العدد 3541
الإثنين 25 يونيو 2018
banner
ما أصعب التعامل مع الهواة!
الإثنين 25 يونيو 2018

فعلاً، ما أصعب أن تتعامل مع رئيس أو مرؤوس هاوٍ، فهو يريد أن ينفعك فيضرك ويتسبب ربما عن حسن نية في بعثرة الموارد وضياع حقوق الآخرين.

أستميحك عذرًا، سيدي القارئ، إن أنا خرجت هذه المرة عن الدائرة التي رسمتها لمقالاتي، وهي الإدارة، ودنوت بعض الشيء نحو السياسة، هذا المستنقع الذي تتغير ألوان مياهه حسب أمزجة ومصالح وأهواء مرتاديه والخائضين فيه، وذلك من خلال الاستعانة بالاقتباس الوارد لاحقًا بعد قناعتي بأنه الاقتباس المناسب الذي يخدم لب موضوعي، وهو الاختلاف بين الإداري المحترف ونظيره الهاوي.

يقول د. غازي القضيبي وعلى لسان المستشار الألماني هلموت شميدث: “إن التعامل مع الهواة أمر مزعج ومتعب، كارتر ليس سياسيًّا محترفًا، ولكن مجرد هاو... إنه لا يعرف ما يريد ولا يعرف كيف يحقق ما يريد، إنه يحيّر أصدقاءه وأعداءه معًا... لقد كان التعامل سهلاً مع نيكسون لأنه كان سياسيًّا محترفًا لديه رؤية واضحة”.

تلك كانت مقارنة جميلة وواضحة ومن الواقع بين المحترف والهاوي. لنسقط ذلك الآن، سيدي القارئ، على المشتغلين في الإدارة. أنا أميل، كل الميل، إلى التعريف المبسط والدقيق في ذات الوقت التالي للمسؤول الإداري المحترف والهاوي، فالأول تسمح له قدراته أن يتحرك من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) في خط مستقيم، لأنه يعرف ما يريد وكيف ينفّذ ما يريد، أما الهاوي فإنه وبسبب قصور الكفاءة لديه أو ربما بسبب انتهاء صلاحية مؤهلاته أو تآكل خبراته فإنه يأخذ في الدوران حول المشروع أو القرار لفترات مضاعفة قد يصل بعدها إلى مشارف الإنجاز عندها تكون التكاليف قد تفاقمت وأصبح ذلك المشروع أو القرار خارج الجدوى.

والآن سيدي القارئ، كيف تتعرف على الإداري الهاوي؟ يمكنك ذلك من خلال ظهور هذه (الأعراض):

-    التردد في اتخاذ القرار.

-    عدم المقدرة على إدارة الموازنة المعتمدة لإدارته.

-    التخبط في ترتيب الأولويات.

-    حبس المشاريع والدراسات في الأدراج لعدم المقدرة على استيعابها.

-    عدم وضوح الرؤية.

-    تهميش الأكفاء بدون مبرر.

-    اللجوء إلى الصراخ والعصبية وتفادي الاجتماعات تخوفًا من كشف الأوراق.

بعد أن تعرفنا، سيدي القارئ، على الإداري الهاوي من خلال تلك الأعراض، لنقم معًا بوضع العلاج الذي يكمن في، أولاً: الاعتراف وبأعلى صوت ممكن أن فاقد الشيء لا يعطيه، وثانيًا: تطبيق المعيار الذهبي الأعظم وهو: “..... أن خير من استأجرت القوي الأمين”. ما رأيكم؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .