العدد 3566
الجمعة 20 يوليو 2018
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
السذاجة وبلوغ المجد والشهرة
الجمعة 20 يوليو 2018

تداول بعض النشطاء على مواقع التواصل فيديو يوثق لحظة اقتحام فتاة منقبة منصة مسرح مهرجان سوق عكاظ في الطائف واحتضانها الفنان ماجد المهندس، وفور اعتلائها خشبة المسرح واقترابها من الفنان واحتضانه هرع عدد من حراسه لإبعادها وإنزالها عن خشبة المسرح، وأثار المقطع استهجان كل الحضور والمتابعين.

استحضرت وأنا أتابع هذه المهزلة حادثة وقعت أثناء الحج في زمان الإمام ابن الجوزي، فبينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم حسر أعرابي عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وجاءوا به إلى مكة، وعند سؤاله كان رده: “حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!”، ومع شناعة هذا الفعل وغرابته في آن واحد إلا أن هذا الأعرابي سطر اسمه في التاريخ رمزاً للسخافة.

هذا حال الكثيرين، فرغبتهم في بلوغ المجد والشهرة تدفعهم لارتكاب المعاصي! لا ينبغي للمرء أن يرفع سقف التوقعات حتى لا يصدم بالواقع، فهذا حال الكثير من أبناء هذا الجيل، خصوصاً مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي ملأها سذج لا يحتاجون إلى مال يُنفق أو جهد يُبذل، إنما البحث عما يثير اهتمام الناس بالغريب من الأقوال والأفعال البعيدة عن المبادئ والقيم.

الحادثة قد تكون حقيقية إنما لا نستبعد أن تكون تمثيلية مقصودة لتحقيق بعض الغايات وعلى رأسها الإساءة للشقيقة الكبرى السعودية، ولعل خير ما ينبغي أن يكون عليه موقفنا في هذه الأفعال الطائشة حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم “من رأى مُبتلى، فقال: الحمدُ للّه الّذي عافاني ممّا ابتلاك به، وفضّلني على كثير ممّن خلق تفضيلا، إلّا عُوفي من ذلك البلاء”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .