العدد 3550
الأربعاء 04 يوليو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
إعلام الحوثي في “نيويورك تايمز”
الأربعاء 04 يوليو 2018

لعدة مرات وعلى فترات متفاوتة لم تتوقف صحيفة نيويورك تايمز عن وصف الحوثيين وعصابة إيران في اليمن بالثوار، في الوقت الذي تمتلئ فيه المناطق التي يحكمها الحوثيون بالشعارات المعادية للنهج الأميركي بل المناهضة لسياسات نيويورك تايمز نفسها، فشعارات الحوثي معروفة كالتالي “الموت لأمريكا” “الموت لإسرائيل” “الله أكبر اللعنة على اليهود”، كل هذه الشعارات لو تفوه بها أي عربي لقامت القيامة عليه، بل لوضعت خطة لإسقاطه، لكن حينما تأتي هذه الشعارات وغيرها من الشعارات المناهضة لأميركا وإسرائيل واليهود من الحوثي فالعين لا ترى والأذن لا تسمع، وبينما يعمل التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات على تخليص اليمن والعالم من شرور هذه العصابة نرى السياسات الغربية تعمل على الحد من ذلك، بل تطيل عمر الحرب بدعم الحوثيين سراً وكأن ثمة رؤية خفية وإرادة مصممة على استمرار النزيف في المنطقة.

من غرائب أميركا في المنطقة رغم التغير النسبي الذي حدث بعد انتهاء عهد الدمر أوباما، إلا أنه مازال هناك تخبط وخصوصا في الإعلام الأميركي وتحديداً الصحافة والشبكات الإخبارية، ولا أفهم دور السفارات في المنطقة التي تدرك أسرار الأوضاع ولديها من المعلومات ما يفوق ما لدينا نحن سكان المنطقة، ورغم ذلك نرى العجائب في هذه السياسات والتعامل مع الأوضاع، فالحوثيون حربة إيران في المنطقة وأجندتهم تتعارض مع العالم العصري والمنظومة الدولية، وفوق ذلك يدعمون مشروعاً ظلامياً مسانداً لإيران، فلماذا إذا هم في نظر نيويورك تايمز ثوار؟ وثورتهم ضد من؟ ضد الشعب اليمني وضد شعوب المنطقة ولصالح المعممين بإيران؟ هل هذه الرؤية الأميركية غابت عنها السفارات الأميركية في المنطقة؟ لماذا لم توصل السفارات الأميركية شعارات الحوثي المناهضة لأميركا وإسرائيل واليهود للإعلام الأميركي المتعاطف مع الحوثي في الوقت الذي نرى فيه هذا الإعلام يقيم الدنيا لو تلفظ أي إنسان في أقصى العالم بحرف أو كلمة ضد إسرائيل واليهود؟ ويقبلها من الحوثي؟ ألا يدل ذلك على التعاطي المزدوج الذي يكيل بمكيالين؟

سؤالي الأساسي الذي يحيرني منذ سنوات، إذا كان الإعلام الأميركي مغيبا، وإذا كانت الخارجية الأميركية لا تعلم ولا تملك معلومات وهذا محال، فما دور السفارات الأميركية في المنطقة التي توظف مستشارين محليين وحتى مخبرين لتزويدها بالمعلومات؟ لماذا لا تقوم هذه السفارات بتوصيل الحقائق للخارجية والإعلام؟ هل هي فالحة فقط بإرسال التقارير الزائفة التي تستقيها من الخلايا الإيرانية ومن المعادين للدول والشعوب العربية المستقرة؟

لا أعرف على من تقع المسؤولية أيضا؟ أين سفاراتنا الخليجية في الخارج؟ أين إعلامنا المجلجل في الداخل فقط؟ أين صحفنا وكتابنا عن هذه السياسات الخرقاء التي تعتبر الحوثيين ثوراً؟ أين إعلام التحالف العربي الذي أنجز الكثير وكاد ينهي المعركة مع الحوثي لولا الجرعات الغربية التي تمده بالحياة؟

تنويرة:

الصلاة بصوت عال ليست برهان الإيمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .