العدد 3549
الثلاثاء 03 يوليو 2018
banner
التعصب الرياضي
الثلاثاء 03 يوليو 2018

يُعد التعصب الرياضي ظاهرة أخذت أبعاداً اجتماعية ونفسية غاية في الخطورة، إلى درجة أنها وصلت إلى حد ارتكاب الجرائم بالضرب والقتل والاستهزاء والسب وما إلى ذلك من أساليب التعبير السيئة في حالات الغضب والانفعال.

وتنامت هذه الظاهرة بشكل ملحوظ مع تنامي شعبية كرة القدم في العالم، وهو ما خلق ازدياداً ملحوظاً لحالات التعصب، ودخولها مرحلة الخطر، فعلى سبيل المثال، في الأيام الماضية نقلت وسائل إعلام دولية نبأ قتل شاب على يد اثنين بعد احتفاله بفوز منتخب البرازيل وهزيمة منتخب ألمانيا أمامه ضمن مباريات نهائيات كأس العالم لكرة القدم، وهذا التعصب الذي يقود إلى مرحلة من مراحل ارتكاب الجريمة ويأتي استناداً إلى سبب هو من أدنى الأسباب ألا وهو الاختلاف في الرأي، يعد خطراً كبيراً على الشباب.

هؤلاء الشباب، من العرب، ويبدو أنهم لا يمتون بصلة إلى المنتخبين المتنافسين، إلا بولائهم الرياضي، الذي لا يعد ارتباطاً حقيقياً أو مصيرياً، إنما مجرد إعجاب باللعب واللاعبين ومستوى أدائهم العام في مبارياتهم المتنوعة؛ بمعنى عدم وجود مكسب حقيقي أو خسارة حقيقية في حال الفوز أو الخسارة لأي من الفريقين، وهذا الشيء ببساطة ينبغي ألا يخرج الإنسان عن طبيعته إلى الغضب وارتكاب حماقات لا طائل منها ولا فائدة.

أعتقد أننا بحاجة إلى توعية الشباب حول مدى خطورة التعصب الرياضي والنتائج الوخيمة التي قد تجر الويلات على مجتمعاتنا وشبابنا، جميل أن نشجع ونتنافس، وأن نستمتع بأجواء رياضية مفعمة بالإثارة والتشويق من خلال مباريات كأس العالم، ولكن بحدود عاقلة وضبطٍ للنفس. كل التوفيق للمنتخبات الصامدة على هرم كأس العالم حتى الآن! جميع من وصل إلى هذا المحفل العالمي جدير بالتبريك والثناء، وحظاً أوفر لمنتخباتنا العربية في الكؤوس العالمية المقبلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية