العدد 3539
السبت 23 يونيو 2018
banner
نظام مرفوض دوليا
السبت 23 يونيو 2018

يعتبر نظام الملالي الأول عالميا وبامتياز من حيث درجة مكروهيته العالية من جانب شعوب العالم كله، ناهيك عن أنه يحرز أيضا المرتبة الأولى عالميا من حيث كراهية شعبه له إلى حد البغض واللعن، هذا النظام المعروف بقمعه وبطشه بحق شعبه ومعاداته الإنسانية، خصوصا عندما يقوم بتصدير التطرف الديني والإرهاب إليها، فإنه يكاد يكون خارج الزمن والتاريخ، ذلك أن قوانينه لا تتلاءم أبدا مع روح العصر وأبسط مبادئ حقوق الإنسان، وهو بين كل فترة وأخرى يواجه موقفا دوليا رافضا له.

الاحتجاجات الشعبية الواسعة في إيران والتي هي امتداد لانتفاضة 28 كانون الأول 2017، وتأكيد على استمراريتها، يسعى النظام الدموي بمختلف الطرق إلى القضاء عليها وقمعها، لكن الملفت للنظر هو أن الشعب الإيراني يقف بصلابة بوجه هذه المساعي ويواجهها بقوة وهو ما جعل العالم كله ينظر بإجلال لهذه الاحتجاجات ونضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية، وعندما يعبر نواب في البرلمان البلجيكي عن دعمهم الاحتجاجات الشعبية في إيران، ويدعون الاتحاد الأوروبي للضغط على النظام الإيراني لوقف القمع وانتهاكات حقوق الإنسان والسماح للإيرانيين بحق التظاهر السلمي، فإن ذلك بمثابة رسالة واضحة لنظام الملالي بأن الشعب الإيراني ليس وحده في الساحة.

البيان الذي حمل تواقيع 140 نائبا يمثل إدانة واضحة لسياسة القمع التي ينتهجها النظام الإيراني ودعما صريحا للاحتجاجات الشعبية والإضرابات العمالية والحراك المستمر من أجل تغيير ديمقراطي في إيران، خصوصا عندما حث النواب في البيان المشترك على الاشتراط لاستمرار العلاقات السياسية والاقتصادية الأوروبية مع إيران بالتزام نظام طهران بوقف انتهاكات حقوق الإنسان والإعدامات واضطهاد المرأة والأقليات، ولا ريب من أن النظام يشعر بضيق وحرج بالغ عندما يصدر هكذا بيان ضده في مثل هذا الوقت الحساس حيث تحاصره المشاكل والأزمات من كل جانب، خصوصا عندما يعرف أن هذا البيان ثمرة الدبلوماسية النشيطة للسيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الإيرانية، والذي يرعب النظام كثيرا، هو أن المقاومة الإيرانية الحاضرة حاليا في داخل إيران بقوة تنشط دوليا بصورة استثنائية، بالإضافة إلى التجمع السنوي العام للمقاومة الإيرانية الذي سيقام في باريس في نهاية الشهر الجاري، والذي سيكون بمثابة تظاهرة إيرانية ـ دولية كبيرة بوجه النظام من المؤمل أن تدق آخر مسمار في نعشه. “الحوار”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية