العدد 3554
الأحد 08 يوليو 2018
banner
فوضى الألقاب
الأحد 08 يوليو 2018

هناك فوضى حقيقية يعايشها العالم إثر الفضاء المعلوماتي المتشعب الذي أعطى فرصة ثمينة للغث والسمين بالظهور، ووسط تلك الحالة نجد أنفسنا عاجزين عن توصيف بعض المصطلحات والوصول إلى تعريف واضح لكثير من القضايا ومنها بعض الألقاب المهنية التي تطلق على الساحة.

أعتقد أن كثيرين يشاطرونني نفس المشاعر والأحاسيس، خصوصا فيما يتعلق بالعمل الإعلامي، فقد ظهر على الساحة الكثير من الأشخاص ممن يطلقون على أنفسهم مسمى “الإعلامي”، وبالبحث والتقصي تجد هذا الإعلامي الجديد (على حد وصف الشخص وبعض الكيانات المتواجدة في الفضاء المعلوماتي الرحب) قد ظهر في دعاية ما أو اعتلت تلك “الإعلامية” منصة لعرض الأزياء أو شاركت أخرى في كورال في بعض الأغاني.

حقيقة لا أنتقص من تلك الأعمال فأنا من مشجعي العمل والحصول على الرزق الشريف تحت الضوابط الأخلاقية والمهنية، لكن أتساءل هنا عن فوضى الألقاب التي باتت تعطى للجميع دون ضوابط في ظل فضاء رحب.

في عام 2010 وأثناء تواجدي في تونس لحضور اجتماعات منظمة المرأة العربية، كنت قد طرحت هذا التساؤل ولم يخطر ببالي حينها أن أعايش فضاء لا نستطيع أن نميز من خلاله الإعلامي الحقيقي دون المهن الأخرى التي أؤكد هنا احترامي لها، وتفاجأت حينها على مدار ثلاثة أيام أننا لم نستطع أن نحدد من هو “الإعلامي”، كون هذه الكلمة تنطبق على جميع العاملين في قطاع الصحافة المكتوبة والإذاعة المسموعة والمرئية، واكتفى أغلب الحضور بالتأكيد على أن هذه الكلمة مفهومة ومصطلح معمول به يشمل جميع من ذكرتهم آنفا، لكنني لم أقتنع!

يبدو أن هذا المصطلح الواسع المتشعب أصابني بلوثة مع عدم إمكانية تقنينه أو فرضه على مستحقيه دونهم، إلا أن الأكيد أنه مصطلح له مكانته، وإلا ما كان هذا التهافت الواضح على ذكره كتعريف للبعض.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .