العدد 3529
الأربعاء 13 يونيو 2018
banner
غياب الثقافة المرورية والإحساس بالمسؤولية
الأربعاء 13 يونيو 2018

طالعتنا جريدة أخبار الخليج بتاريخ 8 يونيو، بخبر يحمل عنوان “رغم تطبيق قانون المرور الجديد... ارتفاع نسبة المخالفات المرورية 38 %” وهنا لابد من التعليق على هذا الخبر الذي أتمنى أن لا يمر على المسؤولين بالدولة مرور الكرام. مشكلتنا في العالم العربي أننا قد لا نهتم كثيراً بالتمعّن أو تحليل الأخبار والتقارير الصحافية التي يتم نشرها يومياً في صحافتنا المحليّة، حيث تكشف الكثير من هذه الأخبار والتقارير أمورا قد تكون مخفيّة عن الجميع، بل قد تعطينا مؤشراً لوجود خلل ما بحاجة إلى إصلاح أو تطوير.

يقول الخبر إن عدد المخالفات المروريّة بلغت 842 ألفا و697 مخالفة، وهو الرقم الأعلى للمخالفات الذي يتم تسجيله طيلة 19 عاما وذلك وفقاً للأرقام الرسمية التي نشرتها إدارة المرور والترخيص، كما تشير تلك الأرقام إلى أن 47 % من تلك المخالفات تتصل مباشرة بالسرعة! بينما تتوّزع بقيّة الأرقام على المخالفات الأخرى، وكل ذلك يتم تسجيله على الرغم من إقرار قانون المرور الجديد منذ عام مضى تقريباً.

ونتساءل هنا عمّا إذا كنا جادين في معرفة أسباب تلك الأرقام المتزايدة؟ ومن وجهة نظري المتواضعة، وأنا لست خبيراً مرورياً، أننا إذا أخذنا بمنطق العقل، فإن الأسباب تكمن في الزيادة الكبيرة التي تشهدها شوارع المملكة في أعداد السيارات الجديدة والمستعملة وذلك بشكل ملحوظ وغير طبيعي، بالإضافة بالطبع إلى ارتفاع أعداد الحاصلين على رخص السياقة وبالذات بين فئة الوافدين، فأصبح من اليسير جداً اقتناء سيارة بفضل وجود الامتيازات الممنوحة من وكلاء السيارات والمعارض المنتشرة، وكذلك وجود أسواق واسعة للسيارات المستعملة وبأسعار في المتناول، كما أن غياب الوعي المطلوب أسهم في تأجيج الوضع إذ لم تعد مقولة “السياقة ذوق” مطبّقة في شوارعنا، خصوصا من قِبل الجيل الجديد الذي لم يعد يحترم قوانين المرور.

ولا ينبغي أن نُغفل هنا مسألة غياب الثقافة المرورية والإحساس بالمسؤولية، وكل ذلك يأتي في خضم عجز البنى التحتيّة التي لم تعد تستطيع تلبية واستيعاب الزيادات الهائلة في أعداد السيارات بالرغم من محاولات الحكومة الرشيدة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال تطوير العديد من الشوارع الرئيسية.

عدم وجود وسائل مواصلات حديثة في مدن المملكة وقُراها مشكلة كبيرة تستحق الاهتمام وتُمثّل تحدياً بالنسبّة للحكومة، إضافة إلى أن وجود عدد كبير من عربات النقل الثقيلة التي تعمل في قطاع الإنشاءات والبناء يشكل ضغطاً متزايداً على شوارع المملكة.

رجال المرور على الرغم من جهودهم المشكورة وتضحياتهم الكبيرة إلا أنهم يفتقدون في بعض الأحيان مهارة سرعة التجاوب والقدرة على اتخاذ القرار، فقد رأيت تجاوزات مرورية واضحة وخطيرة كادت تسبب حوادث مميتة، بينما كان رجل المرور واقفاً لا يحرك ساكناً!

لا أعلم ما الذي تقدمه وزارة التربية والتعليم في مناهجها حول نشر الوعي بالثقافة المرورية، وما الدور الذي يقوم به أولياء الأمور في توعية أبنائهم بهذا الشأن، ولكن كل أملي أن يلتزم الجميع بالعمل بكل إخلاص وتفانٍ لمصلحة هذه الأرض الطيبة ومن يعيش فوق ترابها، وما أتمناه هو رؤية تقرير العام القادم بدون مخالفات، خصوصا تلك المتعلقّة بالسرعة حيث إنها الأخطر على الإطلاق، حمانا الله وإياكم من شر هذه الحوادث وأخطارها. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .