العدد 3541
الإثنين 25 يونيو 2018
banner
لا ترشح نفسك للانتخابات البلدية
الإثنين 25 يونيو 2018

يمكنني القول بكل صراحة إن واقع العمل البلدي في السنوات الأربع الماضية انطوت عليه مقومات الفشل والتراجع، ولم يكن العضو البلدي يمتلك القوة فكريا وثقافيا، أي تلك التي تمكنه أن يكون على صعيد الممارسة لاعبا قويا في ميدان العمل الديمقراطي ومشاركا بشكل أعمق وأكثر تأثيرا في عملية صنع القرار من ناحية، والتعبير عن تطلعات المواطنين من ناحية أخرى، والسبب ذكرته في عمود سابق وأعيده اليوم خصوصا مع اقتراب دخولنا سباق الانتخابات النيابية والبلدية  وهو أن (العمل في هذا المضمار يتطلب خبرة كبيرة ودراية وتحديد مسار واضح وفق أسس سليمة، وليس “حيا الله تعال وترشح”... للعمل البلدي أصول ومفاتيح تؤدي إلى التأثير المباشر وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بوجود مرشح صاحب خبرة ودراية يعرف كيف يحقق مكاسب حقيقية للمواطن، ووجود عضو بلدي صاحب خبرة وبمستوى علمي رفيع عامل مهم لدفع الخدمات البلدية إلى الأفضل وسبب رئيس في إحداث التغييرات العميقة في هذا الحقل).إنها قاعدة النجاح الحقيقية في كل ما يتصل بجوانب العمل البلدي، ولكن مع الأسف نحن غير ملتزمين بالعلم والمعرفة في العمل البلدي، فأي شخص غارق في ظلام الجهل والصلاحيات التشريعية والرقابية والقاموس الضخم للمجالس البلدية، نراه يتقدم للترشح ويتصدر حملة مع أنه لا يعرف أبسط الأبجديات وكأنه في انتخابات اختيار قائد لفصل دراسي، وليس ممثلا للشعب وعليه تحقيق ما يتطلع إليه المواطن ودعم مسيرة التنمية الوطنية، وهذه الإشكالية سبب قصور العمل البلدي في كثير من المناطق، على اعتبار أن الخبرة والدراية والعلم والمعرفة مرتبطة ارتباطا وثيقا بنجاح العمل البلدي وأداء المهام بالشكل الصحيح ووفق رؤية علمية وإقرار الخطط والبرامج.

لذلك نقول بكل صراحة لمن هو عازم على الترشح، لا ترشح نفسك للانتخابات البلدية وأنت لا تملك الجوهر والأساس في العمل وتعمل نفسك “بهلوان”، من يملك الحس الوطني والذمة والإخلاص لهذه الأرض العزيزة لا يلبس ثوبا غير ثوبه ويقحم نفسه في مجال لا يعرف عنه أي شيء، وهو إن فعل ذلك فمن المؤكد أن نيته في الترشح ليست خدمة الناس، إنما.... الجواب معروف!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .