العدد 3548
الإثنين 02 يوليو 2018
banner
بلا حدود علي مجيد
علي مجيد
الأرجنتين ضحية “جبروت ميسي”
الإثنين 02 يوليو 2018

إذا حصرت حديثي على منتخب الأرجنتين صاحب التذكرة الأولى المغادرة من الدور الـ 16 لمونديال روسيا، دون التعرج للمأزق التي فلت منه - بمعجزة - في التصفيات المؤهلة للنهائيات، فإنني سألقي اللوم بأكمله على طرفين لا ثالث لهما، أولهما على من يُدعى بأنه مدرب لكتيبة “التانغو” سامباولي، والثاني هو النجم الخارق ومعجزة فريق برشلونة الإسباني ليونيل ميسي!

بكل تأكيد، هذا الكلام قد يكون محل توافق إذا ما تعلق بالمدرب سامباولي؛ لأن وضعه وحده على حبل المشنقة للإخفاق المونديالي أمر سهل، ولكن الحديث غير مرحب به تمامًا إذا صوبت سهام النقد للفتى المدلل المُسمى بـ “البرغوث”؛ لأن غالبية أنصاره ومجانينه يرونه منزهًا عن الخطأ!

3 مواجهات في الدور الأول لم يقدم أصحاب الأقصمة الزرقاء أي مستوى يُذكر بقدر الأسماء الرنانة الموجودة في روسيا وبقدر الإمكانات الفردية التي نعرفها وندركها كالتي تظهر عليه في فرقها الأوروبية والآسيوية، بدءا من نقطة آيسلندا وثلاثية كرواتيا، وصولاً لفوزها الباهت على نيجيريا التي كانت تستحق الانتصار، وأما رباعية فرنسا فهي “الشعرة التي قصمت ظهر البعير”، وكشفت المستور بـ “جبروت وتسلط ميسي وجُبن المدرب سامباولي” والضحية هي الأرجنتين!

المدرب الداهية لم تكن له أدنى شخصية يفرض من خلالها إيقاعه على لاعبيه (كافة)، وافتقد الجرأة والشجاعة والحزم وحسن التدبير، بدليل رضوخه وانصياعه للاعب اسمه ميسي، وأنتج ذلك عن خسارة فادحة لمنتخب بلاده في المقام الأول وله شخصيا ثانيا، وفتح له باب الخلاف والخصام مع نجوم عدة في المنتخب.

كيف ذلك يا ترى؟ هداف الدوري الإيطالي ايكاردي استبعد من قائمة سامباولي بأمر من ميسي، إذ نشرت أفضل وأقوى المصادر الإعلامية الأجنبية حقيقة ذلك، وثاني هداف أرجنتيني في الدوري نفسه ديبالا، ظل حبيس دكة الاحتياط في غالبية المباريات، والأمر نفسه لمهاجميّ اليوفي والسيتي الهدافين هيغوين واغويرو، وفشله في خلق تشكيلة ثابتة فضلاً عن اختياره أسماء “عاجزة”. وماذا أيضا؟

تصريح سامباولي بعد كارثة كرواتيا، بأن اللاعبين لا يساعدون ميسي، ويقول أيضا إن على اللاعبين الارتقاء بمستوى العبقري ميسي، وفي لقطة جدلية ساخرة أثناء مباراتهم مع نيجيريا حينما تم تحليل وتفسير حديث سامباولي مع ميسي بأن الأول يستأذن الثاني بإدخال اغويرو!

الخلاصة.. المنتخبات التي فازت بكأس العالم في الأعوام السابقة أمثال ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والبرازيل وفرنسا، حينها كانت تمتلك نجوما بارزة ولها ثقلها ومكانتها الفنية، إلا أنها امتزجت ولعبت ككتلة واحدة وبقيادة مدرب واحد ولعبت من دون تعالٍ من أجل بلادها ونجحت في مرادها، وهذا درس مهم ومفيد يجب أن يدركه الأرجنتينيون تمامًا؛ لأن ما حدث ما هو إلا “وصمة عار” بحقهم، وعليهم إذا ما أرادوا أن تشرق عليهم شمس البطولات أن يتخلصوا أولاً من جبروت ميسي!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .