف الطالب بضررها على البيئة والصحة العامة، وهو ما سنعكس لاحقاً على سلوكياتها البيئة في كل مكان يتواجد فيه. 
واشار ديماسي إلى ان الاحتفالات بيوم البيئة العالمي، والذي سيقام في مجمع ستي سنتر البحرين، سيركز في المقام الأول على الاطفال، واشراكهم في الرسم والالعاب والغناء والموسيقى، ضمن هدف واحد وهو البيئة والبلاستيك، حيث يستطيعون فهم الاهداف التي نسعى اليها، وأخذ الوعود منهم بالعمل على المحافظة على البيئة والتقليل من استخدام البلاستيك، وهو ما سيتم قياسه العام المقبل، مضيفا ان مثل هذه الاساليب التربوية والانشطة والفعاليات تؤدي إلى انتباه الطفل وشده للموضوع، وجعله وسيلة ضغط على الأهل وحامي للبيئة ومساهم حقيقي في القضاء على البلاستيك. 
التعاون البيئي بين مملكة البحرين والأمم المتحدة..
وعن التعاون القائم بين منظمة الأمم المتحدة للبيئة والجهات المعنية في مملكة البحرين، أكد الممثل الاقليمي لغرب اسيا في منظمة الامم المتحدة للبيئة، سامي ديماسي أن علاقة المنظمة الدولية مع مملكة البحرين أكثر من جيدة، وخصوصا مع المجلس الأعلى للبيئة، حيث يقوم على شراكة حقيقية تعمل على تحقيق الأهداف المشتركة. 
واشار ديماسي إلى الاتفاقية التي تم توقيعها بين منظمات الامم المتحدة وحكومة مملكة البحرين، وقال ان العلاقة بين الجانبين تتخطى ذلك وتسبقه بسنوات طويلة، حيث يتم تنفيذ برامج وانشطة مختلفة مع المجلس الأعلى للبيئة، الى جانب البحوث والدراسات المشتركة، مثل استراتيجية والبيئة الهوائية. 
وأوضح سامي ديماسي أن مملكة البحرين تحتضن المكتب الاقليمي والذي يخدم دول غرب اسيا، ولذلك فالمنظمة الدولية تعتمد وبشكل كبير على مملكة البحري في تسهيل أمور العمل في المنطقة، واصفا العلاقة بين المنظمة الدولية والمملكة بانها أكثر من ممتازة وترتقي لتصل الى شراكة حقيقية وتفهم تام لطبيعة العمل المشترك. 
المشاريع المشتركة مع البحرين..
وعن أهم المشاريع المشتركة بين المنظمة الدولية والمجلس الأعلى للبيئة، أوضح سامي ديماسي أنه تم التوقيع على اتفاقية البحار النظيفة، إلى جانب العديد من المشاريع على الأرض ومنها تنظيف الشواطئ، كما يتم العمل على مشروع البيئة والهواء النظيف، وقبل فترة تم افتتاح مشروع الغاز وإعادة تدويره، وهو أحد المشاريع الهامة على الأرض، لكن هناك مشاريع أخرى يتم تنفيذها مع مملكة البحرين تتعلق بالدراسات والابحاث وغيرها بشكل مباشر، الى جانب العمل مع المجلس الأعلى للبيئة في متابعة بعض المشاكل البيئة وتأثيراتها على الحياة الفطرية والحياة البرية.