يأمل ابن البلد اليوم، أكثر من أي وقت مضى، لسماع أخبار الفرح، والبشارة الغائبة، والتي يستحقها عن جدارة، لكنه لا يطالها، ولا يستنشق رائحتها، ولا يستشعر وجودها، بحياته الغارقة بالإرهاق، والنفاق، والحاجة، والعوز، والقهر.

وكل ما يجري الآن، من اجتماعات، وقرارات، ونقاشات، وتصريحات، هي –بواقع الأمر- محاولات تصحيحية للأخطاء الغابرة، والمتراكمة، والتي لا تزال الظروف الغامضة تحمي متسبيها، ومفتعليها، وما أكثرهم.

ومتى ما ظلت “الطبطبة” على الأكتاف على حالها، ظل الحال كما هو عليه، أسودَ، لزجاً، عفنا،  يطال بقسوته، وظلمه، الجميع، بلا استثناء، ومتى ما أشيحت الوجوه، وتصدت، عمن يمد يده لأخذ ما لغيره، عمقت الخسارة، والكلفة، وتراكمت فواتير الوطن، الباهظة الكلفة، والتكلفة .

إن المواطن البحريني الطيب، والمحب، والموالي، لبلده، ولحكامه، ولترابه الوطني، بات متعطشا – أكثر من أي وقت مضى- للمحاسبات القاسية، لإحلال الكفاءات، لإزاحة الديناصورات من مقاعدهم، المغبرة، والمتربة.

بات ينتظر – بشغف - الحماية لحقوقه ومكتسباته المبتورة، والتي ستسعفه على التبضع بهدوء، والتنزه بهدوء، وتوفير أساسيات رغد الحياة لأفراد الأسرة، بهدوء أيضا، يأمل بواقع بعيد المنال اليوم، وهو أمر مؤسف، وموجع، ومؤلم.