+A
A-

الناقد أسامة الماجد: مشكلة الدراما بالبحرين الاستمرارية نعمل سنة ونصوم خمس

"ابتلشنا" بممثلات فاشلات... وجوه ملطخة وحركات "ميوعة"

ظاهرة العري بمسلسلات رمضان مآسٍ تضر بسمعتنا

أكثر بلد خليجي به مخرجون هو البحرين

الفنان البحريني مطلوب على الساحة الفنية الخليجية

نعاني من عدم وجود المخرج المفسر باستثناء "المقلة"

المسؤولون لا يكترثون بالدراما البحرينية

كتابي الثالث صدر حديثًا وهو عن صاحب الجلالة الملك

 

خلال حوارنا عن الدراما البحرينية مع الصحافي القدير والمخرج والممثل المخضرم الزميل أسامة الماجد، فإنه يحيلنا إلى حالة جنائزية مفعمة باليأس، تنعى الأمل بإعادة الروح للدراما المحلية، مشيرا إلى أنها تعاني من سكرات الموت، مؤكدًا أنها في حالة احتضار عام!

 وما يحبط قلب زميلنا أكثر أننا نمتلك في البحرين المخرج المتفوق والفنان المتفوق والماكيير المتفوق خليجيًا، وإذ بحفار القبور هم "المسؤولون" الذين أشاحوا بنظرهم عن هذا الفن الجميل الذي بلغ أوّج عصره في الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، ليغطَّ حاليًا في غيبوبة ثقيلة تحتاج فعلا إلى "معجزة" كي يستفيق منها.

 "الزميل أسامة" تحدث بجرأة منتقدًا الدراما الخليجية، كما وعلق على الممثل "الفاشل" وعلى ظاهرة العري بالمسلسلات الرمضانية وغيرها من المواضيع في اللقاء التالي:

هل تتابع مسلسلات رمضانية خليجية؟

أبدا... لأنها باختصار مسلسلات شاذة ومريضة، شطحات وسخافات لا يعرف المرء كيف يفسرها. بعض المسلسلات توجع الرأس وترفع من ضغط الدم وتدخل إلى القلوب الغم والسأم.. باختصار إنها مسلسلات ساقطة. موائد من الابتذال والسخافة والغثاثة.

ما السبب بتراجع الدراما البحرينية بعد أن عاشت عصرا ذهبيا لا يزال يحفر بالذاكرة حتى اليوم؟

مشكلتنا في البحرين الاستمرارية. نعمل سنة ونصوم خمس سنوات، عكس الماضي أو كما أطلقتِ عليه العصر الذهبي (الثمانينات والتسعينات)، فقد كنا ننتج في السنة الواحدة عددا من المسلسلات.. تراثي وحديث ومسلسل للأطفال وغيرها، كان يخرج الممثل من "لوكيشن" ويدخل إلى آخر، في حين أصبحت الدراما البحرينية اليوم تعاني من سقوط ثلج الحزن في قلبها..الناس تولد وتموت وهي تذوب من الأنين. 

ما رأيك بهجرة الفنان البحريني خليجيا وهل هو متفوق على غيره من الممثلين الخليجيين؟

طبعا... العنصر البحريني مطلوب في كل مكان، سواء في التمثيل أو الإخراج أو التصوير أو الماكياج أو إدارة الإنتاج. هل تعلمين أن أكثر بلد خليجي به مخرجون هو البحرين، وأمهر رجال ونساء "الماكيير" في الخليج هم بحرينيون. بل حتى إن شيخ المصورين في الخليج بحريني وهو الرائع عبدالرحمن الملا. أما بخصوص الهجرة؛ فأنا لا أسمِّيها هجرة بقدر ما هو نشاط الساحة الفنية عندهم وازدهارها وفقرها وموتها عندنا، فمن الطبيعي أن يذهب الفنان البحريني إلى الدول الشقيقة ليشتغل، وعموما التعاون بين دول الخليج قديم جدا، فكما تجدين ممثلا بحرينيا في عمل كويتي، أيضا تجدين ممثلا كويتيا أو سعوديا أو إماراتيا في عمل بحريني.

مَن مِن المخرجين الأقوى اليوم على الساحة البحرينية؟ وهل وجدوا في الكويت وغيرها أرضا خصبة لتحقيق الأحلام؟

عيبنا في دولنا الخليجية أننا نعاني من عدم وجود المخرج المفسر "باستثناء أحمد يعقوب المقلة".. الذي يعبر عن روح الفنان المشحون بالطاقات..نحن نريد أن يتطور الإخراج ويتحول من شكله الجامد إلى الصورة التفسيرية التعليمية التوجيهية.

ما هي المسلسلات البحرينية التي تابعتها مؤخرا وشعرت بأن هناك أملا بعودة الانتعاش للدراما المحلية؟

بعد أن جفت عروق المسلسلات البحرينية، استحمت في عين الحياة من جديد بضع ثوان ثم عادت إلى الجفاف. نعم..استبشرنا خيرا بقيام تلفزيون البحرين بإنتاج ثلاثة مسلسلات تراثية على غرار المسلسلات الخالدة المعروفة وهي "برايحنا" و"أهل الدار"، و"حزاوينا خليجية" قبل سنوات قليلة، ولكن لا فائدة.. توقف كل شيء وعدنا إلى قضية الاستمرارية، ورجعت المسلسلات البحرينية إلى ملاذها ورفيقها الحميم...الجفاف! وعدم اكتراث المسؤولين بها. يا عزيزتي..إن وحل المسلسلات البحرينية وحل عتيق من الصعوبة جدا الخروج منه!.

ما آخر مشاريعك في عالم الإخراج؟ ألم تظلم نفسك رغم ثقافتك المعمقة وموهبتك بالابتعاد عن هذا المجال؟

لديّ الآن مشروع فيلم قصير يتحدث عن العلاقات التاريخية الوطيدة بين البحرين والشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية، ولا زلت في طور اختيار الوجوه المناسبة...

وأبدا لم اظلم نفسي..فأنا مجرد هاوٍ رغم أن السينما تنام في عروقي.

أين تجد نفسك أكثر؟ بالكتابة، بقراءة الكتب الثقافية، بتدوين الكتب الوثائقية، بنقل الخبر، بالإخراج أو بالتمثيل؟

أحب أن أطير عبر فسحة أي جدار، لقد أنجزت ثلاثة كتب..الأول" الأمير خليفة بن سلمان..قصة قائد ووطن" صدر في العام 2015، والكتاب الثاني "خمسون عاماً على تأسيس قوة دفاع البحرين" وانتجته العام 2018 وقبل أيام فقط خرج إلى النور إصداري الثالث "الملك حمد بن عيسى آل خليفة..الكريم الشجاع، الحكيم المحب". إنه كفاح فردي يتناسب مع طموحي وخطواتي الواثقة...إنجاب مستمر..للقصة، للأفلام..ولكن أنشودة الميلاد بالنسبة لي هي الصحافة.

ابنتك الفنانة المعتزلة فجر موهبة فنية قيّمة لماذا لم تشجعها على الاستمرار؟

فجر اختارت طريقها بنفسها.. ما إن وصلت الى المرحلة الإعدادية حتى تحركت على نبض اختيار الدراسة ولله الحمد هي اليوم في كلية الهندسة بجامعة البحرين تدرس الهندسة المدنية..

هل تتوقع لابنك محمد مستقبلا مشرقا بالتمثيل؟

محمد وبشهادة الكثير من الفنانين والمخرجين..كان موهبة أسطورية مرعبة، كان يرسم فوق جسد التمثيل خطوطا من دم الإبداع الحقيقي..وبصراحة أنا خائف على تعثر موهبته بسبب انعدام الأعمال في البحرين، فهو ومنذ سنتين بلا عمل ولا مشاركة.

لماذا نجد أحيانا أن بعض الفنانات الخليجيات يبالغن بالماكياج والموضة على حساب الدور؟

"ابتلشنا" بوجود سلطة فنية عليا تفرض بعض الممثلات اللاتي ليس لهن علاقة بالتمثيل إطلاقا، مجرد استعراض، وجوه ملطخة بالماكياج وحركات "ميوعة"..ممثلات لا يملكن ابسط قواعد التمثيل.

من يعجبك من الفنانين البحرينيين ومن الفنانات؟

من يشعل الفرحة في مدامعي !

هل تتجرأ كصحافي أن تطلب في مقالتك من احد الفنانين او الفنانات بان يبقى في بيته أو يفتش على عمل آخر لأنه فاشل؟

ما أكثر الكومبارس الواصلين!

كناقد ما رأيك بالدراما العربية اليوم، يعني نجد كما هائلا من المسلسلات المصرية والسورية واللبنانية وهناك اليوم إنتاجات لمسلسلات عربية تضم جنسيات مختلفة كيف ترى لهذا الكم الدرامي المربك للمتابع؟

حافلة بالتكرار والتشابه والملل والغثاثة والبعد كليا عن العمل الأصيل والصادق والذي فيه قيمة فنية ويستحق أن ينال شرف العرض على الجمهور العربي العريض.

ما رأيك بظاهرة العري والمشاهد الخادشة في رمضان؟

فواجع ومآسٍ أضرت بسمعة مجتمعاتنا.

بطاقة هوية:

الصحافي أسامة الماجد حاصل على دبلوم الشامل في الصحافة والإعلام من جامعة لاهاي، التحق بالعمل الصحفي عام 1995 بجريدة "الأيام" ثم بجريدة "البلاد"، وهو كاتب عمود يومي سياسي اجتماعي بعنوان "سوالف" منذ العام 1999.

لديه عدة مؤلفات وهي كتاب الأمير خليفة بن سلمان.. قصة قائد ووطن، وكتاب 50 عاما على تأسيس قوة دفاع البحرين، وكتاب جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة..الكريم الشجاع..الحكيم المحب.

خاض مجال التأليف والإخراج من خلال عدة أفلام قصيرة أبرزها  "فيلم أمنية".

وهو كاتب قصة قصيرة، ونُشر له العديد من القصص في الصحف المحلية والدوريات.

كما أنه كاتب دراما إذاعية وحقق مسلسله الكوميدي الشعبي "يوميات أم سحنون" الجائزة الذهبية مرتين متتاليتين في مهرجان القاهرة ومهرجان الخليج، ويعد أول مسلسل في تاريخ الدراما الإذاعية في البحرين يحقق جائزتين ذهبيتين، كما ترجم أعمال الفيلسوف الهندي المعاصر أوشو ونشرها في الصحف البحرينية، كُرِّم ونال شهادات وجوائز تقديرية عديدة، من مثل جائزة سمو رئيس الوزراء وجائزة مهرجان الرواد والمبدعين العرب في مجال الصحافة الفنية والثقافية، وغيرها كثير.