+A
A-

أميركا تخير إيران: تغيير التصرفات أو الانهيار الاقتصادي

كررت الولايات المتحدة مرة جديدة إرادتها في فرض عقوبات ضخمة على إيران، وقالت سيغال ماندلكير، وكيلة وزير الخزانة لمكافحة الإرهاب والتهريب المالي، الثلاثاء، إنه من ضمن استراتيجية الرئيس الأميركي "سنفرض ضغوطات مالية غير مسبوقة على النظام الإيراني".

وأوضحت في كلمة في معهد الدفاع عن الديمقراطية في واشنطن، أن الولايات المتحدة، ومن خلال سلطتها الاقتصادية الضخمة، ستعطي إيران خياراً واضحاً "تغيير التصرفات المرفوضة لدعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار وخرق حقوق الإنسان أو مواجهة الانهيار الاقتصادي".

تسارع العقوبات

وأتى هذا الكلام الأميركي بعد أسابيع من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، وهذا ما فتح الباب أمام الإدارة الأميركية لإعادة فرض العقوبات على إيران.

الأهم من ذلك أن واشنطن بدأت من حينه فرض سلسلة متسارعة من العقوبات على إيران لم تكن موجودة من قبل وتتعلّق بنشاطات كشفتها الحكومة الأميركية ومنها كشف شركات في دول عربية كانت تبيّض الأموال لحساب الحرس الثوري الإيراني وتستعمل مصرفاً في العراق لتسهيل نقل هذه الأموال إلى حزب الله.

وأكدت وكيلة وزير الخزانة الأميركية في خطابها أن إيران تدعم حزب الله اللبناني التابع لها بـ 700 مليون دولار أميركي سنوياً، وأنها تستعمل أيضاً شركات الطيران المدنية مثل ماهان وغيرها لنقل المقاتلين والأسلحة الإيرانية إلى سوريا.

كما كشفت سيغال ماندلكير أن إيران تعمل بجهد على بناء شركات وهمية في الخارج للتمويه على نشاطاتها، ومنها دعم الإرهاب وزعزعة الاستقرار وبناء ترسانة من الصواريخ ووضع سلاح نووي على هذه الصواريخ.

وشددت المسؤولة الأميركية على أن إيران تستغل المصرف المركزي الإيراني لدعم كل هذه النشاطات، والمصرف المركزي يسهّل الأعمال الإرهابية التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني وفيلق القدس التابع له.

تمتين الرقابة

يذكر أن خطاب وكيلة وزير الخزانة الأميركية جاء موجهاً بشكل خاص إلى حكومات العالم والشركات الخاصة أكثر من أي طرف آخر. إذ قالت موجهةً رسالة إلى الحكومات أولاً: "عليكم تمتين شبكاتكم وأن تطلبوا من الشركات أخذ الحيطة لتحمي ذاتها من شبكة إيران الوهمية، ويجب فهم الخطورة الكبيرة في التعامل مع شركات وأشخاص في إيران".

وكانت الولايات المتحدة عانت خلال الفترة الماضية من معارضة الدول الأوروبية بشكل خاص لانسحابها من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات على طهران، وسعت واشنطن من حينه إلى تحذير الأوروبيين بشكل خاص من خطورة متابعتهم التعامل مع إيران وإعطائها غطاء تجارياً ومالياً.

إلى ذلك، حذّرت الولايات المتحدة الشركات الخاصة من التعامل مع إيران ومع الشركات الوهمية التي تنشرها حول العالم. وقالت سيغال ماندلكير وكيلة وزير الخزانة لمكافحة الإرهاب والتهريب المالي لهذه الشركات "ربما تعتقدون أن المتعاملين معكم هم شركات شرعية لكنها ربما تكون جزءا من شبكة وهمية للنظام الإيراني وتعمل على تمويل الإرهاب وخرق حقوق الإنسان، وعليكم أن تتأكدوا من احترام قوانين العقوبات".

عقوبات "ثانوية"

ولم تترك وزارة الخزانة الأميركية شكوكاً لدى الشركات الخاصة عندما أشارت إلى أنها ستتعرّض للعقوبات "الثانوية" وهيعقوبات تفرضها واشنطن على كل من يتعامل مع شركة أو طرف فرضت عليه واشنطن عقوبات.

إلى ذلك ترغب واشنطن في أن ترى إيران قريباً وهي تواجه ثقل العقوبات عليها وهي تأتي الآن متسارعة. ويريد الرئيس الأميركي رؤية نتائج واضحة لسياسته ضد إيران، وهي لا تقتصر على الملف النووي بل تشمل البرنامج الصاروخي ورعاية الإرهاب والتدخّل في شؤون الدول العربية والجارة.