+A
A-

وزير الصناعة: الوزارة شريك أساسي في إعادة إحياء صناعة اللؤلؤ في المملكة

أكد سعادة السيد زايد بن راشد الزياني وزير الصناعة والتجارة والسياحة أن الوزارة شريك أساسي في الإجراءات والمبادرات الرامية إلى إعادة إحياء صناعة اللؤلؤ في مملكة البحرين. 

وأشار إلى أنه تم تنظيم 71 رحلة منذ بداية المشروع في تاريخ 11 نوفمبر 2017 وحتى اليوم، في حين بلغ مجموع الغواصين الذين قاموا برحلات غوص حتى الآن عن طريق القسم المختص بهيئة البحرين للسياحة والمعارض حوالي 400 غواص. 

وقال الوزير في حديث خاص لوكالة انباء البحرين ( بنا ) إن مملكة البحرين تمتلك معهدا يعتبر من أكثر المعاهد المتخصصة مجهزا بأحدث التجهيزات الحديثة للفحص الدقيق للؤلؤ والأحجار الكريمة. 

وفي ما يلي نص اللقاء: 

في البداية سعادة الوزير، حدثنا عن فكرة ورؤية مشروع إعادة إحياء صناعة اللؤلؤ في البحرين؟ إلى ما يهدف هذا المشروع من خلال هذه الرؤية؟

وزارة الصناعة والتجارة وهيئة البحرين للسياحة شريكان أساسيان في الإجراءات والمبادرات الرامية إلى إعادة إحياء صناعة اللؤلؤ في مملكة البحرين حيث جاءت فكرة ورؤية إحياء مشروع إعادة صناعة اللؤلؤ في البحرين ضمن مشاريع ومبادرات اللجنة التنسيقية برئاسة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ، بهدف حماية البيئة البحرية ووضع آلية لتنظيم صيد اللؤلؤ وإحياء هذه المهنة بروح جديدة للتواصل معها كونها مرتبطة بالإرث التاريخي للآباء والأجداد في هذا النوع من الأنشطة الاقتصادية التي عُرفت بها مملكة البحرين في تاريخها القديم والحديث. كما يأتي هذا المشروع تعزيزا لمكانة البحرين كمركز عالمي للؤلؤ الطبيعي، ومن أجل إنعاش النشاط والجذب السياحي انطلاقا من طبيعة المملكة البحرية. إن رؤية مشروع إحياء صناعة اللؤلؤ في البحرين تكمن في إحياء وتعزيز مكانة البحرين كمركز عالمي للؤلؤ الطبيعي من خلال محورين أساسين، الأول تنظيم استخراج اللؤلؤ من خلال تنظيم وتشجيع الغوص بما يضمن استدامة البيئة المناسبة لتكوين اللؤلؤ الطبيعي وحماية الهيرات لتهيئة بيئة مناسبة لتكاثر المحار. 

أما الثاني فهو، كما أسلفت سابقاً لتنظيم تجارة وسياحة اللؤلؤ من خلال الترويج السياحي لعملية استخراجه كجزء من التراث البحريني العريق وتعزيز مكانة البحرين كمركز عالمي لتجارة اللؤلؤ الطبيعي.

هل لك أن تحدثنا سعادة الوزير بشيء من التفصيل عن المبادرات المندرجة تحت مظلة المشروع لتحقيق هذه الأهداف المنشودة؟ 

كما ذكرت آنفا، فإن الهدف الرئيس للمشروع هو إعادة إحياء صناعة اللؤلؤ في مملكة البحرين، وعليه فقد تم وضع سلسلة من الإجراءات والمبادرات لتنظيم وتقنين الغوص لصيد واستخراج اللؤلؤ، وصدرت عدة قرارات من المجلس الأعلى للبيئة باعتبار الهيرات منطقة محمية بشكل يضمن تكاثر المحار، كما صدر قرار من وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني لتنظيم صيد واستخراج اللؤلؤ، واستقطاب المواطنين والمقيمين والسياح لصيد واستخراج اللؤلؤ والتعريف به كجزء من التراث البحريني، والتشجيع على استمرارية المهنة والحفاظ عليها بما يؤمن استدامة البيئة المناسبة لتكوين اللؤلؤ الطبيعي، كما تم وضع الاشتراطات التنظيمية المتعلقة برخص الغوص لضبط عملية صيد اللؤلؤ وضبط المخالفين، وكذلك تفعيل الرقابة البحرية وتنظيم عملية صيد واستخراج اللؤلؤ، ومنع أية تجاوزات ومخالفات قد تحدث ومنها الصيد دون رخصة.

