العدد 3549
الثلاثاء 03 يوليو 2018
banner
ولاء... ولكن بمقابل
الثلاثاء 03 يوليو 2018

أتأفف كثيرًا حين أرى البعض، ممن يدعي محبة البلد وأهلها، وهو يزايد على مواقفه “الشو” في الداخل والخارج دفاعًا عن الثوابت، والمقدسات الوطنية، بواقع يدور بفلك محاولة الوثب الشخصي للأمام، جنيًا للمكاسب والغنائم، والتي توجز سنوات طويلة من الجهد والعمل والكفاح.

هؤلاء “الرويبضة” أو “المتسلقون” أو “المنافقون” أو سموهم كيفما شئتم، هم أساس البلاء ها هنا، ومن معطلات التنمية والتقدم، هم كالطفيليات التي لا تنمو، ولا تعتاش، ولا تتغذى، إلا بوجود جسد مضيف، تستنزف منه الدم، والطاقة، والغذاء، هذا الجسد هو الوطن، ولا غيره.

وكنت أتابع منذ فترة، هذه الحالات المرَضية، قبل أزمة 2011 وبعدها، وفي المحافل الدولية - تحديدًا - والتي يجتهد بها الشركاء الهاربون في تلويث سمعة البحرين الحقوقية، واللهث لطمرها بالوحل، بكل سعادة ورضا، يقابلهم شخوص وطنية مدافعة نعتز بها، ونفاخر.

هؤلاء الشخوص يناطحون بعملهم من آخرين نشاز، ديدنهم الترويج لعملهم هم، وليس البحرين، وكأن وجودهم هنالك هو فرصة غانمة، لكي “يصلوا” بالجهود المختلقة، وأي وصول؟

في المقابل أيضا، هنالك ممن يثبون “بدفاشة” معروفة، ومقيتة، على ظهور زملائهم، في البيئة الصحافية، والإعلامية، وفي الوزارات، والجهات الحكومية، بمهارات استثنائية، عنوانها “خدمة البحرين وأهلها ومحبة القيادة”، لكن الحقيقة تخالف ذلك تمامًا.

نحن الآن، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة ماسة للرجالات الذين يقدمون للبلد كل ما هو غال وثمين، من دون أن ينتظروا مقابلًا لذلك، ومن دون أن يسوّقوا للآخرين ما يقدمونه لوطنهم، وهو أمر يتطلب من الدولة أن تلتفت جيدًا لرجالاتها المخلصين من جانب، وأن تبسط يدها بالعطاء والرفاهية لأبنائها من جانب آخر؛ حتى لا يجدوا في أساليب التسلق سبيلا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية