العدد 3556
الثلاثاء 10 يوليو 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الثقافة المرورية والصحية
الثلاثاء 10 يوليو 2018

هناك شريحة من البشر تعتبر من أكثر شرائح الأرض كرها للسلامة والثقافة المرورية، فهي تحتقر كل مبادئ السلامة والأمن والثقافة والذوق المروري في دول الخليج، شريحة لا تعترف بثقافة الفرامل وتخفيف السرعة والالتزام بقواعد وأنظمة المرور، الفرد فيها يعتقد أنه كلما زاد سرعة سيارته فإنه امتلك الدنيا بما فيها، شريحة تعتقد أن الشارع لم يوضع إلا لها فقط، وعلى الآخرين إفساح المجال لها رغما عن أنفهم، فهي لا تؤمن بثقافة حزام الأمان، بل تنظر إليه على أنه حبل مشنقة لإزهاق الأرواح، شريحة عند قيادتها السيارة لا تحترم ولا يرق قلبها ولا تراعي رجلا عجوزا يقود السيارة وهو مصاب بالسكري أو الضغط، ولا امرأة كبيرة بالسن، ولا تهتم أصلا بإعطاء إشارة الدوران لليمين ولا اليسار، ولا ترى شيئا اسمه إشارة مرور لونها أحمر، فكل ما تراه في هذه الإشارة هو اللون الأخضر.

أما على المستوى الصحي، فهناك مع الأسف شرائح من شعب الخليج تعتبر من أفقر شرائح شعوب الأرض بالثقافة الصحية، ولا تعترف بمبادئ وقواعد الصحة، بل تتحدى كل ما هو صحي للجسد والنفس البشرية، فنرى نسبة السكري وضغط الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول بالدم وأمراض الكلى والكبد وفقر الدم وتصلب الشرايين والسمنة، وكل ما لذ وطاب من تلك الأمراض القاتلة والمزمنة، بالرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها وزارات الصحة ومراكزها ومستشفياتها، في سبيل تثقيف المواطن وحمايته من تلك الآفات الصحية.

إن نقص الثقافتين المرورية والصحية وتحديهما كارثة وطنية خليجية، يجب التفكير فيها بعمق، ووضع الحلول بل العقاب لكل من يرخص حياة الآخرين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية