العدد 3533
الأحد 17 يونيو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
من يلعب وراء الكواليس؟!
الأحد 17 يونيو 2018

لا تلعبوا بالنار، لا تقتربوا من رزق المواطن فقطع الأعناق ولا قطع الأرزاق، قالها الرئيس الراحل صدام حسين رحمه الله، وسواء اتفقنا معه أو اختلفنا فالرزق هو الخط الأحمر للمواطن في أي مكان، وتحت أي ظرف، وهو ليس لعبة المستشارين الفطاحل وراء الكواليس.

بينما نتطلع لطفرة مستقبلية مشرقة مع استقرار وأمن واكتشافات نفطية هائلة وتصريحات من بعض المسؤولين عن نهوض اقتصادي وتنموي لم تشهده البلاد من قبل! وفيما بدأ المواطن يفيق للتو من صدمة التغريدات والتصريحات المؤججة للفتن التي كادت تقسم مجتمعنا لولا التدخل الحازم والحاسم كعادته لسمو رئيس الوزراء حفظه الله، وبينما تنفس المواطن الصعداء إثر موجة الرسوم والزيادات والتهديدات التي تطلق حول الزيادات والضرائب، بعد كل ذلك فجأة وبصورة مستعجلة وكأن المشكلة حدثت للتو خلال ساعات حول قانون التقاعد الذي انتفض المجتمع كله وعكر مزاج الناس في الأيام الأخيرة من رمضان الذي وحده كلفهم الكثير مع العيد وبقية المتطلبات لمجتمع اعتاد لسنوات على بعض الاسترخاء في العيش، حتى انقلب هذا الاسترخاء فجأة إلى شعور بالخوف والترقب والقلق، وهنا أصل لأصل القضية التي هي بحاجة للفهم والاستيعاب.

هناك طرف مسؤول ما أو جهة استشارية ما، أو فريق ما وراء الكواليس، طوال الفترة التي انطلق منها المشروع الوطني وحتى اليوم لا يهمه إلا نسج وتأليف السيناريوهات الغريبة والمثيرة والشاغلة للناس والمجتمع، فكلما انتهى سيناريو أو بلغ نهايته يفقس سيناريو آخر ويبدأ خلط الأوراق وتعكير الساحة وإلهاء الجميع، فما كدنا نفلت من صعقة موجة التغريدات السامة التي سممت مجتمعنا ولولا حسم سمو رئيس الوزراء وقبرها لربما قادت إلى ما لا يحمد عقباه، وما كدنا نستفيق من ذلك حتى بدأت حرب النواب والشورى والجرائد والمؤيدين والمعارضين لقانون التقاعد وعاد الناس للانشغال والانغماس في الحالة حتى كادت تحدث شرخاً لولا تدخل سمو رئيس الوزراء واجتماعه برئيس الشورى وإطفاء لهيب الساحة بحسم القرار بيد سمو رئيس الوزراء فيما يتعلق بمكتسبات المواطنين، وهكذا بدأت تخبو تدريجياً هذه الفورة المجتمعية بفضل امتصاص بوعلي حفظه الله كالعادة الصدمة.

من يلعب هذه اللعبة الخطرة والحساسة في مشاغبة وإشغال الناس بسيناريوهات دقيقة وحساسة في هذا الوقت؟ بينما بالإمكان معالجة الموضوعات بهدوء وصراحة وتوعية دون حاجة لصدمات كهربائية ونفسية تؤجج المشاعر وتوقظ الفتن بل تحقن الساحة تدريجياً بالتأجيج والاحتقان الذي يتراكم ويصبح مع الوقت قنبلة موقوتة كما جرى في الأردن الشقيق والذي يعلمنا وينبهنا بحذر شديد بأن قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق وخصوصا في حالة أي شعب منهك تعب من التضحيات.

باختصار شديد من يقف وراء الكواليس منذ سنوات في نسج وإطلاق السيناريوهات المؤججة للمشاعر والشاغلة للناس ولماذا؟ هذا الفريق من المستشارين يلعب بالنار ومع الوقت ستحدث الصدمة، وسبق أن مررنا بنتائج وخيمة من وراء هذه السيناريوهات فإلى متى اللعب بالنار وخصوصا مع مواطن مثقل بالهموم؟

 

تنويرة:

لو اختلفت مع العالم كله واتفقت مع نفسك فأنت الرابح.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية