+A
A-

أمينة موسى أول فنية بحرينية تعمل بمحطة سترة لإنتاج الكهرباء

التحقت بالمحطة بعمر 17 عاما

محطة سترة هي أول محطة للتحلية ومعهد لتدريب تكنولوجيا التحلية

بإمكان المرأة ان تعمل في كل الظروف إذا أعطيت الفرصة

المستشار الأيرلندي اعتبرني امرأة خليجية تتحدى الصعاب

الوزارة ابتعثتني للدراسة بجامعة الخليج للبوليتكنيك

خدمة الوطن واجب ما بعده واجب فهو العزة والكرامة وتاج الرؤوس

 

تعتبر أمينة موسى ابراهيم محمد أول فنية بحرينية تعمل في محطة سترة لإنتاج الكهرباء والماء التابعة لوزارة الكهرباء والماء.

تخرجت من المرحلة الثانوية عام 1980م والتحقت بالعمل في محطة سترة للكهرباء والماء في سبتمبر من نفس العام.

وقالت: كان عمري لا يتجاوز السابعة عشر عاما وقد كانت المحطة آنذاك في بداية عهدها حيث بدأ تشغيل المرحلة الأولى في عام 1975 م لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ومياه الشرب.

ورأت إن "محطة سترة هي أول محطة للتحلية في البحرين، كانت بمثابة معهد لتدريب تكنولوجيا التحلية، وشخصيا أخذت على عاتقي تدريب العديد من الفنيين والمهندسين تحت التدريب واكتسبت سمعة افتخر بها لدى الجميع في معظم اقسام إدارات هيئة الكهرباء والماء".

وبينت إنها خدمت في الهيئة لأكثر من 37 عاما وتجد نفسها في كل يوم تحضر للعمل على انه يوم جديد اذ لا زلت تسعى للتعلم من الزملاء في ادارة انتاج الكهرباء وتوصيل ما لديها من خبرة متواضعة للزملاء في القسم والأقسام الأخرى. وفيما يأتي أبرز ما يتضمنه الحوار المنشور بنشرة الكهرباء عن أول فنية بحرينية:

بكل جدارة

 ما مدى رضاك عن تطورك الوظيفي؟

أنا فخورة جدا بهذا الإنجاز، اذ على الرغم من منصبي كفنية اولى هندسة كيميائية، فقد استطعت القيام بالعديد من المهام الرئيسة لمسئولين في القسم بكل جدارة واستحقاق بشهادة الجميع والذي انعكس بالتأكيد ايجابا على كسب ثقة المسؤولين في الإدارة وانيطت لي العديد من الأعمال التي تتطلب مهنية عالية ومهارات دقيقة في مجال عمل محطات الكهرباء والماء.

شجاعة وحذر

هل تستطيع المرأة فنية الهندسة المنافسة في هيئة الكهرباء؟

نعم وبكل تأكيد، اذ إن العمل في قسم الهندسة الكيميائية يتطلب مهارات مهنية عالية على سبيل المثال لا الحصر، مثل التعرض للحرارة العالية عند فحص الغلايات والمقطرات اثناء فترات الصيانة الدورية للوحدات، وتسلق السقالات للوصول للأماكن العالية لوحدات التحلية أثناء الكشف عن أي تسرب لمياه البحر داخل المواسير  والدخول إلى الأماكن الضيقة والخطرة جداً كخزانات المواد الكيميائية وخزانات الغلايات والتعرض لأبخرة المواد الكيماوية (الأحماض – القلويات)  وفحص قنوات مياه البحر الداخلة والتي تقع على عمق..........متر تحت سطح البحر ، وكلها اعمال تحتاج لشجاعة وحذر واحتياطات سلامة لي وسلامة الافراد الذين يعملون تحت اشرافي.

إن عدم التردد بالقيام بالأعمال الصعبة والتي في كثير من الأحيان يجد الرجال صعوبة في انجازها أثبتنا أن بإمكان المرأة ان تعمل في كل الظروف إذا أعطيت الفرصة وذلك لإعطاء صورة إيجابية عن المرأة البحرينية إذا فسح المجال لها في العمل في مثل هذه الوظائف التي كانت تقتصر في يوم من الأيام على الرجال فقط.

لقد قمنا مع فريق العمل بقسم الهندسة الكيميائية منذ السنوات الأولى لإنشاء محطة سترة لإنتاج الكهرباء والماء بعمل الكثير من الدراسات والتجارب للاستخدام الأمثل للمواد الكيميائية التي تعمل كمانع لترسب الأملاح وهذا تحدي كبير حيث أن تكنولوجيا تحلية المياه في ذلك الوقت كانت حديثة العهد في منطقة الخليج وكانت الدراسات والتجارب العلمية في أوجها سواء في المملكة العربية السعودية أو باقي الدول ولهذا اعتبرها بصمة مشعة في حياتي العملية حيث قمنا بالكثير من تجارب المواد الكيميائية الموجودة في السوق آنذاك لإثبات مدى فعاليتها وحضرنا العديد من المؤتمرات وورش العمل الخاصة بالتحلية وعرضنا تجربتنا في محطة سترة وقد ساهمت هذه التجارب في رفع كفاءة وحدات انتاج الكهرباء والماء وكذلك ساهمنا في خلق جو عمل صحي خالي من مخاطر المواد الكيميائية و بأقل التكاليف لنكفل سلامة  الافراد و الأجهزة .

إن كون محطة سترة هي أول محطة للتحلية في البحرين، كانت بمثابة معهد لتدريب تكنولوجيا التحلية، وشخصيا اخذت على عاتقي تدريب العديد من الفيين والمهندسين تحت التدريب واكتسبت سمعة افتخر بها لدى الجميع في معظم اقسام إدارات الهيئة.

المستشار الأيرلندي

تجربة أثرت في حياتك العملية؟

تعاملت خلال حياتي العملية مع بعض الزملاء الأجانب الذين اثروا في حياتي بشكل إيجابي كبير و اكتسبت منهم الكثير من الخبرة وكيفية التعاطي مع المشاكل العملية.

 واخص بالذكر المستشار الأيرلندي Brian Ohoullihan المبتعث من قبل الشركة الاستشارية الأيرلندية ESB الذي احتضنني كأبنته له طوال فترة عمله في محطة سترة وأصبح يشيد بي في الكثير من المحافل على انني امرأة خليجية تحدت الصعاب .

وأثبت بكل جدارة ان بإمكان المرأة العمل في جميع الأعمال والذي  يتردد العديد من الرجال القيام به لصعوبته العملية وبقى على تواصل معي ومع عائلتي وزيارتنا بشكل مستمر متى ما سمحت الفرصة له لزيارة البحرين.

عمل تفخرين أنك أنجزته في الهيئة؟

تخرجت من المرحلة الثانوية عام 1980م والتحقت بالعمل في محطة سترة للكهرباء والماء في سبتمبر من نفس العام وكان عمري لا يتجاوز السابعة عشر عاما وقد كانت المحطة آنذاك في بداية عهدها حيث بدأ تشغيل المرحلة الأولى في عام 1975 م لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء ومياه الشرب، وكانت هذه المرحلة تضم أربع وحدات من الغلايات والتوربينات البخارية ووحدتين لتحلية مياه البحر بطريقة التبخير والومضي المتعدد المراحل بقدره انتاجية قدرها 100 ميغاوات من الطاقة الكهربائية و5 مليون جالون من المياه المقطرة في اليوم.

لقد بدأت العمل كفنية مختبر متدربة أعمل بجانب عدد من المهندسين البحرينيين الذين لازلت أعتز بهم فلهم الفضل الكبير في تدريبي وتشجيعي رغم صعوبة مزولة المراءة العمل في مثل هذه الظروف ونظرة المجتمع لوجود المراءة في محطة كهرباء ذات طبيعة ميكانيكية – كهربائية – كيمائية.

لقد عملت في قسم الهندسة الكيميائية في المحطة التي كانت تضم مختبراً بالرغم من صغره إلا إنه كان يشرف على مراقبة جودة مياه المقطرات، وكذلك الإشراف والمراقبة ومن ثم التحكم في جودة مياه الغلايات التي بدورها تنتج بخاراً ذا جودة عالية لمنع الترسبات والتآكل سواء كان في الغلايات أو التوربينات ومن أجل أداء هذه المهمة كان القسم مسئولاً عن معاينة وضخ المواد الكيميائية بنسب معينة تفادياً للترسبات والتآكل وحماية زعانف التوربينات، كما كان القسم مسئولاً عن مراقبة كفاءة عمل المقطرات والتأكد من أن

المقطر ات تصل بكفاءة عالية وتنتج مياه ذات جودة عالية حسب المواصفات المقررة عالميا.

ولحرص الوزارة في تأهيل الكوادر البحرينية الشابة ولما ابديته من طموح خلال الفترة القصيرة من عملي في المحطة تم ابتعاثي لجامعة الخليج للبوليتكنيك آنذاك للحصول على دبلوم الهندسة الكيميائية.

وقد تزامن تخرجي في عام 1985 م مع تطوير المحطة للمرحلة الثانية والثالثة لتلبي الطلب المتزايد على الكهرباء والماء نتيجة التطور العمراني والزيادة في عدد السكان والمصانع وكانت البلد بحاجة لإنتاج كمية أكبر من المياه المحلاة.

تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل العملية في حياتي انا وزملائي حيث كان لابد من انشاء مختبر يتناسب والتطوير الحاصل في المحطة ، وبالفعل استطعنا تشييد مختبر يضم كل المواصفات ، وهذا أكبر إنجاز نعتز به ،حيث أصبح هذا المختبر ولازال يعمل بطاقة متكاملة وأصبح الدور الذي يلعبه أكبر في تأدية التحاليل المختبرية، بل تعدى ذلك وأصبح القسم مسئولاً عن الفحص الدوري السنوي للمقطرات والغلايات وذلك للكشف عن التآكل والترسبات مع عمل الإجراءات الضرورية اللازم في اعمال الصيانة للوقاية من أي اضرار قد تترتب في حال حدوث أي مشاكل غير متوقعة.

لقد شهدت مع زملائي تشييد المرحلة الثانية والثالثة عام 1985 – 1986 من محطة سترة (أول محطة تحلية مياه في البحرين) حيث بلغ انتاجها إلى 25 مليون – 30 مليون جالون وبطاقة كهرباء قدرها 125 ميغاوات.

لقد عاصرنا انشاء هذه المرحلتين على ارض الواقع خطوة بخطوه (وهي مرحلة جيدة من مراحل التدريب) وكنت آنذاك " فني كيميائي " حيث عملنا جنباً الي جنب مع الاستشاري والمقاول المسئول عن تشييد المرحلة الثانية والثالثة وكانت مرحلة مفصلية وغنية في اكتساب العديد من المعلومات والتجارب على ارض الواقع.

تكلمي عن طموحك؟

لله الحمد انا انسانة متجددة الطموح، اذ تجاوزت خدمتي في الهيئة ال 37 عاما واجد نفسي في كل يوم احضر للعمل على انه يوم جديد اذ لا زلت اسعى للتعلم من زملائي في ادارة انتاج الكهرباء وتوصيل ما لدي من خبرة متواضعة لزملائي في القسم والأقسام الأخرى.

 ولا فرق عندي بين موظف كبير او صغير فالكل يعمل من اجل هدف واحد ان تكون الإنتاجية ضمن مستوى المأمول والمرجو والغاية.

ما هي القيم والمبادئ التي تؤمنين بها؟

احترام العمل والقوانين والأنظمة والعمل على خدمة الناس والايمان بالعلم والمعرفة وان التطور والابداع لا حدود لهما والاستفادة من كل ما هو متوفر وتحقيق الهدف مهما كان صعب المنال وان لا مستحيل في الحياة إذا توفرت العزيمة والإرادة والدفع الحقيقي للوصول للأهداف وان خدمة الوطن واجب ما بعدة واجب فهو العزة والكرامة وتاج الرؤوس.

 

بروفايل أول فنية هندسة كيميائية

الاسم: أمينة موسى ابراهيم محمد

الوظيفة: فني أول هندسة كيميائية

القسم والإدارة: ادارة انتاج الكهرباء – محطة سترة لإنتاج الكهرباء والماء

المؤهل الأكاديمي: دبلوم هندسة كيميائية        

الجامعة: جامعة البحرين                                  

الوظائف التي شغلتها منذ تخرجك (بالسنوات):

1980 -1982 فني مختبر تحت التدريب

1982-1985 ابتعاث من قبل الهيئة للحصول على مؤهل الدبلوم في الهندسة الكيميائية.

1985-1993 فنية هندسة كيميائية

1993-2018 فني أول هندسة كيميائية