+A
A-

واشنطن تلمّح إلى إطالة بقائها في سوريا

لمّحت الإدارة الأميركية إلى تغيير في سياستها تجاه البقاء في شمال سوريا، عندما أعلن وزير الخارجية الأميركية، مايك بومبيو، في بيان صباح الثلاثاء أن "وزارة الخارجية الأميركية تضع في بالها المرحلة ما بعد داعش".

وأشار إلى أن الولايات المتحدة "ستعمل على ضمان أن يكون لسكان شمال سوريا المتنوعون، بمن فيهم العرب والأكراد والمسيحيّون والتركمان، كلمة مناسبة في تحديد مستقبل سوريا بناء على المسار السياسي المحدّد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

تراجع في اللهجة

كلام وزير الخارجية الأميركي جاء في معرض الحديث عن بدء قوات سوريا الديمقراطية حملة ضد تنظيم "داعش" في دشيشة، وأكد بومبيو أن الأميركيين سيعملون مع قوات سوريا الديمقراطية للتخلص من "داعش" "وبناء مستقبل أفضل لكل السوريين".

متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي أكد لـ"العربية.نت": "أنه لا وجود لجدول زمني يتحكّم بالعمليات الأميركية في سوريا".

وأضاف "أن الولايات المتحدة ملتزمة بالحاق الهزيمة بتنظيم داعش وتعمل على حلّ للأزمة السورية في ظل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".

أهمية هذا الكلام تنبع من كون الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب كانت تناقش منذ أشهر طلب الرئيس بالخروج من سوريا في فترة محددة، وعقد مجلس الأمن القومي في حينه اجتماعاً حسم فيه ترمب أمره بضرورة المغادرة، وقيل حينها إنه فرض على وزارة الدفاع الانسحاب خلال 6 أشهر.

لكن الأمور بدأت تتغيّر من حينه وتراجع إصرار الرئيس الأميركي على الانسحاب السريع وعاد مسؤولو الإدارة الأميركية يتحدثون عن انسحاب تسمح به الأوضاع على الأرض.

حلّ مشكلة منبج

إلى ذلك، فصّل مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية في اتصال مع الصحافيين الاتفاق الذي توصلت إليه كل من الولايات المتحدة وتركيا حول منبج، وقالوا في الاتصال الذي شاركت فيه "العربية.نت" إن القوات الكردية ستنسحب إلى شرق الفرات، وإن مدينة منبج سيحكمها مجلس محلّي من أبنائها، وأكدوا أن القوات الأميركية الموجودة في المدينة كانت وستبقى تقوم بأعمال الدورية والمراقبة والفصل بين منبج والقوات التركية والمدعومة من تركيا على حدود المدينة.

أشار المسؤولون الأميركيون أيضاً إلى أن الأوضاع في المدينة وعلى حدودها فيها الكثير من التوتر، ما يستدعي عملاً دؤوباً من القوات الأميركية خصوصاً في أعمال المراقبة والفصل، وواشنطن تريد معالجة هذا التوتر والتوصل إلى مرحلة هدوء واستقرار في المدينة بالتوافق مع تركيا، وهي حليف من منظمة شمال الأطلسي.

كما شدّد المسؤولون الأميركيون إلى أنه سيتمّ العمل على عودة النازحين من أبناء المدينة إليها خلال المرحلة المقبلة.

فسّر المسؤولون الأميركيون دخول القوات الكردية السورية إلى مدينة منبج منذ عامين بأنه كان نتيجة لهجمات إرهابية في باريس شنّها عناصر موالون لتنظيم "داعش" الإرهابي، وقد ساعد الأميركيون العناصر الكردية التابعة لوحدات الحماية الشعبية للدخول إلى المدينة على رغم اعتراضات تركيا حينها، خصوصاً أن أنقرة تعتبر التنظيم الكردي السوري امتداداً لحزب العمال الكردستاني الإرهابي والذي يعمل على أراضيها.

أسئلة المستقبل

تعتبر واشنطن الآن أن الكثير من العمل تمّ إنجازه خصوصاً القضاء على "داعش" في منطقة "منبج"، كما تعتبر أن تركيا بشنّها عملية درع الفرات قامت بالجزء الآخر من العمل ومنعت تسرّب الإرهابيين عبر حدودها إلى أوروبا لشنّ هجمات.

في بيان مشترك لوزيري خارجية الولايات المتحدة وتركيا يوم الاثنين أقرّ الطرفان خارطة طريق لمدينة منبج وشدّدا على الالتزام على نجاحها.

لكن ما يغيب عن البيان وعن تصريحات المسؤولين الأميركيين هو موقف تركيا من التنظيمات الكردية في شمال سوريا، خصوصاً أن واشنطن تعتبرهم أفضل الحلفاء وما زالت تركيا تعتبرهم تنظيمات إرهابية.

إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الأميركي "الشركاء في التحالف والشركاء الإقليميين والحلفاء للمشاركة في تحمّل أعباء جهود تثبيت الاستقرار" واعتبرها ضرورية للحفاظ على النجاحات العسكرية.

أما الجنرال كينيث ماكنزي من هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون، فأشار في مؤتمر صحافي منذ أيام، وكان يتحدث عن منطقة التنف، إلى أن الأميركيين موجودون هناك ولا شيء تغيّر وحذّر من أي تحرّك لتغيير الأوضاع على الأرض.