العدد 3548
الإثنين 02 يوليو 2018
banner
“كتل جليدية وصخور” أمام مكاتب بعض المسؤولين
الإثنين 02 يوليو 2018

لماذا يصر بعض المسؤولين على وضع مجموعة من الكتل الجليدية الصلبة والصخور أمام مكاتبهم خشية دخول “المواطن المراجع”، بل يدرسون السكرتير نقوشا من المعلومات تحذره من السماح لأي أحد أن يقترب من مكتب “المدير” وبالتالي يسير السكرتير على جدول إحصائي دقيق يبين الصادر والوارد من البشر وحشد هائل من النظريات والمعلومات، وكأن المواطن المراجع أصبح علامة تجارية يجب فحصها قبل استخدامها، فإن كان مواطنا “عاديا” فلا يسمح له بالدخول على المسؤول والمدير، وستقذف في وجهه مئات الأعذار لعل أشهرها أن المدير مشغول في اجتماع، أو عنده مكالمة مهمة، وأما إن كان المراجع معروفا عند المسؤول ومن النوع الذي يعدل غترته في مرآة السيارة سيستقبل بالورد والرياحين والكلمات المتناسقة الرائعة، وسيكون السكرتير مجرد متفرج.

بكل آسف مازالت هذه النماذج من المسؤولين موجودة في مختلف جهات العمل سواء الحكومية أو الخاصة، وهم بهذه التصرفات غير المسؤولة يخالفون توجيهات القيادة حفظها الله ورعاها التي تؤكد باستمرار فتح أبواب المسؤولين أمام المواطنين وعدم إقفالها والاستماع إلى المواطن وتلمس احتياجاته وتوفير كل سبل الراحة له، وأنا أشبه تلك التصرفات بأنها عمل خطير على جميع المستويات ويخالف كل الأنظمة والقوانين وتترتب على ذلك إساءة واضحة وصريحة لشرف خدمة المواطنين وتحمل المسؤولية، فهما كانت معاملة المواطن وحجم طلبه، إلا أنه يحق له أمر مقابلة أي مسؤول يريده، لأن الاستماع للمواطنين من أهم واجبات المسؤولين بمختلف درجاتهم.

كما أن هناك حالات يقوم بها بعض المسؤولين تستحق أن تتناولها الوكالات العالمية، وهي عندما يعرف المسؤول أن المواطن الفلاني يريد مقابلته لأمر ما، ولكنه يحول الطلب إلى فيلم تسجيلي أو روائي طويل، ومن المفارقات أن هذا المسؤول عندما يلتقى في الشارع بالصدفة مع المواطن يخفي حرجه وراء ابتسامة حدباء ويقول له “ما نسيت موضوعك، بكره بيكلمك السكرتير”، ويأتي الغد ولكن ليس لتحقيق وعد المسؤول، إنما لاستكمال المادة الدرامية والفيلم الطويل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية