العدد 3558
الخميس 12 يوليو 2018
banner
رحلة إلى الموت
الخميس 12 يوليو 2018

مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم  الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.

مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.

نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة... إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.

وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.

وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.

ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها... فلنا تتمة في مقال مقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية