+A
A-

زلاتكو.. هارب من "الهبوط" في السعودية يحلم بكأس العالم

كان الشاب زلاتكو يستمع لمعلمه ميروسلاف بلازيفتيش عن قصصه كمدرب لمنتخب كرواتيا في مونديال فرنسا 1998، وكيف استطاع صنع الإنجاز للبلاد بأسرها، ولم يتخيل بأنه سيفعل مثلما فعل المعلم العجوز تماماً بعد 18 عاماً.

كان زلاتكو داليتش محبوب كرواتيا بأسرها اليوم، يلعب آخر سنواته كلاعب محترف مع فريق فارتيكس عام 1998، وبعد عامين اعتزل كرة القدم، وقضى نفس الفترة في إجازة بعيداً عن كرة القدم قبل أن يعود إلى النادي ذاته كمدير رياضي.

خلال تلك الفترة تعرف زلاتكو على بلازيفيتش عندما عمل معه كمساعد مدرب، بالتأكيد أن ذكرى الفوز التاريخي على الألمان وتفاصيلها دارت بين الاثنين، وكذلك الغفلة الدفاعية التي سجل منها الفرنسي ليليان تورام هدفيه في نصف النهائي ليحرم الكروات من المباراة النهائية، ومع ذلك كله شعور الفخر بأن منتخباً يشارك للمرة الأولى في المونديال يصل إلى المركز الثالث.

في عام 2005 خرج داليتش من عباءة بلازيفيتش وأصبح مدرباً لفريق فارتيكس، بلغ المباراة النهائية لكأس كرواتيا ذلك العام، وخسره بفارق هدف في مجموع المباراتين، وحقق المركز الثالث في الدوري، رحل بعدها إلى ألبانيا وعاد إلى كرواتيا قبل أن يتخذ قراره بالخروج من منطقة البلقان، وتحديداً إلى حرمة شمال العاصمة السعودية الرياض.

جاء زلاتكو إلى مدينة حرمة صيف العام 2010 وأمامه فريق صاعد إلى دوري يضم الهلال البطل واتحاد جدة وصيف دوري أبطال آسيا وكذلك الشباب والنصر والأهلي.

مع الفيصلي حقق زلاتكو مفاجأة كبيرة بتعادله مع النصر 1-1، وبعدها تغلب على أهلي جدة 3-2 وتعادل 3-3 مع الاتحاد، ليضمن بقاء فريقه في الدوري السعودي للمحترفين ذلك العام بعدما احتل المركز السابع وكان حينها أعلى مركز يحصل عليه الفريق في تاريخه، ونتيجة ذلك حصل على جائزة جريدة "الرياض" السعودية كأفضل مدرب في الدوري ذلك الموسم.

وفي موسمه الثاني، جاء الفيصلي في المركز الثامن قبل أن يقرر الرجل الكرواتي ذو الملامح الطفولية البحث عن تحدِ آخر، وسط اهتمام من أندية خليجية بخدماته.

فاجأ زلاتكو داليتش المتابعين باختياره تدريب فريق الهلال الأولمبي، وعن ذلك قال: يراني الناس تراجعت خطوة، وهذا صحيح فأنا فعلت ذلك لأتقدم 3 خطوات إلى الأمام، سأصل من خلال هذا المنصب إلى مدرب الفريق الأول في نادي الهلال.

وقررت إدارة الهلال في يناير 2013 إبعاد المدرب الفرنسي الشهير أنطوان كومبواريه من تدريب الفريق، واختارت زلاتكو مدرباً للفريق حتى نهاية الموسم، واستطاع الكرواتي الحصول على لقب كأس ولي العهد أمام الغريم التقليدي النصر، وأكمل الموسم مع الأزرق حتى نهايته.

وبقي زلاتكو دون عمل منذ صيف 2013 حتى مارس من العام اللاحق، عندما قبل بمهمة المشرف الفني لقطاع كرة القدم بنادي العين الإماراتي، ومن جديد حظي بفرصة تدريب فريق كبير آخر عندما رحل الإسباني كيكي فلوريس سانشيز بعد أيام، وتولى زلاتكو المسؤولية ليقود العين إلى عدد كبير من البطولات وبلغ معه نهائي دوري أبطال آسيا 2015 قبل أن يتخذ قرارا بالاستقالة مطلع العام الماضي.

وفي أواخر العام الماضي اتفق مع الاتحاد الكرواتي على قيادة الفريق في المباراة المصيرية أمام أوكرانيا، ونجح بضمان بطاقة الملحق، وتأهل إلى كأس العالم قبل أن يمدد عقده حتى 2020.

وحتى الآن استطاع زلاتكو تحقيق الفوز في كافة مباريات كرواتيا، كما أنه الرجل الذي أسقط ميسي والأرجنتين بثلاثية تاريخية، واليوم لم يعد بحاجة إلى استرجاع قصص معلمه بلازيفيتش لأنه صنع قصته الخاصة.