+A
A-

سوق النفط متوازنة وممتدة حتى نهاية 2019

قال محمد الشطي، الخبير النفطي إن التطور الأهم في أسواق النفط يكمن بتجدد واستمرار المخاوف حول أمن الإمدادات والمعروض خصوصاً في ظل تصعيد جيوسياسي يمثل تحديا أمام أمن الإمدادات في أسواق النفط ويشكل داعما للسوق والأسعار ومن المفيد التطرق لمصادر هذه المخاوف والتي تساعد في فهم مسار الأسعار.

وأضاف في تصريح لـ"العربية.نت": "تتفق توقعات الصناعة على أن أسواق النفط تتسم بالتوازن وقد دللت على ذلك جملة من التصريحات والمؤشرات التي بينتها أحدث التوقعات الشهرية لوكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية فقد انخفض الفائض في المخزون النفطي في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أعلى مستوى له في شهر يناير 2017 عند 340 مليون برميل، واختفى حيث سجل مستوى أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية للمخزون النفطي بمقدار 20 مليون برميل".

وتابع "من المتوقع أن يحافظ إنتاج ليبيا من النفط الخام حول 1 مليون برميل يوميا خلال الأشهر القادمة ولكنه مرشح للانخفاض بمقدار 200 ألف برميل يومياً في الفترة إلى ديسمبر 2018 مع زيادة احتمالات التصعيد حالة عدم الاستقرار والتي قد تسهم في تعطل الإنتاج حسب توقعات بعض البيوت الاستشارية".

وأضاف "من المتوقع أن يحافظ إنتاج أنغولا من النفط الخام على خسارة قريبا من 100 ألف برميل يوميا الى نهاية الربع الثالث من عام 2018، ثم يتعافى في الربع الأخير من عام 2018 مع توقعات بدء إنتاج نفط جديد.

وتقدر بعض المصادر إنتاج فنزويلا من النفط خلال شهر مايو 2018 عند 1.5 مليون برميل يوميا مقابل 1.8 مليون برميل يوميا في شهر نوفمبر 2017 ومرشح للانخفاض بمقدار 30 – 40 ألف برميل يوميا بصورة شهرية.

وتعزز هذه الظروف والمستجدات مخاوف حول أمن الإمدادات في السوق خصوصا مع استمرار تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً حسب إعلان التعاون المشترك لتحالف الأربع وعشرين دوله الى نهاية 2018، ورغم مؤشرات على نوايا للتفكير في رفع الإنتاج خلال النصف الثاني بانتظار مناقشة الأمر في شهر يونيو 2018 حسب المؤشرات عن اجتماع التنسيق في روسيا.

ولاستكمال تصورات ميزان الطلب والعرض، وباعتبار أحدث تقرير صادر عن سكرتارية الأوبك فإن الطلب العالمي على النفط والذي يقف عند 99.8 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من عام 2018، ويصل إلى 99.9 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2018 أو بزيادة مقدارها 1.1 مليون برميل يوميا، وهو ما يعني تعافيا في الطلب يصحبه تناقص في المعروض خلال النصف الثاني مما يعني دعما لأسعار النفط الخام.

كما تتوقع سكرتارية الأوبك ارتفاع الطلب على نفط الأوبك من 32.1 مليون برميل يوميا خلال النصف الأول من عام 2018 مقابل 33.4 مليون برميل يوميا خلال النصف الثاني من عام 2018 يعني زيادة مقدارها 1.3 مليون برميل يوميا وباعتبار إنتاج أوبك خلال شهر إبريل 2018 عند 31.9 مليون برميل يوميا فإنه يعزز توازن أسواق النفط مع افتراض بقاء إنتاج الأوبك أقل من مستوى الطلب على نفط الأوبك خلال النصف الثاني بمقدار 1.5 مليون برميل يوميا.

وفي الجملة القرار الأميركي حول الخروج من الاتفاق النووي مع إيران يشكل تحديا إضافيا خصوصا في الربع الأخير من عام 2018 والذي يعني خفضا في مبيعات النفط الإيراني بمقدار قد يتأرجح بين 300 ألف برميل يوميا و1مليون برميل يوميا حسب السيناريو المتوقع لحجم التأثير على مبيعات النفط الإيراني وهو ما يزيد في الضغوط على المعروض في أسواق النفط ويدعم أسعار النفط الخام. إضافة إلى حاله "الباكورديشين" في أسواق النفط والتي أيضا تعكس حالة المعروض في السوق حاليا مقابل المستقبل.

وأضاف الشطي أن كافة المؤشرات تدعم بقاء أسعار النفط قوية بين 65 – 75 دولارا للبرميل لنفط خام الإشارة برنت مع ذروة الأسعار عند 80 دولارا للبرميل خلال الأشهر القادمة.