العدد 3540
الأحد 24 يونيو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
عودة للأصل
الأحد 24 يونيو 2018

لست من المتشائمين الذين يرون طوال حياتهم الدنيا بلونٍ أسود، ولو تفاءلوا مرة بحياتهم رأوها بلونٍ رمادي، فهناك أشخاص “تتحاشى الاقتراب منهم” حتى لا تصيبك عدوى الاعتراض على كل شيء جميل وعفوي وبسيط، حتى إذا رأوا إنساناً فرحاً ولو بمنظر طبيعي جميل استنكروا عليه ذلك، وهم عادة ما يعادون كل شيء حولهم، حتى أنهم يعارضون لمجرد المعارضة، ورأينا ذلك جلياً في أولئك الذين انتموا للجمعيات المنحلة حين لم يروا من البحرين سوى أنها أرض الانقلابات حتى انتهينا منهم بلا رجعة، وأتمنى أن نتخلص من بقاياهم المختبئين في جيوب أخرى.

مناسبة هذا الكلام اليوم بدء حراك الانتخابات النيابية والبلدية القادمة، وهذا السيل من الأسماء والوجوه الجديدة والشابة التي لم يبلغ بعضها الثلاثين وأعلن الترشح، ولا اعتراض على ذلك، فمن حق كل من تتوفر فيه شروط الترشح أن يتقدم بأوراقه والباقي على صناديق الاقتراع والحظ! لكن هناك ما يشغل بالي بعد المقدمة السابقة وقبل أن ينشغل المرشحون بترويج أنفسهم للناخب، أود أن أذكر بأمر غاية في الأهمية وهو هل يذكرون البحرين منذ العام 2011 وما مرت به؟ وكيف خرجت من المحنة؟ ومن وقف في وجه الطوفان؟ وكيف؟

هذا التذكير مهم لمعرفة كيف تسير الأمور هنا في البحرين بالمواقف الصعبة والتحديات في من يفترض أن يتصدى للمسؤولية ويحمل راية الدفاع عن هذه الأرض وشعبها من النواب والشوريين والبلديين، هذه مهمة للأسف أصبحت بالسنوات الأخيرة مجرد نزوة، فكل من وجد نفسه تتوق للوجاهة وراتب النائب والجواز الخاص أعلن ترشيح نفسه، فإن ضربت معه فبها، وإلا لن يخسر سوى مبلغ ربما لن يدفعه هو نفسه، وبمجرد أن يحالفه الحظ ويحصل ذلك سرعان ما تنتهي المسؤولية عند هذا الحد ويبدأ معها الرقص والردح حتى أن أغلب الذين جاءوا وذهبوا لم يتوقفوا عند معرفة كيف خرجت البحرين من محنتها؟ ومن وقف وراء هذه المهمة الجليلة؟ حتى أن بعضهم لم يتورعوا مؤخراً عن الإساءة لرموز وطنية أعادت للبحرين كرامتها وعزتها بسلوك طفولي مراهق لا يركب مع مسؤولية النائب أو الشوري، وهنا تكمن المصيبة كل أربع سنوات حين تتسارع خطوات الانتخابات والتعيينات لطوابير الطامحين بالمراكز النيابية والشورية في سباق حميم بالترويج لأنفسهم لعل وعسى يحالفهم الحظ ويفوزون بالوجاهة والجواز الخاص، وحتى يرجون لأنفسهم تلميعاً لن يتركوا عيباً ولا نقداً إلا ويرمون به البحرين، حتى يقال عنهم بمستوى المسؤولية وهذه لا تكفي للأسف لتحمل المسؤولية، من يريد أن يتصدى للمسؤولية يعود للتسجيلات الوثائقية لمحنة 2011 ويقرأ التاريخ ويعرف من حمى البحرين قبل أن يسيء أدبه إذا ما حالفه الحظ وفاز، وتفهمون من أعني يا سادة يا كرام.

 

 

تنويرة:

أخبرني كم مرة كسبت المعركة مع أحمق؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية