العدد 3560
السبت 14 يوليو 2018
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
ديكتاتورية الإخوان أم ديمقراطيتهم؟
السبت 14 يوليو 2018

انتهت الانتخابات التركية الأخيرة، بفوز الرئيس أردوغان ليس فقط بالرئاسة، بل بصلاحيات جديدة تمنح أي رئيس لتركيا صلاحيات كبيرة جدا، وهناك من انتقد هذه الصلاحيات ووصفها بأوصاف غير ديمقراطية، بل شبهها بديكتاتورية الديمقراطية حسب رأيه، لكن ما يهمنا نحن هو عدم التدخل بالشأن الذي اختاره أشقاؤنا الأتراك ونظامهم وطريقة إدارتهم بلادهم، بالمقابل، نتمنى أيضا من الجميع عدم التدخل بنظامنا العربي وطريقة إدارة كل بلد عربي حكمه، فنحن لسنا أوصياء على أشقائنا الأتراك، وهم ليسوا أوصياء علينا، فالكل يحترم الآخر ويحترم سيادة البلد الآخر، والإخوان المسلمون جبلوا على التباكي على الديمقراطية وحرية التعبير وحقوق الإنسان، والوقوف ضد سلطات الحاكم التي وصفوها بالديكتاتورية، وطالبوا ببرلمان يحق له محاسبة الحاكم، كما طالبوا باستقلالية القضاء عن سلطات الحاكم، وغيرها من الشعارات التي رفعوها ضد كل حاكم عربي، إلا أن هذه المطالبات تجمدت عندما فاز الرئيس أردوغان بتلك الصلاحيات، والتي كانوا ينكرونها على الحكومات العربية، بل إنهم باركوا هذه الصلاحيات، واعتبروها ضرورية لتركيا في هذه المرحلة، وكأنهم أوصياء على أشقائنا الأتراك ونظامهم السياسي.

لقد كشفت الانتخابات الأخيرة والصلاحيات التي صوت عليها أشقاؤنا الأتراك، مدى نفاق الإخوان المسلمين وانتهازيتهم، والخبث والكذب والرياء وبيعهم شعاراتهم التي يستخدمونها لضرب الأمة العربية، ومحاولة العمل على تسهيل دخول الغريب بيت الأمة العربية، كما فعل الحوثي ونصرالله والمالكي بإدخالهم الإيرانيين إلى بيت الأمة العربية، ففي الوقت الذين يشتمون فيه أسيادهم العرب ويتهمونهم بالديكتاتورية وتركيز السلطات بيد الحاكم، نراهم يباركون ويدعمون ويمجدون صلاحيات منصب رئيس الجمهورية بتركيا، ولا عجب، فالأمر لا يتعلق أبدا بالدفاع عن حقوق الإنسان العربي، بل بالعمل على أن يكون الإنسان العربي عبدا وذليلا وتابعا لهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية