+A
A-

أكاديمي بجامعة الخليج العربي يحذر من خطورة ازدياد استخدام البلاستيك في "يوم الأرض"

حذر رئيس قسم الموارد الطبيعية والبيئة بكلية الدراسات العليا بجامعة الخليج العربي الأستاذ الدكتور محمد سليمان عبيدو من خطورة ازدياد استخدام البلاستيك في مجالات الحياة كافة بلا وعي جراء خواصه الفريدة ومنتجاته التي تكاد لا تحصى، جاء هذا التحذير بالتزامن مع الاحتفاء العالمي بيوم الأرض الذي يستهدف نشر الوعي والاهتمام بالبيئة الطبيعية لكوكب الأرض.

وقال الدكتور عبيدو أن البلاستيك دخل في مجالات الحياة كافة، ومن استعمالاته المحتملة مستقبلاً في صناعات الألياف الزجاجية والعدسات البلاستيكية والأدوات الجراحية والمطاط المعدني والبطاريات إلى المنتجات التي نألفها ونستخدمها يوميا في المنازل ومراكز البيع ومختلف المنتجات التي باتت جزءً من حياتنا اليومية كوسائل النقل من سيارات وقوارب وطائرات. 

ويقدر العلماء أن أكثر من 8 مليون طن من البلاستيك يدخل المحيط كل عام، ويشكل حوالي 78% من النفايات التي ترمى في البيئة البحرية، حيث يشكل البلاستيك المترسب في قاع المحيطات حوالي 48% من مجموع النفايات البحرية، في حين أن نسبته في عمود الماء تتجاوز53% بقليل، وعلى الشواطئ 58%.

وتطفو بقعه في مناطق عدة من المحيطات، فضلا لبقع لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة لأقطاره التي تنحصر دون 5 مم، وتدعى هذه المعلقات بالبلاستيك الميكروي أو الدقيق، إذ يشكل الأخير نسبة 73% من مجموع نفايات قاع المحيطات، و81% في عمود الماء، و83% بلاستيك طاف، و33% من النفايات الشاطئية.

هذا، وتطالعنا الصحف ونشرات الأخبار بين الحين والاخر باكتشافات لبقع طافية من البلاستيك بحجم دول بعينها، وما يزيد الأمر سوء أن هذه البقع لا تمثل إلا 5% من البلاستيك الموجود في المحيطات. واكد عبيدو أن البلاستيك صار يسيطر على حياتنا وغزى كل مكان من النظم البيئية على سطح الكرة الأرضية على اختلاف أنواعها قريبة أو بعيدة، برية أو بحرية، بل وحتى أجواء هذه النظم.

وقال: "لقد اعتدنا أن نشاهد البلاستيك ذو الاستخدام الواحد بأشكاله وصوره المختلفة في البيئات الحضرية لكن أن يصل البلاستيك بشكله الميكروي (الميكروبلاستيك) بمستويات عالية نسبياً إلى أقصى المناطق النائية من بحار الأرض لأمر يبعث على القلق".

إلى ذلك، تؤثر النفايات التي تلقى في البحار عامة والبلاستيك خاصة سلبا في حياة أكثر من 1472 نوعا، وأكثر الأنواع البحرية تأثرا بها الأسماك بنسبة (23%) والطيور البحرية بنسبة (19%).  واللافت أنه قد وجد البلاستيك في أحشاء أكثر من 60 ٪ من الطيور البحرية وفي جميع أنواع السلاحف البحرية، إذ يهدد البلاستيك فيزيائيا بما يحتويه من مواد كيمياوية تضاف أثناء صناعته حياة هذه الأنواع وبقائها، ولعل أكثر البيئات تأثرا به قيعان المحيطات وعمود الماء فيها وسطحها وشواطئها.

وأضاف عبيدو: "لا شك من أن الدراية باستعمال البلاستيك وأخطاره ركن أساسي في توعية الجمهور من هذا الخطر الداهم، وأن حسن جمع وإدارة النفايات الصلبة وعمليات تدويرها ركن أساسي في الحد من دخول البلاستيك إلى النظم البيئية البحرية".

وفي هذا السياق، تلعب المبادرات الفردية والجماعية دورا مهما في ذلك بما فيها عمليات تنظيف الشواطئ وتدوير استعمالات البلاستيك والأهم هو تحديد استعماله بالتحول إلى المنتجات البديلة التي يمكن أن تتفكك في البيئة، وعلى الرغم من أهميته لاقتصاد عديد من الدول سيبقى البلاستيك الخطر الداهم الذي ربما نستفيق يوما بسببه على كارثة بيئية هنا أو هناك.

وأوضح إن الاجراءات الحالية المتمثلة بتنظيف البيئة البحرية منه وحظر منتجاته ذات الاستخدام الواحد وتدوير منتجاته الأخرى هي مرحلية قد تؤجل كوارث بيئة مرتبطة به، إلا أنها لا ولن تحل الآثار البيئة التي خلفها وسيخلفها البلاستيك في النظم البيئة كافة، وربما نشهد مستقبلا اتفاقية دولية لتنظيم صناعة البلاستيك وتداول منتجاته من أجل تنمية مستدامة.