العدد 3557
الأربعاء 11 يوليو 2018
banner
نقطة أول السطر أحمد جمعة
أحمد جمعة
قنابل موقوتة... حذار أن تنفجر
الأربعاء 11 يوليو 2018

قنابل موقوتة خطرة، للأسف الشديد تُزْرع هذه الأيام بوسائل التواصل الاجتماعي وبعض الصحف، ولا يدرك مروجوها خطورة تلك القنابل لو انفجرت بهذا الوقت الدقيق الحساس، فالبلد بصغر حجمها الجغرافي ومحدودية إمكانياتها المادية وحساسية موقفها الاستراتيجي بالمنطقة وما تمثله من دور في مواجهة التحديات الإقليمية بوجه القوى الكبرى والتهديدات الخارجية، لا تحتمل أن تواجه بالإضافة إلى ذلك تصرفات وسلوكيات خرقاء من بعض مواطنيها وبعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المحلية التي تزيد الطين بلة فوق ما تعانيه البلاد من الخارج، فمؤخراً برزت أصوات إعلامية وصحافية تكيل اتهامات خطيرة وحساسة وذات تأثير سلبي على وضع البحرين الدقيق في المنطقة دون سند أو دليل وبلا تحديد للمسؤولية عن هذه الاتهامات التي تزيد من مستوى الشكوك والارتباك والتشويش على وضع البحرين، وهذه ليست المرة الأولى التي تصدر فيها مثل هذه الأخبار من نفس المصدر، فقد سبق أن انطلقت حملة الفتنة التي تلقفتها وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يطفئ نارها سوى تدخل سمو رئيس الوزراء حفظه الله الذي لولاه لذهبت الأمور لمجرى خطير، والسؤال لمصلحة من؟ ولماذا في هذا الوقت تُطلق تلك التصريحات التي لا اعتراض عليها لو كانت مسندة ومدعمة بالدلائل والإثباتات؟

من جهة أخرى شاعت مؤخراً كذلك أصوات بوسائل التواصل الاجتماعي، أغلبها نسائي ودون مسؤولية ولا وعي ولا حتى أدنى فهم، وهذا محرج ومستغرب تتهم المواطنين بشتى التهم والنعوت حين يدافعون عن لقمة عيشهم وسمعة بلدهم، بل ذهبت تلك الأصوات لاعتبار المواطن أخطأ حين طالب بحقه وحفظ لقمة عيشه وتدعوه لأن يخرس ولا ينطق ولا يعترض حين تمس لقمة أولاده، وهذا أمر غريب لأننا لم نعهد ذلك من قبل، فسمو رئيس وزرائنا الموقر بذاته يدعو دائما لسماع صوت المواطن ويوجه للتعبير إذا كان بالوسائل السليمة الهادئة وفي حدود اللياقة، فلماذا يستنكر البعض على المواطن المطالبة بحقه إذا ما تهدد؟

بالمقابل هناك أصوات مشبوهة تحاول بالتعبير الشعبي أن تعمل من الحبة قبة، أي ما إن يُطرح موضوع للنقاش أو فكرة أو مشروع حتى تبرز تلك الأصوات وتلتقط تلك الفكرة وتشوه سمعة البحرين، وكأنها تنتقم من الاستقرار الذي تعيشه البلاد بعد سنوات من الفوضى، هذه الأصوات معروفة ومكشوفة وخبرناها وهي مدعومة من إيران والخارج ولا نخشى منها لأنها عديمة الفعالية، لكن ما نخشاه حين تتفاعل معها فئة من الداخل بنية أو بدونها وتلتقط تلك الرسائل المدمرة والمشوهة وتقوم بتعميمها حتى تتحول لقنابل موقوتة أخطر من القنابل المتفجرة، فالحريق يأتي من أصغر الشرر وهذا ما لم ينتبه له المواطن البحريني ومعه أجهزة الإعلام والصحافة التي تزرع تلك القنابل التي إن لم تنفجر اليوم فغداً بعد تراكم وتضخم النفخ فيها.

تنويرة:

من يضعون الأقنعة معروفون أكثر من غيرهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية