العدد 3560
السبت 14 يوليو 2018
banner
قهوة الصباح سيد ضياء الموسوي
سيد ضياء الموسوي
العفريت يكمن في تفاصيل الأرقام
السبت 14 يوليو 2018

فاض الكيل ببعض الوزارات، ومن قمت بانتقاد أدائهم، وهرولوا يشكون، ويذرفون الدموع الممسرحة بقميص يوسف ضد مقالاتي، وأن الذئب أكل بقية الحروف، وأراد البعض أن يلقي بقلمي في البئر، عل كلماته تباع بدراهم معدودة.

يدعون أن قلمي قاسٍ، وحبري ممزوج بزجاج، وجلدهم يعاني من حكة سياسية، وحساسية تطفح عليه أعراض الصدفية بمجرد أن تلامسه حروف كاتب، وأن بعض الوزارات جلدها أشد نعومة من جلد “جونفر لوبيز”، فعلينا أن نوزع على كل وزارة مع كل مقال بلسما، وأن مدحي لأي وزارة أشبه بدغدغة سكين، وأن وزاراتهم “الأفلاطونية” مازالت تنتج إبداعات يونانية تعيد ذكرى اثينا وأفلاطون وسقراط، فهي لا تستحق كل هذا النقد الشرس، هرول كل باكٍ إلى موقع مختلف، والبعض ذهب إلى بعيد مطالبا بإيقافي عن الكتابة نهائيا، متهمين إياي أن كل هذا النزف على ورق الكتابة يراد منه “الإثارة”، وإن وحدهم هم من “قلبهم على المواطن” يريدون ان يخدموه بأشفار العين، وأنهم -من خلال سياق الشكوى- لا ينامون، مسهدين ليالي وليالي في التفكير في كيفية “حلول مشاكل المواطنين”.

وأهم شي أن يطرحوا نتائج “يرضى عنها الشعب”، وأن يسافروا سفرات “يرضى عنها الشعب” وأن يأكلوا أكلا “يرضى عنه الشعب”.

مشكلة كل هذه “المآتم البشرية” التي ذرفت كل هذا البكاء “الوطني” في شكواها، ورغم امتلاكها كل الامكانات المادية، والإدارية واللوجستية، وشبكات العلاقات العامة، عاجزة عن الرد بحرف واحد!!

وإنني هنا أقول للشاكين وهم أكثر من شخص، أنتم لستم أنصاف آلهة تعبد من دون الله، أنتم بشر ومن حقنا استخدام (ليزر) القلم في محو البقع السوداء بوزاراتكم، وأن نضع تقويم لأسنان “الأرقام” المضللة التي يراد بها تضليل الدولة، لتبدو أسنان أرقامكم بلا اعوجاج وهي تتحدث عن إحصاءات الربح والخسارة التي تتكبدها وزارة هنا أو شركة عملاقة هناك أو هيئة.

التفكير بوقف قلمي هو لعب بالنار على المكشوف، وأنا رأفت بكم في كل ما كتبته لأن ما بيدي، وما ظل يصلني من وثائق وأرقام وشكاوى، إلى اليوم، لو طرحت خمسة في المئة منها لكان هناك هيجان طوفان، وزلزال بمعنى الكلمة، فما طرحته مجرد “مقبلات”.

ولكن أنا آثرت فقط تحريك شيء من الأمور، لإعطاء فرصة لهؤلاء، ليصححوا مواقع الجرح، وكل مؤسسة تبحث عن “التفاحة المسمومة” في وزارتها حتى يتم التصحيح.

وأحب أن أوصل مسجا لهؤلاء، أنا لعبتي المفضلة في ارتفاع شهية الكتابة والتصحيح هي “الأرقام والوثائق” لأكون منصفا ودقيقا، وعليكم قراءة تاريخي الصحافي في ذلك، وللأسف نجد جلالة الملك يدفع الملايين، ويخطط، ويسهر، وبعض وزاراتكم وشركاتكم، منشغلة بتلميع شوارب الوزارة أو الشركة أو توزيع لقطات ابتسامات هوليودية، أو منشغلة بمصالح خاصة. الفساد في البحرين في شيئين: لعبة أرقام يتم تضليل الدولة بها في عملية “الربح والخسارة” وهذه بها يتم تضليل الدولة بتقارير مضللة عن الحقيقة، على قاعدة كان يرددها مدير تنفيذي، “تريد تضيع الحسبة؟ فقط عقّد الأرقام وكثّرها، وطلسم فهمها بالمصطلحات مع إبهارات” وهنا تجد غلاف التضليل مليء بالمكياج والألوان الجميلة الساحرة لكن الشيطان يكمن في تفاصيل الأرقام، لتكتشف حجم التلاعب يصل إلى ملايين.

والثانية تكمن في زراعة شلة الأصدقاء ليتستروا على كل التجاوزات، بدوري أنا في انتظار تقرير ديوان الرقابة المالية، والإدارية وأتمنى أن يكون أقوى تقرير عن كل التقارير السابقة بعد مواجهة الصحافة الشرسة مع المؤسسات، ويضع النقاط على الحروف، وأنا سأكمل فك الشفرات إذا لم أجد تصحيحا لهذه المؤسسات، وأحب ان أوصل مسجا أن هناك مؤسسات وشركات وصلتني “بلاوي متلتلة” عليها، إلى الآن لم أكتب عنها، وإذا لم يتم التصحيح سيتفاجؤون كما تفاجأ مجلس إدارة هيئة التامين الاجتماعي بالطوفان.

وأكرر من جهة أخرى وصلتني بلاوي عن “شركة” وسأقوم بدراسة المعلومات، والأرقام والتوقيت.

ختاما أقول للذين تحركوا لاغتيال قلمي، أنا كاتب لا يروضني إلا الموت ونحن كدولة نعيش عجزا ودينا عاما كبيرا فلابد من المحاسبة ووقف النزف وإعادة امتلاء خزان الموازنة بتقليل التجاوزات.

وأتمنى أن لا تحشروني في زاوية أكبر وأبدأ في قناتي الإعلامية في “يوتيوب” بقراءة كل مقال ووثيقة، وشرحه بالأرقام والأسماء، والمثل يقول “لا تبوق ولا تخاف”، وأقول للناس هل تعلمون حجم النصر الوطني، والربح لمشروع جلالة الملك عندما نوقف الفساد ويتم إرجاع الأموال لخزانة الدولة ومنع الثقوب السوداء؟

أشكر كل الذين يوصلون لي مواقع الخلل المالي والاداري في المؤسسات، وثقوا أن عنصر التوقيت مهم لخدمة أي ملف.

وانا سأعمل كل ما بوسعي لتقصي الحقائق، ومواجهة ذلك، وشكرًا للتجار الذين تواصلوا معي، ممن لفتوا نظري لبعض الأمور، شكرًا لكل وطني ساعدني في فك الشفرات، اللجنة المشتركة لقانون التقاعد ولمعالي وزير المالية، بقدر النتائج الإيجابية للناس في القانون سنصفق لكم، وبقدر النتائج السلبية سننتقد، وأتمنى أن يتسع صدركم لنقد لجنتكم وأطروحتكم وأحب أن أوصل لكم رسالة: أن الناس لا تريد رفع سن التقاعد، وهي محقة في ذلك ونحن في الصحافة سنقف معهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية