+A
A-

محادثات لافروف-الصفدي تكشف عن تقارب حول جنوب سوريا

عكست نتائج مباحثات وزيري خارجية روسيا والأردن تقارب مواقف البلدين إزاء تسوية الأزمة السورية ومن مشكلة جنوب سوريا. وزير الخارجية الروسي أعلن أن الجانبين بحثا سبل تسوية الأزمة السورية على أساس القرار الأممي رقم 2254 مع الالتزام بوحدة أراضي سوريا وسيادتها. وأكد الوزيران أنه لا بديل عن إيقاف القتال في الجنوب السوري وإطلاق الحوار بين ممثلي نظام الأسد والمعارضة وضمان أمن المدنيين وإيجاد حلول لمشكلة اللاجئين الذين وصلت أعدادهم إلى نحو مليون وثلاثمئة ألف لاجئ.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قيّم عاليا جهود الأردن في إطلاق حوار بين حكومة دمشق والمعارضة، وأعرب عن ارتياح بلاده للتعاون القائم بين موسكو وعمان في تنفيذ بنود اتفاق مناطق خفض التوتر، مؤكدا على أهمية التزام بقية الأطراف بهذا الاتفاق خاصة مكافحة مجموعات مقاتلي داعش والنصرة باعتبارهم جماعات إرهابية، وتسيطر تلك المجموعات على أربعين في المئة من جنوب سوريا، وتشن هجمات ضد قوات الحكومة السورية.

وكشف الوزير الروسي أن موسكو تتواصل مع ممثلي المعارضة المعتدلة وتسعى لاستقطابهم، وفي نفس الوقت الذي تنفذ فيه عمليات عسكرية للقضاء على الإرهابيين، وأضاف أن مشكلة اللاجئين وسبل إيصال مساعدات إنسانية لهم كانت أهم ملفات محادثاته مع نظيره الأردني أيمن الصفدي.

الوزيران اعتبرا أن التخلص من مقاتلي داعش والنصرة في جنوب سوريا سيوفر الظروف لعودة اللاجئين إلى منازلهم. وأكد الصفدي ضرورة إيقاف القتال وبذل الجهود لتجنب الكارثة الإنسانية، واعتبر أن إنقاذ سوريا يتطلب إطلاق تسوية سياسية ووقف القتال وتقديم المساعدات للاجئين.

وأضاف أنه رغم العبء الكبير الملقى على عاتق الأردن في ملف اللاجئين السوريين الذين وصلت أعدادهم إلى 1.3 مليون لاجئ، إلا أن السلطان الأردنية تواصل إرسال الشاحنات المحملة بالمساعدات للسوريين.

وزير الخارجية الروسي أعلن أن الاتفاق الخاص بجنوب سوريا سيتم بحثه في القمة الروسية الأميركية التي ستنعقد في هلسنكي والذي يتضمن سيطرة الجيش السوري على هذه المنطقة والحدود الإسرائيلية – السورية، والقضاء على داعش والنصرة مع انسحاب كافة القوات الأجنبية.

وأشار لافروف إلى إن انسحاب القوات الإيرانية من جنوب سوريا لا يعني إقصاءها عن المشاركة في الحوار مع بقية اللاعبين الإقليمين مثل السعودية والأردن حول سبل إحلال الاستقرار في المنطقة، وبحسب لافروف، فإن إيران من الأطراف الأساسية في الإقليم ولا يمكن تجاهل دورها ومشاركتها في إحلال الأمن في المنطقة، مشيراً إلى أنه قد توجد خلافات أو تباينات في المصالح بين دول المنطقة، لكن هذه الخلافات لن يتم إزالتها إلا عبر الحوار بين مختلف الأطراف.

وتجدر الإشارة إلى أن الوزيرين أعربا عن قلقهما إزاء تعثر مسار التسوية الشرق أوسطية، وأكدا على ضرورة استئناف الحوار المباشر بين الفلسطينيين وإسرائيل.

ويرى العديد من المراقبين أن محادثات لافروف- الصفدي جاءت في إطار ترتيب الأوراق الروسية لتقديم خطة محددة للقمة الروسية - الأميركية لإنهاء أزمة جنوب سوريا باعتبار أن واشنطن وموسكو وعمان الدول المسؤولة عن اتفاق خفض التوتر في هذه المنطقة.

ويؤكد هذا الفريق من المراقبين أن التفاهم بين موسكو وعمان حول ملف الجنوب قائم منذ شهور طويلة باعتبار أن روسيا تتعاطف مع مطالب الأردن التي تحملت أعباء أكثر من طاقتها. ومن جهة أخرى، فإن الأردن يدعم الخطة السياسية الروسية حتى يتم التعامل مع مشكلة اللاجئين وحلها.