إن وزارة الصناعة والتجارة والسياحة قد عملت ضمن هذا الإطار على تنظيم رحلات الغوص لصيد واستخراج اللؤلؤ بحيث يكون ذلك عن طريق مراكز الغوص المرخصة لدى الجهات المعنية، مع العلم بأن فرضة رأس رية للصيادين في منطقة المحرق هي المنطقة المحددة لدخول وخروج الرحلات السياحية لصيد واستخراج اللؤلؤ، كما يمكن عن طريق المكتب السياحي الواقع في مرفأ رأس رية شراء التذاكر لرحلات الغوص قبل بدء الرحلة. وكان لي شخصيا في العام الماضي متعة الانضمام والاستمتاع بأول رحلة دشنت هذا البرنامج.

أما إجراءات الحصول على السجل التجاري لتنظيم رحلات الغوص، والتي تشمل الغوص لصيد واستخراج اللؤلؤ والمحار فهذه تتم عن طريق وزارة الصناعة والتجارة والسياحة بعد استكمال كافة اشتراطات الجهات المعنية. 

يعتبر اللؤلؤ البحريني أحد أوجه الهوية البحرينية، كما تعتبر تجارة اللؤلؤ وصيده من أقدم المهن التي عرفتها البحرين، كيف يضمن المشروع استمرار هذه المهنة والتجارة وأن يسهم في تحسين معيشة المواطنين؟ 

بلا شك أن إعادة صنعة الآباء والأجداد المتمثلة في صيد واستخراج اللؤلؤ الطبيعي، تفتح الأبواب للكثير من الشباب البحريني لامتهان هذا النشاط عبر العديد من الأنشطة الفرعية التي لها صلة مباشرة بهذا المشروع أو غيره مباشرة عبر تقديم الخدمات المصاحبة، وهذا الأمر يحقق جزءاً من الأهداف التي نتطلع إليها وهي خلق وابتكار فرص عمل متعددة للشباب البحريني خصوصاً لمن يهوون منهم هذه الحرفة ويتطلعون للإبداع فيها في كافة المجالات. فالباب مفتوح للجميع والحكومة تشجع وتقدم كافة التسهيلات لهذا النشاط الحيوي والذي نتوقع له النجاح بكل المقاييس.

الغوص في مياه البحرين تجربة رائعة لمحبي الغوص ويعتبر وسيلة مثالية لعرض واستكشاف الكائنات البحرية تحت الماء، كيف يمكن للمشروع ان ينظم ويشجع الغوص بما يضمن استدامة البيئة المناسبة لتكوين اللؤلؤ الطبيعي؟

من المعروف بأن المحار يتكاثر بشكل عام وبصورة طبيعية في مختلف مناطق البحرين، ولكن تظل استدامة البيئة المناسبة لتكوين اللؤلؤ الطبيعي والحفاظ عليها، هدفا رئيسيا من المشروع، وعليه فقد تم اعتماد بأن تكون الرحلات السياحية لصيد واستخراج اللؤلؤ وفق إجراءات تنظيمية ترتكز على حماية البيئة البحرية وضمان استدامتها، ممثلة في المسح البحري الذي أجراه المجلس الأعلى للبيئة لمنطقة الهيرات، والبيئة تواصل العمل على هذا المسح بصورة مستمرة للتأكد من استدامة طرق الصيد الحالية لصيد المحار، كما أنه من ضمن تلك الإجراءات أيضا فإنه يسمح للمشاركين في الرحلات سواء من المواطنين أو المقيمين الهواة والسياح بصيد 60 محارة في كل رحلة، وقد طالعتنا الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا بعثور أحد المواطنين على دانة قيّمة بمبلغ 7500 دينار وبالفعل هذه الحادثة باكورة خير لاستخراج المزيد من الثروات الكامنة في هيرات وبحار البحرين.

كم عدد رحلات الغوص التي تم تنظيمها منذ تاريخ البدء في المشروع؟  

تم تنظيم71 رحلة منذ بداية المشروع في تاريخ 11 نوفمبر 2017 وحتى اليوم، في حين بلغ مجموع الغواصين الذين قاموا برحلات غوص حتى الآن عن طريق القسم المختص بهيئة البحرين للسياحة والمعارض حوالي 400 غواص، وهم جميعاً هواة منهم مواطنون ومقيمون وجزء كبير منهم أيضاً سياح الذين تحرص الهيئة على استقطابهم عبر فعالياتها التسويقية ومكاتبها التمثيلية في الخارج، كما أن الهيئة تعتمد حالياً خطة تسويقية وترويجية متكاملة تشمل عددا من الفعاليات التعريفية بهذا النوع من الأنشطة السياحية، إضافة إلى انتاج عددٍ من الأفلام والفيديوهات الترويجية التي ننوي نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي للمزيد من الإعلام بهذا القطاع، إلى جانب الجولات والزيارات التي بدأنا بتنظيمها للإعلاميين من جميع أنحاء العالم، وفعلاً تلمسنا الانطباعات الإيجابية لكل من سبق مشاركتهم في مثل هذه الجولات في تلك الفترة والتي كانت ايجابية كذلك.

وحسب المعلومات المنشورة فإن إدارة الثروة السمكية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني قد أصدرت أكثر من 1,760 رخصة لصيد واستخراج اللؤلؤ للأفراد حتى نهاية يونيو2018، وهذا العدد متوقع ان يرتفع مع زيادة الترويج لهذا النشاط. 

ماهي الخطوات التي يمكن من خلالها تطوير مختبر اللؤلؤ والأحجار الكريمة لجعله مركزا عالميا للفحص والتقييم؟ 

قامت وزارة الصناعة والتجارة والسياحة وفي منتصف العام الماضي 2017، وبناء على توجيهات من مجلس الوزراء الموقر بالترخيص لمعهد البحرين للؤلؤ والأحجار الكريمة (دانات)، وبذلك انتقلت مهام الفحص من الوزارة إلى المعهد بالكامل، وأصبح دور الوزارة هو الرقابة على السوق المحلي وعلى مخرجات وأداء هذا المعهد.  و"دانات" هو مشروع وطني رائد وبامتياز ومملوك وممول بالكامل من قبل شركة ممتلكات البحرين القابضة، وهو يهدف للارتقاء بمستوى خدمة فحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة والخروج بها من الإطار المحلي والإقليمي المحدود إلى العالمية من خلال استقطاب أعرق الكفاءات العالمية من ذوي الخبرة وتطعيمها بالكفاءات المحلية لخلق جيل جديد من الفاحصين الوطنيين، إضافة لتجهيزه بأحدث الأجهزة والتقنيات لمواكبة ما يستجد في هذا المجال مع طرح مجموعة متنوعة من برامج التدريب وانشاء وحدة متخصصة للبحث العلمي والاستكشاف لعمل قاعدة بيانات خاصة بهذا المختبر على غرار أعرق المختبرات العالمية، هذا علاوة على تقديم خدمات الفحص للعملاء حول العالم وبترتيبات خاصة مع شؤون الجمارك لاستقبال طلبات الفحص بنظام النافذة الجمركية التي تأتي من آسيا وأوروبا وأمريكا والخروج باسم مملكة البحرين للعالمية كمركز عالمي متقدم لفحص اللؤلؤ والأحجار الكريمة مما يعد امتدادا لسمعة مملكة البحرين العريقة كموطن أصيل للؤلؤ الطبيعي.