استبشرنا خيراً منذ انطلاق هيئة الحكومة الإلكترونية في أغسطس 2007، وهي الجهة التي تكفلت بمهام غاية في الأهمية تهدف ضمن سياستها الإنشائية إلى تحسين مستوى الخدمات المقدمة من قبل الحكومة وتسهيل الإجراءات وسلاسة تدفق المعلومات بين مؤسسات الدولة المختلفة.

ومن خلال تدشين الخدمة الإلكترونية وتطبيقات الأجهزة الذكية أسست الهيئة عصراً جديداً من الخدمات الحكومية المتقدمة، بالرغم من بعض الصعوبات التي واجهتها في مسألة تأمين هذه الخدمات والحاجة الورقية العالقة التي لم تتمكن من الخروج من سطوتها بعد، وفق اعتبارات الأمن المعلوماتي وضمان خلو الإجراءات الحكومية من خلال الخدمات الإلكترونية المقدمة من أي تزييف أو تلاعب أو تزوير، وتأكيد الالتزام القانوني التام من كل الأطراف ومصداقية المعلومات المتداولة، ولا ننكر أن الهيئة قطعت شوطاً كبيراً في ذلك. وقد أثنيت في مقال سابق على هذا الإنجاز الوطني المشرف، ولكن وبعد مرور ما يقارب 11 عاماً، مازالت الخدمات الإلكترونية من خلال الموقع bahrain.bh لا تخلو من المشاكل التقنية؛ فالموقع يبقى لمدد طويلة قد تتعدى اليوم الواحد عاطلاً عن العمل، كما أن هناك مشاكل تقنية عديدة تواجه مرتادي الموقع، وبالتالي عدم تسهيل إجراءات الخدمات الحكومية؛ وهي من المهام الأساسية المناطة بهيئة الحكومة الإلكترونية، ولابد من تدارك هذا الخلل؛ لأنه يؤثر على مستوى الخدمات المقدمة من قبلها، وبالتالي تنتفي المهمة الأساسية التي تهم المواطن بالدرجة الأولى وهي سرعة وسهولة إنجاز المعاملات الحكومية من خلال هيئة مناط بها تسهيل وتسريع هذه الإجراءات مع ضمان جودة الخدمات.

من الواجب أن نؤكد مرة أخرى أن الحكومة الإلكترونية اليوم، رغم بعض هذه العراقيل، تمكنت بالفعل من توفير منظومة خدماتية إلكترونية تخدم كل المواطنين والمقيمين والجهات الحكومية، إلا أننا نتطلع إلى تحسين الإدارة المعلوماتية وجودة الخدمات خصوصاً بعد مرور كل تلك الأعوام على تأسيسها.