عاقبت المحكمة الكبرى الجنائية الأولى متهما آسيويا "37 عاما" بالسجن لمدة 5 سنين وبتغريمه مبلغ 3000 دينار؛ لإدانته ببيع المؤثر العقلي "الشبو" لصالح مصدر سري، وأمرت بإبعاده نهائيا عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة المقضي بها وبمصادرة المضبوطات.

كما قضت المحكمة بحبس 3 متهمين آخرين بحريني "33 عاما" وآسيوية "29 عاما" وآسيوي "36 عاما" لمدة 6 أشهر وبتغريم كل منهم مبلغ 100 دينار، عما ثبت إليها من تعاطيهم لذات المؤثر العقلي، فيما برأت البحريني والآسيوية من تهمة البيع المسندة إليهما مع المتهم الأول.

وقالت المحكمة في حيثيات حكمها ببراءة المتهمين الثاني والثالثة أنها لما محصت الدعوى عن بصر وبصيرة وأحاطت بظروفها وملابساتها، فإنها رأت أن الاتهام المسند للمتهمين الثاني والثالثة قد خلت أوراق دعواه من ثمة دليل يقيني تطمئن إليه المحكمة من أن المتهمين قد اقترفا التهمة المسندة إليهما، وأن الاتهام قائم على أقوال المتهم الأول والتي جاءت مرسلة لا يعضدها دليل يقيني تطمئن إليه المحكمة بأن المتهمين قد ارتكبا الواقعة محل الدعوى.

وأضافت أنه لاسيما وأن الشاهد الأول قرر بتحقيقات النيابة العامة أن تحرياته لم تتوصل إلى أن المتهمة الثالثة تقوم بالاتجار بالمواد المخدرة وإنما فقط تتعاطاها.

وتابعت، وعليه ولذلك كله، فإنه ساور وجدان المحكمة الشك والريبة في ثبوت الجريمة بحقهما، الأمر الذي يتعين معه والحال كذلك القضاء ببراءتهما مما أسند إليهما من اتهام بالبند أولا؛ عملا بنص المادة (255) من قانون الإجراءات الجنائية.

وذكرت المحكمة أن الواقعة تتحصل في ورود معلومات إلى عريف في إدارة مكافحة المخدرات، مفادها أن شخصا آسيوي الجنسية يحوز ويحرز المواد المخدرة بقصد البيع والتعاطي والترويج للمؤثر العقلي "الشبو"، إلا أن التحريات لم تسفر عن الاسم الكامل للمتهم، مما استدعى الترتيب إلى كمين لضبطه متلبسا بجرمه.

واستعان العريف في تنفيذ الكمين بأحد مصادره السرية، والذي اتصل بالمتهم هاتفيا تحت مسمعه وإشرافه، وطلب من المتهم أن يشتري منه كمية من مادة الميتامفيتامين "الشبو" بقيمة 25 دينارا، فوافق المتهم الأول -المتحرى عنه- على طلب المصدر السري.

وفي الزمان والمكان المتفق عليهما بمنطقة المنامة بالقرب من أحد الفنادق حضر المصدر السري رفقة بفريق الضبط، وتم تسليمه المبلغ الخاص بالكمين بعد تصويره، وعقب التأكد من عدم حمله لأي شيء مخالف للقانون عاود المصدر الاتصال بالمتهم الأول تحت مسمع وإشراف من العريف سالف الذكر، وأبلغ المتهم أنه متواجد في المكان المتفق عليه.

وبعد إطلاق المصدر السري راجلا تحت بصر الشرطي، حضر المتهم الأول والتقى بالمصدر، وشوهد وهو يسلم المبلغ للمتهم الأول ويستلم منه شيئا ما، ثم رجع إلى العريف وسلمه ما استلمه من المتهم الأول، والذي تبين أنه كيس صغير يحتوي على مادة كريستالية -ثبت معمليا أنها للمؤثر العقلي الميتامفيتامين- فتم القبض على المتهم الأول.

وأثناء تفتيش المتهم المقبوض عليه بمعرفة الشرطي سالف البيان، تمكن الأخير من العثور على المبلغ المصور سلفا للكمين، وكيس صغير من ذات المادة المؤثرة عقليا.

وبسؤال المتهم الأول عن مصدر تلك المواد المخدرة، قرر أنه يتحصل عليها من المتهم الثاني -بحريني الجنسية- فتم إجراء التحريات اللازمة وتم استصدار إذن من النيابة العامة للقبض على الأخير وتفتيش شخصه ومسكنه لذلك الغرض.

وفي يوم 5 ديسمبر 2017 توجه عدد من أفراد الشرطة إلى مسكن المتهم البحريني، وتم طرق الباب ففتح المتهم نفسه الباب لهم، وبعد إعلامه بهويتهم ومأموريتهم استجاب لهم، وخلال تفتيشهم لمسكنه تم العثور على حقيبة يد في غرفة النوم كانت تحتوي على ميزان حساس وأنبوب زجاجي "مشرب" وعدد 9 أكياس بداخلها مادة كريستالية -ثبت معمليا أنها مادة الميتامفيتامين- وكان برفقته المتهمين الثالثة والرابع، واللذان أقرا بتعاطيهما لمادة "الشبو".

وعليه وإزاء تلك الدلائل الكافية تم القبض عليهم جميعا وتم أخذ عينات من إدرار المتهمين المقبوض عليهم، والتي ثبت احتوائها على المؤثر العقلي الميتامفيتامين لهم جميعا.

هذا وثبت للمحكمة أن المتهمين جميعا في غضون العام 2017، أولا: المتهمين من الأول وحتى الثالثة: باعوا بقصد الاتجار المؤثر العقلي الميتامفيتامين "الشبو" في غير الأحوال المصرح بها قانونا، ثانيا: المتهمين جميعا: حازوا وأحرزوا بقصد التعاطي المؤثر العقلي الميتامفيتامين "الشبو" في غير الأحوال المرخص بها قانونا.